تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحكمة من الزكاة والنيابة فيها؟]

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[05 - 01 - 08, 07:56 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[الحكمة من الزكاة والنيابة فيها؟]

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد:

أما بعد:

قال القاضي عبدالوهاب صاحب المعونة:

" يكره أن يتطوع بأداء الزكاة عن غيره قبل أن يخرج الزكاة عن نفسه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ".

كنت أتساءل منذ زمن كيف للفقهاء أن يجيزوا النيابة في ما يخص دفع زكاة المال؛ وذلك للمقاصد التي شرعت بسببها الزكاة،والتي بينها أهل العلم، ومنها:

سؤال:

هل هناك حكمة معينة من تشريع الزكاة؟.

الجواب:

الحمد لله

أولاً: يجب أن يُعلم أن الله تعالى لا يشرع شيئاً إلا وهو متضمن لأحسن الحكم، ومحقق لأحسن المصالح، فإن الله تعالى هو العليم، الذي أحاط بكل شيء علماً، الحكيم، الذي لا يشرع شيئاً إلا لحكمة.

ثانياً: وأما الحكمة من تشريع الزكاة، فقد ذكر العلماء حكما كثيرة لذلك، منها:

1 - : أنها تزكي أخلاق المزكي، فتنتشله من زمرة البخلاء، وتدخله في زمرة الكرماء؛ لأنه إذا عود نفسه على البذل، سواء بذل علم، أو بذل مال، أو بذل جاه، صار ذلك البذل سجية له وطبيعة حتى إنه يتكدر، إذا لم يكن ذلك اليوم قد بذل ما اعتاده، كصاحب الصيد الذي اعتاد الصيد، تجده إذا كان ذلك اليوم متأخراً عن الصيد يضيق صدره، وكذلك الذي عود نفسه على الكرم، يضيق صدره إذا فات يوم من الأيام لم يبذل فيه ماله أو جاهه أو منفعته.

وقد ذكر ابن القيم في "زاد المعاد" أن البذل والكرم من أسباب انشراح الصدر، لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده، أما من أخرج المال من يده، لكنه في قرارة قلبه، فلن ينتفع بهذا البذل.

2 - : أنها تلحق الإنسان بالمؤمن الكامل (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فكما أنك تحب أن يبذل لك المال الذي تسد به حاجتك، فأنت تحب أن تعطيه أخاك، فتكون بذلك كامل الإيمان.

3 - : أنها تجعل المجتمع الإسلامي كأنه أسرة واحدة، فيعطف فيه القادر على العاجز، والغني على المعسر، فيصبح الإنسان يشعر بأن له إخواناً يجب عليه أن يحسن إليهم كما أحسن الله إليه، قال تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) القصص/77. فتصبح الأمة الإسلامية وكأنها عائلة واحدة، وهذا ما يعرف عند المتأخرين بالتكافل الاجتماعي، والزكاة هي خير ما يكون لذلك؛ لأن الإنسان يؤدي بها فريضة، وينفع إخوانه.

4 - : أنها تزكي المال، يعني تنمي المال حساً ومعنى، فإذا تصدق الإنسان من ماله فإن ذلك يقيه الآفات، وربما يفتح الله له زيادة رزق بسبب هذه الصدقة، ولهذا جاء في الحديث: (ما نقصت صدقة من مال) رواه مسلم (2588)، وهذا شيء مشاهد أن الإنسان البخيل ربما يسلط على ماله ما يقضي عليه أو على أكثره باحتراق، أو خسائر كثيرة، أو أمراض تلجئه إلى العلاجات التي تستنزف منه أموالاً كثيرة.

5 - : (أن صدقة السر تطفئ غضب الرب) كما ثبت ذلك عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، صححه الألباني في "صحيح الجامع" (3759)

انظر: "الشرح الممتع" (6/ 4 - 7).

الإسلام سؤال وجواب: باختصار.

ولكن بعدما تأملت ما سيرد فيما يلي:

قال ابن مفلح صاحب الفروع:

" وكذا من أخرج من ماله زكاة عن حي بلا إذنه، لم تجزئه، ولو أجازها؛ لأنها ملك المتصدق، فوقعت عنه ".

وقال المرداوي صاحب الإنصاف:

" لو أخرج شخص زكاة من ماله عن حي بغي إذنه: لم يصح. وإلا صح. قال في الرعاية قلت: فإن نوى الرجوع بها رجع في قياس المذهب ".

رأيت أنه إذا اسأذن شخص ما صاحبه بأن يخرج زكاة أمواله، فكأنه قد تبرع بمبلغ الزكاة إلى صديقه، فكأن العلماء قد شرطوا على المتبرع بدفع الزكاة أخذ الإذن من الطرف الآخر لتنتقل ملكية المال لصاحب المال،والله أعلم وأحكم.

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[06 - 01 - 08, 07:55 م]ـ

• مجمع الأنهر شرح ملتقى الأنهر

تأليف: عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن سليمان الشهير بشيخ زاده.

باب الحج عن الغير

(باب الحج عن الغير) إدخال اللازم على غير غير واقع على وجه الصحة بل هو ملزوم الإضافة ولما كان الأصل كون عمل الإنسان لنفسه لا لغيره قدم ما تقدم (تجوز النيابة في العبادات المالية) كالزكاة وصدقة الفطر (مطلقا) أي في حالة القدرة والعجز ;

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[07 - 01 - 08, 06:42 ص]ـ

- - سئل سماحة الشيخ ابن باز:

هل يجوز أن يخرج زوجي عني زكاة مالي علما أنه هو الذي أعطاني المال , وهل يجوز إعطاء الزكاة لابن أختي – المتوفي عنها زوجها – وهو شاب في مقتبل العمر ويفكر في الزواج … أفيدوني؟

الجواب: الزكاة واجبة عليك في مالك إذا كان عندك نصاب أو أكثر من الذهب أو الفضة أو غيرهما من أموال الزكاة , وإذا أخرجها عنك زوجك بإذنك فلا بأس , وهكذا لو أخرجها عنك أبوك أو أخوك أو غيرهما بإذنك فلا بأس , ويجوز دفع الزكاة لابن أختك مساعدة له في الزواج إذا كان عاجزا عن مؤونته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير