الثَّانِيَةُ: لَا بَأْسَ بِالتَّعْرِيفِ بِالْأَمْصَارِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ نَصَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: إنَّمَا هُوَ دُعَاءٌ وَذِكْرٌ، وَقِيلَ لَهُ: تَفْعَلُهُ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا، وَعَنْهُ يُسْتَحَبُّ، ذَكَرَهَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ، وَهِيَ مِنْ الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ التَّعْرِيفَ بِغَيْرِ عَرَفَةَ، وَأَنَّهُ لَا نِزَاعَ فِيهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَأَنَّهُ مُنْكَرٌ، وَفَاعِلُهُ ضَالٌّ.
مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 197)
والتعريف المداوم عليه فى الأمصار والمداومة على الاجتماع لصلاة تطوع أو قراءة أو ذكر كل ليلة ونحو ذلك فان مضاهاة غير المسنون بالمسنون بدعة مكروهة كما دل عليه الكتاب والسنة والآثار والقياس.
الشرح الممتع - (ج 5 / ص 227)
والتعريف عشية عرفة بالأمصار أنهم يجتمعون آخر النهار في المساجد على الذكر والدعاء تشبهاً بأهل عرفة.
والصحيح أن هذا فيه بأس وأنه من البدع، وهذا إن صح عن ابن عباس فلعله على نطاق ضيق مع أهله وهو صائم في ذلك اليوم، ودعاء الصائم حري بالإجابة، فلعله جمع أهله ودعا عند غروب الشمس، وأما أن يفعل بالمساجد ويظهر ويعلن، فلا شك أن هذا من البدع؛ لأنه لو كان خيراً لسبقونا إليه، أي: الصحابة، ولكان هذا مما تتوافر الدواعي على نقله.
والعبادة لا يصح أن يقال فيها: لا بأس بها؛ لأنها إما سنّة فتكون مطلوبة، وإما بدعة فيكون فيها بأس. أمَّا أنْ تكون عبادة لا بأس بها، فهذا محل نظر.
ثانياً: إحياء ليلتي العيد بالقيام والعبادة
ذكر ما ورد من الأحاديث:
1 - " من أحيا ليلة الفطر و ليلة الأضحى، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 11) 520:
موضوع. قال في " المجمع " (2/ 198): " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " عن عبادة بن الصامت، و فيه عمر بن هارون البلخي، و الغالب عليه الضعف، و أثنى عليه ابن مهدي و غيره و لكن ضعفه جماعة كثيرة ". قلت: ابن مهدي له فيه قول آخر معاكس لهذا و هو: " لم يكن له عندي قيمة "! و قد قال فيه ابن معين و صالح جزرة: " كذاب ". و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/ 142) و ساق له حديثا اتهمه بوضعه. و قال ابن حبان (2/ 91): " كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، و يدعي شيوخا لم يرهم ". فالرجل ساقط متهم، و
قد مضى له بعض الأحاديث الموضوعة، فانظر الأرقام (240 و 288 و 455) و ما يأتي برقم (523) و روي الحديث من طريق أخرى بلفظ: " من قام ليلتي العيدين محتسبا لله، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ".
2 - " من قام ليلتي العيدين محتسبا لله، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 11) 521:
ضعيف جدا. أخرجه ابن ماجة (1/ 542) عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا. قال في " الزوائد ": " إسناده ضعيف لتدليس بقية ". و قال العراقي في " تخريج الإحياء " (1/ 328): " إسناده ضعيف ". قلت: بقية سيء التدليس، فإنه يروي عن الكذابين عن الثقات ثم يسقطهم من بينه و بين الثقات و يدلس عنهم! فلا يبعد أن يكون شيخه الذي أسقطه في هذا الحديث من أولئك الكذابين، فقد قال ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم ليلة النحر من المناسك (1/ 212): " ثم نام حتى أصبح، و لم يحي تلك الليلة، و لا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء ". ثم رأيت الحديث من رواية عمر بن هارون الكذاب، و المذكور في الحديث السابق، يرويه عن ثور بن يزيد به.
فلا أستبعد أن يكون هو الذي تلقاه بقية عنه ثم دلسه و أسقطه. و سيأتي تخريج حديثه فيما بعد إن شاء الله تعالى برقم (5163).
3 - " من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة، ليلة التروية و ليلة عرفة و ليلة النحر و ليلة الفطر ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 12) 522:
¥