تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

توحيد الألوهية هو إفراد الله عز وجل بالعبادة , قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات56، ويقال له توحيد العبادة؛ فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الألوهية، وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة.

باب في علاقة توحيد الإلهية بتوحيد الربوبية والعكس

س6) ما هي العلاقة بين توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية والعكس؟

توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية , وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية , بمعني أنه من أقر بتوحيد الربوبية وجب عليه الإقرار بتوحيد الألوهية , فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره , وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له , ومن أقر بتوحيد الألوهية دخل ضمنه توحيد الربوبية , فمن عبد الرب فلا بد أن يكون قد اعتقد أنه هو ربه وخالقه كما قال تعالى مخبراً عن إبراهيم عليه السلام (أفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين) الشعراء75 - 82.

باب في توحيد الأسماء والصفات

س7) بما يعرف توحيد الأسماء والصفات؟

توحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات , وذلك بأن نثبت لله عز وجل جميع أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ومن غير تشبيه و لا تكييف و لا تمثيل , (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى11 , فالمقصود بالتحريف هو العدول بالنصوص الصحيحة إلى معاني باطلة وأما التأويل فهو صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى مرجوح لقرينة صارفة من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح كتأويل اليد بالنعمة أو القدرة ونحو ذلك , وهذا ما يسمى بالتأويل المذموم والتعطيل هو إنكار ما يجب لله من أسمائه وصفاته أو إنكار بعضه والتشبيه وهو أن يقال إن صفات الله مثل صفات خلقه , كأن يقال له يد كأيدينا والتكييف هو تعيين كيفية صفات الله والهيئة التي تكون عليها.

كما يجب نفي ما نفاه الله عن نفسه، ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات لا تليق به سبحانه وتعالى، قال تعالى (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) الكهف49، فنفي الظلم عن الله واجب مع إثبات كمال العدل له سبحانه.

قال تعالى (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) البقرة255، ففي هذه الآية إثبات لصفتي الحياة والقيومية لله تعالى لأنهما من صفات الكمال، ونفي صفتي السِنَة والنوم عنه؛ لأنهما من صفات النقص، فيجب نفيهما وإثبات كمال الحياة والقيومية، وهكذا في سائر الصفات.

س8) - ما هي أقسام الصفات؟

تنقسم الصفات إلى قسمين: ـ 1ـ صفات ذات: - وهي التي لا تنفك عن ذات الله سبحانه، مثل اليد والوجه والساق والقدرة والحياة والعلم والسمع والبصر وغيرها من الصفات، قال تعالى (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) صّ75، وقال تعالى (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة115، وقال تعالى (وَيَبْقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) الرحمن27، وقال تعالى (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) القلم42، وفي صحيح مسلم عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير