باب في تعريف الكفر
س1) عرف الكفر لغة و شرعا؟
الكفر لغة التغطية والستر , و الكفر شرعًا ضد الإيمان، فإن الكفر عدم الإيمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب، أو لم يكن معه تكذيب، بل مجرد شك وريب أو إعراض أو حسد، أو كبر أو اتباع لبعض الأهواء الصادة عن اتباع الرسالة , وإن كان المكذب أعظم كفرًا، وكذلك الجاحدُ والمكذِّب حسدًا؛ مع استيقان صدق الرسل.
باب في أنواع الكفر
س2) ما هي أنواع الكفر؟
الكفر نوعان: أكبر , وأصغر وإليك التفصيل في هذا.
باب في الكفر الأكبر وأنوعه
س3) ما هو الكفر الأكبر و ما هي و أنوعه؟
الكفر الأكبر المخرج من الملة، خمسة أقسام: القسم الأول كُفرُ التَّكذيب، والدَّليلُ: قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) العنكبوت 68 , القسم الثاني كفر الإباء والاستكبار مع التصديق، والدليل قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) البقرة 34 , القسم الثالث: كفرُ الشّكِّ، وهو كفر الظّنّ، والدليل قوله تعالى (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا ما مُنقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) الكهف 35 - 38 , القسم الرابع: كفرُ الإعراضِ، والدليلُ قولُه تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ) الأحقاف 3 , القسم الخامس: كفرُ النّفاقِ، والدليلُ قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) المنافقين 3.
باب في الكفر الأصغر وأنواعه
س4) ما هو الكفر الأصغر و ما هي أنواعه؟
الكفرٌ الأصغرُ لا يُخرجُ من الملة، وهو الكفرُ العملي، وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كُفرًا، وهي لا تصلُ إلى حدِّ الكفر الأكبر، مثل كفر النعمة المذكور في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتيها رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ) النحل 112 , ومثلُ قتال المسلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلمِ فُسوقٌ، وقتالُه كفر) رواه البخاري ومسلم , وفي قوله صلى الله عليه وسلم (لا تَرجعوا بعدي كُفَّارًا يضربُ بعضكم رقابَ بعض) رواه الشيخان , فهذا الكفر ليس بمخرج عن الملة وإنما هو من الكفر الأصغر.
س5) - ما هي الأحكام الشرعية التي تترتب على من وقع في الكفر؟
تكفير المسلم مسألة خطيرة، يجب عدم الخوض فيها دون دليل وبرهان، وينبغي الاحتراز من التكفير ما وجد إلى ذلك سبيلاً، فباب التكفير باب خطير، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكفر أحد أحداً دون برهان، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) مسلم، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن الشخص المكفر يترتب على كفره أحكام، منها:
1 - عدم حل زوجته – المسلمة – له، وتحريم بقائها، وبقاء أولادها تحت سلطانه؛ لأن المرأة المسلمة لا يصح أن تكون زوجة لكافر بالإجماع.
2 - وجوب محاكمته أمام القضاء؛ لتنفيذ حد الردة عليه – وهو القتل – لأنه كفر بعد إسلامه، وذلك بعد استتابته وإقامة الحجة، وإزالة الشبه.
3 - أنه إذا مات على ردته وكفره؛ لا تجري عليه أحكام المسلمين؛ فلا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث، كما أنه لا يرث إذا مات له موروث قبله.
4 - أنه إذا مات على الكفر؛ وجبت عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، والخلود الأبدي في النار – والعياذ بالله – ولا يدعى له بالرحمة، ولا يستغفر له.
س6) - ما هي موانع التكفير؟
¥