ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 03:31 م]ـ
ملاحظتان صغيرتان على مقالة الشيخ الكريم، حفظه الله،
الملاحظة الأولى أن الذي أعرفه أن المعتزلة لايكفرون صاحب الكبيرة وإنما يقولون هو في منزلة بين المنزلتين، ولو قال الشيخ وصاحوا بالخوارج لكان أدق، وإن كان الخوارج والمعتزلة يشتركون في إنفاذ الوعيد في الآخرة.
والأخرى أن الذي اعتزل مجلس الحسن البصري هو واصل بن عطاء وهو صاحب المنزلة بين المنزلتين وليس تلميذه عمرو بن عبيد.
والله أعلم
إنما قال الشيخ هنا: يكفرون صاحب الكبيرة باعتبار المآل في الآخرة كما أشرت أنت، ولا شك أن الدقة أن يقول: الخوارج، وعلى كل حال أهل العلم يقرنون بينهما كما هو معروف، ولذا بعض أهل العلم يجعل بدعة المعتزلة هذه من جنس بدعة الخوارج.
قال الشيخ العالِم يوسف الغفيص:
(المقالة الثالثة: مقالة المعتزلة: وهي من جنس مقالة الخوارج، وهي التي أحدثها أئمة المعتزلة واصل بن عطاء الغزال وغيره، وخالفوا بها أئمة التابعين، وهو ما أسموه بالمنزلة بين المنزلتين ... ) اهـ من (التداخل العقدي في مقالات الطوائف ... ) رسالة دكتوراه ملزمة ص678.
وأما أصل صاحب الاعتزال لا شك أنه واصل، ولكن لما كان عمرا ترب واصل، وكان من أوائل من اعتزل معه وآزره ونصره على بدعته، كذلك هو الذي تولى المشيخة من بعده فنشر هذه البدعة وزاد عليها، ولذا تجد بعض أهل العلم ينسبون بدعة الاعتزال هذه له إضافة إلى الغزّال، ولهذا قال الشيخ العلامة ناصر العقل في كتابه (رسائل ودراسات .. الحلقة الثانية .... مسيرة ركب الشيطان .. النشأة والأسباب):
(أول من قال بالمنزلة بين المنزلتين ونشأة المعتزلة:
وفي أول القرن الثاني ظهرت مقولة المعتزلة: المنزلة بين المنزلتين.
وأول من أعلن القول بالمنزلة بين المنزلتين واصل بن عطاء (ت131)، وعمرو بن عبيد (ت141)، وذلك حين ظهرت مقولة الخوارج بتكفير مرتكب الكبيرة، والقول بتخليده في النار إذا مات مصرا على كبيرته .. ) اهـ.
والله أعلم.
ملاحظة: عذرا لتأخر الرد، لكن - صراحة- أحيانا لا تنشط النفس للكتابة، وأظنك تدرك أخي الجبوري - إن شاء الله تعالى - ذلك تمام الإدراك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:05 ص]ـ
لكن شيخ الإسلام ذكر ذلك عنهم، فقد قال رحمه الله: "وهم يقولون - يقصد الأشاعرة - الكلام عندنا صفة ذات لا صفة فعل، والخلقية - يقصد المعتزلة - يقولون صفة فعل لاصفة ذات، ومذهب السلف أنه صفة ذات وصفة فعل معا". الفتاوي ج 12 ص 133.
وقال الشيخ العلامة العثيمين في (شرح عقيدة أهل السنة والجماعة):
[ ... وقالت الأشعرية الذين تذبذبوا بين أهل السنة والمعتزلة قالوا: إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم في نفسه، وما يُسمع فإنه مخلوق خلقه الله تعالى ليعبر عما في نفسه.
فما الفرق إذن بين المعتزلة والأشعرية؟
الفرق: أن المعتزلة يقولون: لا ننسب الكلام إليه وصفا، بل فعلا وخلقا.
والأشاعرة يقولون: ننسب الكلام إليه وصفا لا باعتبار أنه شيء مسموع، وأنه بحروف، بل باعتبار أنه شيء قائم بنفسه، وما يسمع أو يكتب فهو مخلوق؛ فعلى هذا يتفق الأشاعرة والمعتزلة في أن ما يُسمع أو يكتب مخلوق، فالأشاعرة يقولون: القرآن مخلوق، والمعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، لكن المعتزلة يقولون: إنه كلامه حقيقة، كما أن السموات خلقه حقيقة، وقالت الأشاعرة: ليس هو كلام الله تعالى حقيقة، بل هو عبارة عن كلام الله!!، فصار الأشاعرة من هذا الوجه أبعد عن الحق من المعتزلة، وكلتا الطائفتين ظالم، لأن الكلام ليس شيئا يقوم بنفسه، والكلام صفة المتكلم، فإذا كان الكلام صفة المتكلم، كان كلام الله صفة، وصفات الله تعالى غير مخلوقة، إذ إن الصفات تابعة للذات، فكما أن ذات الرب عز وجل غير مخلوقة، فكذلك صفاته غير مخلوقة، وهذا دليل عقلي واضح ... ] اهـ.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[23 - 10 - 08, 02:15 م]ـ
وقال الشيخ العلامة العثيمين في (شرح عقيدة أهل السنة والجماعة):" أن المعتزلة يقولون: لا ننسب الكلام إليه وصفا، بل فعلا وخلقا" اهـ
لا أرى فرقا بين كلام الشيخ ابن عثيمن وكلام شيخ الإسلام، رحمهم الله