[ما رأيكم في: (القدح المعلى) ... إذا كان هذا أصلها؟.]
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:16 م]ـ
الإخوة الأكارم /
أولا:
أعتذر عن إشغالكم بمثل هذه المسائل ... وأحسب أن أكثر من يستفيد منها ... كاتبُها.
ثانيا:
سمعت الشيخ / علي الطنطاوي رحمه الله تعالى في حديث له في رمضان الماضي ... يتكلم عن أصل قولهم: (القدح المعلى) ... فسجلتها في جهازي الجوال بغرض مراجعتها ...
ثم بحثتُ بحثا قصيرا قاصرا عن حكم قولها ... فلم أجد من ذكر ذلك من العلماء، ولم أجد من استنكرها ... بله وجدت الكثير من العلماء المحققين ... يقولونها، ويذكرونها في مؤلفاتهم ...
ولو كتبتَ (القدح المعلى) في بحث الشاملة ... لوجدتَ من ذكرتُ لك.
ثم حاولت البحث عن أصل المقولة التي ذكرها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ... فلم أظفر بها ...
ثم أعدتُ البحث عنها ... فوجدت أن الشيخ صالح المغامسي وفقه الله ... قد ذكرها ... فكفاني مئونة الخطأ في نقلها لكم.
فأنقلها للفائدة.
---
قال الشيخ صالح المغامسي حفظه الله عند تفسير قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ... ). الآية في برنامجه: " محاسن التأويل ":
(والميسر مشتق من أحد أمرين:
- إما مشتق من اليسر وهو السهولة، وهذا بسبب أنهم يحصلون على المال من غير كد ولا تعب، وهي مغامرة يأتي بها فينجم عنها مال.
- وإما مشتق من اليسار وهو الغنى، أي: أنه يغنى بعد فقر.
والمعاني متقاربة جداً.
والقرشيون لهم طرائق عدة في الميسر، وقد نشأت كلمة الميسر كما يلي:
الياسر في اللغة هو الجزار الذي يذبح الجزور، فيأتون بالجزور فيذبحونه؛ ويجعلونه ثمانية وعشرين قسماً.
والآن سندخل في الرياضيات فمهم أن تفهم ذلك ...
ثم يأتون بكيس، وهذا الكيس يضعون فيه عشرة أقداح، وهي على هيئة أعواد، وكل قدح من هذه الأقداح له اسم، فسبعة منها تعمل وثلاثة لا تعمل، أي: سبعة فيها حظ، وثلاثة لا يجعلون فيها حظاً.
فيسمون التي ليس فيها حظ غفلاً، ويسمونها الوغد والسفيح والمنيح، والسبعة سآتيك بأسمائها.
ثم يضعون العشرة في هذا الكيس ويخلطونها، ثم يأتون برجل أمين فيقول مثلاً: هذا حظ عبد الرحمن ويأخذ قدحاً، فإذا طلع يقرؤه فإن كان سفيحاً أو منيحاً أو وغداً فلا يأخذ شيئاً، وليتهم يقفون عند هذا الحد، فإنه لا يأخذ شيئاً وعليه قيمة شراء الجزور، والسبعة الباقون يأخذون نصيبهم.
والأقداح السبعة:
يسمون أحدها الفذ، ويأخذ واحداً.
والثاني يسمونه التوأم، ويأخذ اثنين.
والثالث يسمونه الرقيب، ويأخذ ثلاثة، فيصبح قد ذهب ستة.
والرابع يسمونه الحلس، ويأخذ أربعة.
والخامس يسمونه النافس، ويأخذ خمسة؛ فيصير المجموع خمسة عشر.
والسادس يسمونه المسبل، ويأخذ ستة، فيصير المجموع واحداً وعشرين.
والسابع يسمى القدح المعلى، فالناس إذا مدحوا أحداً يقولون: له القدح المعلى، ويأخذ سبعة، فتصير مع واحد وعشرين ثمانية وعشرين، انتهت كلها.
ولهذا تسمع في التعبيرات الأدبية: أن فلاناً له القدح المعلى، أي: أوفر أهل الميسر حظاً، فهذه نشأت فكرة الميسر) أ. هـ.
-
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:52 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم هذا مثل تضربه للعرب لصاحب النصيب الأكبر
وهذا بغض النظر عن أصل المثل فالأمثال لا نرجع فيها إلى الأصل
بل هو ما تعارف عليه الناس
في صبح الأعشى
(ومنها الميسر وهو ضرب من القمار كانوا يقتسمون به لحم الجزر التي يذبحونها بحسب قداح يضربونها لكل قدح منها نصيب معلوم وهي أحد عشر قدحا سبعة منها لها حظ إن فازت وعليها غرم وإن خابت بقدر مالها من الحظ عند الفوز وأربعة منها تثقل بها القداح لا حظ لها إن فازت ولا غرم
عليها إن خابت فأما السبعة التي لها الحظ إن فازت وعليها الغرم إن خابت فأولها الفذ وهو قدح في صدره حز واحد وله نصيب واحد في الأخذ والغرم والثاني التوأم وفي صدره حزان وله نصيبان في الأخذ والغرم والثالث الضريب ويسمى الرقيب وفيه ثلاثة حزوز وله ثلاثة أنصباء والرابع الحلس وفيه أربعة حزوز وله أربعة أنصباء والخامس النافس وفيه خمسة حزوز وله خمسة أنصباء والسادس المسبل ويسمى المصفح أيضا وفيه ستة حزوز وله ستة أنصباء والسابع المعلى وفيه سبعة حزوز وله سبعة أنصباء وهو أوفرها حظا ولذلك يضرب به المثل في الحظ فيقال قدحه المعلى
وأما الأربعة التي تثقل بها القدح فهي السفيح والمنيح والمضعف والوغد وكان طريقهم في ذلك أن القوم يجتمعون فيشترون جزورا فينحرونها ويفصلونها على عشرة أجزاء ويستهمون فيها على سبعة أنصباء لا أكثر وتسمى الأنصباء فيها الأيسار فإن كانوا أقل من سبعة وأراد أحدهم قدحين أو أكثر أخذ وكان له فوزها وعليه غرمها فإذا جزؤا الجزور على ذلك أتوا برجل يسمونه الحرضة من شأنه أنه لم يأكل لحما قط بثمن ويؤتى بالقداح فتشد مجموعة في قطعة جلد تسمى الربابة ثم يلف الحرضة على يده اليمنى ثوبا لئلا يجد مس قدح له مع صاحبه هوى فيحابيه في إخراجه ثم يؤتى بثوب أبيض يسمى المجول فيبسط بين يدي الحرضة ويقوم على رأسه رجل يسمى الرقيب ويدفع ربابة القداح إلى الحرضة وهو محول الوجه عنها فيأخذ الربابة التي تجمع فيها القداح ويدخل يده تحت الثوب فينكر القداح فإذا نهد فيها قدح يناوله دفعة إلى الرقيب فإذا كان مما لاحظ له رد إلى الربابة فإن خرج بعده المسبل مثلا أخذ الثلاثة الباقية وغرم الذين
خابوا ثلاثة أنصباء من جزور آخر وعلى ذلك أبدا يفعل بمن فاز ومن خاب فربما نحروا عدة جزر ولا يغرم الذين فازوا من ثمنها شيئا وإنما الغرم على الذين خابوا وكان عندهم أنه لا يحل للخائبين أن يأكلوا من ذلك اللحم شيئا فإن فاز قدح الرجل فأرادوا أن يعيدوا قدحه ثانية على خطإ فعلوا ذلك به وقد نظم الصاحب إسماعيل بن عباد أسماء القداح التي لها النصيب فوزا وغرما في أبيات فقال
(إن القداح أمرها عجيب ... الفذ والتوأم والرقيب)
(والحلس ثم النافس المصيب ... والمصفح المشتهر النجيب)
(ثم المعلى حظه الرغيب ... هاك فقد جاء بها الترتيب)
)
انتهى
ويراجع كتاب الميسر لابن قتيبة فهو المصدر الأصلي لمن جاء بعده
¥