تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال أبو عبيدة: ما بت بأجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة " وكأن أبا عبيدة لم يسمع الحديث الذي صرح فيه بالأجر لمن أصابته المصيبة، أو سمعه وحمله على التقييد بالصبر، والذي نفاه مطلق حصول الأجر العاري عن الصبر.

وذكر ابن بطال أن بعضهم استدل على حصول الأجر بالمرض بحديث أبي موسى الماضي في الجهاد بلفظ " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما " قال: فقد زاد على التكفير، وأجاب بما حاصله أن الزيادة لهذا إنما هي باعتبار نيته أنه لو كان صحيحا لدام على ذلك العمل الصالح، فتفضل الله عليه بهذه النية بأن يكتب له ثواب ذلك العمل، ولا يلزم من ذلك أن يساويه من لم يكن يعمل في صحته شيئا.

وممن جاء عنه أن المريض يكتب له الأجر بمرضه أبو هريرة، فعند البخاري في " الأدب المفرد " بسند صحيح عنه أنه قال " ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى.

لأنها تدخل في كل عضو مني، وإن الله يعطي كل عضو قسطه من الأجر " ومثل هذا لا يقوله أبو هريرة برأيه.

وأخرج الطبراني من طريق محمد بن معاذ عن أبيه " عن جده أبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله ما جزاء الحمى؟ قال: تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق " الحديث، والأولى حمل الإثبات والنفي على حالين: فمن كانت له ذنوب مثلا أفاد المرض تمحيصها، ومن لم تكن له ذنوب كتب له بمقدار ذلك.

ولما كان الأغلب من بني آدم وجود الخطايا فيهم أطلق من أطلق أن المرض كفارة فقط، وعلى ذلك تحمل الأحاديث المطلقة، ومن أثبت الأجر به فهو محمول على تحصيل ثواب يعادل الخطيئة، فإذا لم تكن خطيئة توفر لصاحب المرض الثواب، والله أعلم بالصواب.

وقد استبعد ابن عبد السلام في " القواعد " حصول الأجر على نفس المصيبة، وحصر حصول الأجر بسببها في الصبر، وتعقب بما رواه أحمد بسند جيد عن جابر قال: " استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها إلى أهل قباء، فشكوا إليه ذلك فقال: ما شئتم، إن شئتم دعوت الله لكم فكشفها عنكم، وإن شئتم أن تكون لكم طهورا.

قالوا: فدعها " ووجه الدلالة منه أنه لم يؤاخذهم بشكواهم، ووعدهم بأنها طهور لهم.

قلت: والذي يظهر أن المصيبة إذا قارنها الصبر حصل التكفير ورفع الدرجات على ما تقدم تفصيله، وإن لم يحصل الصبر نظر إن لم يحصل من الجزع ما يذم من قول أو فعل فالفضل واسع، ولكن المنزلة منحطة عن منزلة الصابر السابقة، وإن حصل فيكون ذلك سببا لنقص الأجر الموعود به أو التكفير، فقد يستويان، وقد يزيد أحدهما على الآخر، فبقدر ذلك يقضى لأحدهما على الآخر.

ويشير إلى التفصيل المذكور حديث محمود بن لبيد الذي ذكرته قريبا، والله أعلم.

فتح الباري، كتاب المرضى، ج 10، ص 134 - 136

أرجو أن ينفع الله بما نقلت.

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[18 - 10 - 08, 01:40 م]ـ

جزاك الله خيراً أيها الأخت الفاضلة ونفع بك وبما نقلت من علم

لكني - لو سمحتي لي - هناك تصحيح بسيط

فإن ما تفضلتي بنقله هو من كلام ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري وليس للبخاري رحمة الله على الجميع.

وقد سمعت من الشيخ محمد بن عبد المقصود - حفظه الله - اختلاف العلماء في هذه المسألة ورجح أنه لا بد من نية لعموم قول المعصوم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى فإن لم ينو المرء شيئا فليس له شئ، لكني ذهلت عنه لبعهد العهد بذاك والحمد لله على كل حال ولو وفقني الله تعالى لموضع ذلك في محفوظاتي لنقلته، وأدعو الله عز وجل أن لا أكون واهما في نقلي.

ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:24 م]ـ

نريد أن نعرف اولا

هذه المسألة المختلف فيها وهى

صريح، فإن الثواب والعقاب إنما هو على الكسب، والمصائب ليست منها، بل الأجر على الصبر والرضا.

هل المراد بالصير والرضا (النية) ام ثم فرق ينهما

ثم هل يشترط استصحاب النية؟

ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:32 م]ـ

بمعنى أخر

هل الخلاف فى كون المصائب مكفرة بذاتها أو لا بد من الصبر ةالرضا اعنى هذا الخلاف هل له علاقة بمسألة استحضار النية اى نية الاحتساب وقت المصيبة ام لا ام انهما مسألتين

-

ثم هل مسألة الاحتساب وقت المصيبة لها علاقة بمسألة استصحاب النية المختلف فيها بين الفقهاء؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير