تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)} [غافر/7]

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)} [غافر/55]

{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)} [الشورى/5]

{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)} [ق/39]

{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)} [الطور/48]

{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} [النصر/3]

قال الشيخ فوزي سعيد - حفظه الله -: (معرفة معني الحمد هامَّةٌ جداً في التسبيح الذي هو من تمام الحمد، فالحمد هو الإخْبَار عن محاسن المحمود على وجه الحُبِّ له، ومحاسنُه تعالي إمَّا قائمة بذاته وإمَّا ظاهرة في مخلوقاته، وهذا الحمد يملأ جميعَ المَخْلوقَات، ما وُجد منها ويوجد، فكل ذرةَ في الكون شاهدة بحمده، وهو حمد يتضَمّن الثناء على الله بكماله القائم بذاته، والمحاسن الظاهرة في مخلوقاته ([1]) معني التَّسْبِيح بالحَمْد: عَلِمْنَا أن التَّسْبيحَ تَعْظيمٌ وتَنْزِيه، فإذا اقترن به ذكرٌ لصفات الكمال والجمال أو ذكر الأفْعَال المُقَدَّسَة الدالة على الكمال، أو ذكرٌ لهما معاً (للصفات والأفعال)، فإنَّ ذلك الاقتران يفيد ثلاثة أمُوَرْ: الأوَّل: تأكيد معنى التعظيم المتضمَّن في التَّسْبيح مع ذكر بَيَانِه وتَفْصِيله. فَيذِلُّ المُسْلِم غاية الذل لما ذُكِرَ من العظمة. والأمر الثاني: ذكر المَحَاسن والمحامد التي يستحق بها سبحانه أن يُحَبَّ بغاية الحُبّ، فبذلك يجتمع غاية الحب بغاية الذل، وهما أصْلاَ العبادة. ولذلك إنما يأتي التَّسْبيح في القرآن والسُّنَّة في معظم المواضع مَقْرُونا بصفات الكمال إجمالا أو تفصيلاً أو ما يدل عليها من الأفعال المقدسة. والحمد: كلمةٌ جَامعة لذلك (للمحامد والمحاسن والكمالات والأفعال) ولذلك اصطفي الله لملائكته: سَبْحان الله وبحمده، وأفضل الكلام بعد القرآن وهن من القرآن سُبْحَان الله والحَمْد لله ولا إله إلا الله واللهُ أَكْبر، وسيأتي مزيد لذلك.والأمر الثالث: أنَّ الَحَمْد إثبات الكمالات، والتَّسْبيحَ يتضمن التنزيه وهو نَفْي ما يناقض تلك الكمالات، وذلك هو الثناء الذي يحبُّه الله U . فكأن المُسَبِّح يقول: أُسَبِّح الله بلساني وقلبي ناظر إلى محامده سابح فيها تذكرا وتفكرا منزَّه لها عما يناقضها، فهو تسبيح مُلَبَّس بالحمد (كما قال الكرماني وغيره) لِيُعْلَم ثُبُوتُ الكمالِ له نَفْيا وإثْباتاً. وحَقيقةُ الأمر أن التسبيح من تمام الحمد ومن الناس من جعل الحمد هنا بمعني الشكر على نعمة التسبيح، بمعني: سَبَّحْتُك وبنعمتك سَبَّحْتك، أي لم يكن تسبيحي إلا بتوفيقك ([2]).

وهذا الذي ذكروه يلزم كل مسلم عند كل طاعة، فهي نعمة مِنَ الله عليه. أَمَّا أَنْ يَكُون هو المُرَاد باقْتِرَان الحمد بالتَّسْبِيح فَلاَ، لأنه إِهْدارٌ لما تقدم من المعاني، لا سيما إذا كان كل شئ يُسَبِّح بحمده، من الجَمَادات والأحْيَاء والمَلائِكة. ([3]).)

قال د/ محمد بن إسحاق كندو ([4]):

(المسألة الأولى: قرن التسبيح بالتحميد:

ولهذه المسألة شأن عظيم يسترعي الانتباه، وذلك لأن قرن التسبيح بالتحميد هو الأكثر وروداً في نصوص الشرع، وجاء في كتاب الله تعالى الأمر بقرن التسبيح بالتحميد في سبع مواضع، حيث قال تعالى في أربع مواضع منها: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [طه: من الآية130،غافر:55،ق:39،النصر:3]، وقال في موضع {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} [الفرقان/58].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير