تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويرى المؤرخ والمحلل السياسي سان برو أن بعض المفكرين ووسائل الإعلام في الغرب، عملوا على إظهار الإسلام بأنه يشكل خطراً وتهديداً، وربطوا بينه وبين الإرهاب، خدمة لبعض النزاعات السياسية التي ارتبطت ببعض الصراعات الإقليمية الكبرى.

كما أكد سان برو، في محاضرة ألقاها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي، أن مصدر الحركات المتطرفة يعود إلى أسباب سياسية وليست دينية، مذكراً باندثار الدولة العثمانية في وقت أصبحت فيه البيروقراطية سائدة ضمن مؤسساتها.

وقال إنه لو تم إيجاد حلول عادلة للأوضاع في فلسطين والعراق، ولو وضعت برامج لتنمية أفغانستان لما وجد زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، دافعا يغذي عدائه للغرب.

وأوضح أن الجهاد في الإسلام له أصوله وضوابطه الصارمة، وليس في إمكان أي أحد إعلان الجهاد، مثل بن لادن، وإنما هذا الإعلان منوط بجهة محددة، ووفقا لقواعد بعينها.

وشدد سان برو على أهمية التنوع الحضاري، مشيراً إلى أن العالم بحاجة إلى حضارات متعددة، تتكامل فيما بينها، وقال إن العالم بحاجة إلى حيوية الإسلام ليصلح ما تفسده الحياة المادية.

وطالب سان برو الغرب بتبني سياسات تشجع على معرفة الإسلام، مذكراً بأن الإسلام من الأديان التي تعتنقها نسب كبيرة في المجتمعات الغربية، حيث يبلغ عددهم في فرنسا، على سبيل المثال، حوالي ستة ملايين نسمة لتكون بذلك ثاني أكبر ديانة في فرنسا.

وقال إن معرفة الإسلام بالشكل الصحيح تتطلب إدراج الإسلام ضمن المناهج الدراسية.

وذكر سان برو أن العلمانية مفهوم غربي، ويجب ألا يعمم على العالم ككل، مشيرا إلى أن الإسلام هو دين ودنيا، وهو بهذا المفهوم لا يتعارض بالضرورة مع العلمانية لكنه يقدم نموذجاً مختلفاً لها.

وأكد أنه من الخطأ ربط الإسلام بالنزعة المحافظة الصارمة أو الأقلية الطائفية المتطرفة، فالإسلام برأيه أبعد ما يكون عن تشجيع التطرف أو الإرهاب.

والاجتهاد بالنسبة إلى سان برو، هو طريق المستقبل بالنسبة إلى الإسلام، حيث أن سلفية الإسلام النقية تعد أفضل رد على مشكلة المتطرفين الإسلاميين الطائفيين وعلى نزعة التغريب، التي يمكن أن تؤدي إلى إلغاء الهوية الإسلامية.

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:09 م]ـ

العرب والأزمة المالية العالمية .. حُدود التأثر

كتب د. حسن أبوطالب - القاهرة: بتاريخ 15 - 10 - 2008

لم يكُن غريبا أن تتأثر العديد من البورصات العربية ـ لاسيّما الخليجية والمصرية ـ نزولا وتوتّرا، كالذي حدث في البورصات الأمريكية والأوروبية وعدد من البورصات الآسيوية منذ بدء وتيرة الأزمة المالية الأمريكية، التي باتت أزمة عالمية.

والمرجع هنا واضح ولا خِلاف عليه، ويُكمن في وجود صِلات عُضوية بين البورصات العربية من جهة، والبورصات الأجنبية من جهة أخرى، وهي صِلات تكشِف عن حالة اندِماج في الاقتصاد العولمي، وحالة تداخُل بين الأموال الخليجية تحدِيدا، والاستثمار في الأصول الأجنبية في الأسواق الأمريكية والأوروبية.

صلات عضوية

أما عن صِلات البورصات، فإن أبرزها هو أن مُستثمرين عَرب كِبار وصناديق سيادية عربية، لاسيما الخليجية، يستثمِرون في الأوراق المالية والأسهم التي تصدرها المؤسسات المالية الدولية، ويتمّ التَّعامل بها في البورصات الأجنبية.

وفي المقابل، فإن أصحاب رؤوس الأموال الأجنبية هم أيضا عناصر أساسية في التعاملات المالية في البورصات العربية، وبالتالي، فإن أي عمليات بيع وشراء يُشارك فيها العرب والأجانب، يكون لها تأثيرها غير المباشر على حالة البورصات العربية ككل، وهو ما شهدناه في الحالة المصرية التي خرج منها مستثمرون عرب وأجانب في اليومين الأولين لتعامل البورصة بعد إجازة عيد الفطر، ممّا خفض من مؤشر "كاس 30"، المعمول به بنسبة 16% ثم 7% على التوالي.

ولم تستعد البورصة المصرية بعضا من خسائرها إلا بعد مرور عدّة أيام، حين استجاب مدّخرون محلِيُّون للشِّراء في أسهم العديد من الشركات، ممّا قلّص الخسائر إلى حدود 3.1%.

حالة البورصة المصرية ليست مُنفردة، فما جرى في بورصات الدُّول العربية الخليجية كان نُسخة مكرّرة من الهُبوط الشديد، ثم استعادة جُزء بسيط من الخسائر التي مُني بها المستثمِرون في الأيام الأولى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير