تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقريب العلوم غير مرغّب فيه

ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[10 - 03 - 03, 06:15 م]ـ

تقريب العلوم غير مرغب فيه في الأحيان:

نقل الصفدي في الوافي بالوفيات (ص 5081):

صاحب الألفاظ عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني، كاتب بكر بن عبد العزيز ابن أبي دلف العجلي، له من التصانيف: كتاب الألفاظ.

قال الصاحب بن عباد:

لو أدركته لأمرت بقطع يده ولسانه؛ لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب، ورفع عن المتأدبين تعب الدرس والحفظ والمطالعة.

ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[10 - 03 - 03, 09:39 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛

فإن تيسير العلوم وتقريبها للناس من أجل العمل وامثله وأحسنه، أما ما ذهب اليه الصاحب بن عباد فهو مذهب أراد منه أن لا تنحدر الهمم، وألا تتقاصر أنظار أهل العلم وطلبته على المختصرات والمجاميع، وهي رغبة تدل على غيرة محمودة في زمن كانت الهمم فيه تناطح الثريا في وسط السماء؛ وكيف به لو أدرك زماننا هذا ...... !؟

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 03 - 03, 09:58 م]ـ

* قال العلاَّمة المتفنِّن ابن خلدون، في مقدمة كتابه ديوان المبتدأ والخبر (ص/733 - 734):

((الفصل السادس والثلاثون: في أن كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم:

ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم، يولعون بها، ويدوِّنون منها برنامجا مختصرا في كل علم؛ يشتمل على حصر مسائله وأدلتها، باختصار في الألفاظ، وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن.

وصار ذلك مخلاً بالبلاغة، وعسراً على الفهم.

وربما عمدوا إلى الكتب الأمهات المطولة في الفنون للتفسير والبيان فاختصروها؛ تقريبا للحفظ.

كما فعله ابن الحاجب في الفقه، وابن مالك في العربية، والخونجي في المنطق، وأمثالهم.

وهو ((فساد في التعليم))، وفيه ((إخلال بالتحصيل)).

وذلك لأن فيه تخليطاً على (المبتديء) بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعد.

وهو من سوء التعليم كما سيأتي.

ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار؛ العويصة للفهم؛ بتزاحم المعاني عليها، وصعوبة استخراج المسائل من بينها.

لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة؛ فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت.

ثم بعد ذلك فالملكة الحاصلة من التعليم في تلك المختصرات إذا تم على سداده ولم تعقبه آفة فهي ((ملكة قاصرة)) عن الملكات التي تحصل من الموضوعات البسيطة المطولة.

بكثرة ما يقع في تلك من التكرار والإحالة = المفيدين لحصول الملكة التامة.

وإذا اقتصر على التكرار قصرت الملكة لقلته كشأن هذه الموضوعات المختصرة.

فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلمين = فأركبوهم صعباً؛ يقطعهم عن تحصيل الملكات النافعة، وتمكنها.

ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

والله سبحانه وتعالى أعلم)).

* قال أبو عمر السمرقندي (عامله الله بلطفه الخفي): وضع الأقواس بين بعض العبارات من عندي للتنبيه حسبُ.

وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‍.

ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[11 - 03 - 03, 11:50 م]ـ

أحسنتم

ـ[البدر المنير]ــــــــ[12 - 03 - 03, 12:10 ص]ـ

وأنت أحسنت يا أمة الله على هذه الفائدة النفيسة.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[12 - 03 - 03, 01:49 ص]ـ

ونحو هذا قول الإمام مالك _ وصدق_ (هلاك الدين تفقه الأعاجم)

[والمراد عجمة اللسان لا النسب، فمن كان نسبه أعجميا ولسانه عربي مبين فهو عربي، ومن كان عربي النسب أعجمي اللسان فهو أعجمي، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب]

أي يبدأ الانحراف ويبدأ ظهور الأقوال الشنيعة والمفاهيم الباطلة عندما تترجم كتب الفقه والعلوم الشرعية إلى اللغات الأعجمية ويبدأ الأعاجم يتفقهون من هذه الترجمات، فقد يكون في الترجمة قصور، وقد يكون اللفظ أو التركيب المترجم به محتملا في لغتهم لمعانٍ غير مرادة فيفهمونه بها، وقد رأينا الكثير من هذه الأفهام العجيبة التي لا يمكن أن تخطر ببال ناطق بالعربية، رأينا من يتفلسف بها ممن قرأ تراجم لتفاسير مطولة وتراجم شروحات حديثية مطولة.

فمراد مالك رحمه الله أن الأعجمي إذا أراد أن يتفقه فعليه أولا أن يتقن العربية فيصبح حينئذ عربيا ثم يتفقه من الكتب العربية كما فعل أئمة الإسلام ذوو الأصول الأعجمية الذين تعربوا بل برعوا في العربية أكثر من أهلها ثم تفقهوا من الكتب العربية مباشرة.

لكن ينبغي أن يفرق بين المختصرات التي تبين للأعجمي أساسيات الدين فهذه لا بد من ترجمتها لهم ليصححوا عقيدتهم وعبادتهم، وأما المطولات فينبغي ألا تترجم بل نحث الراغب في طلب العلم منهم على تعلم العربية أولا ثم دراسة هذه المطولات، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير