تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التفكر ... نور الإيمان]

ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[02 - 03 - 03, 08:46 م]ـ

التفكر ... نور لإيمان:

مرحباو أهلا

فضل التفكر و الاعتبار:

قال أبو الدرداء رضي الله عنه:

(التفكر ساعة خير من قيام ليلة) اهـ. صحيح عنه.

الدلائل العقلية على كون ربنا سبحانه وتعالى، هو الخالق المدبر كثيرة، وكذلك إثبات وحدانية الله تعالى وتفرده أدلته العقلية كثيرة، ولذا شحن القرآن الكريم بتوجيه العباد إلى النظر والتفكر، وجعل هذا النظر المستند إلى العقل من علامات أهل الإيمان ومن السبل الموصلة إلى ازدياد اليقين،

ولذا تكرر الأمر به في القرآن الكريم بأساليب متنوعة:

فتارة يثني على أهل التفكر ويصفهم بكونهم من أولي العقول الراجحة كقوله تعالى:

(إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّموَات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران (190 – 190). وكقوله تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس و ما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخَّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) (البقرة -آية -164) وكقوله: (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون ? يونس (آية – 6) و ? وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون ?. (الذاريات – آية 21)

وغير ذلك من الآيات. وتارة يوبخ من لا ينظر ولا يتفكر كقوله تعالى: ? و كأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ?. (يوسف – 105). وقال تعالى ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت … الآية)). (الغاشية -17) وتارة يأمر بالنظر كقوله تعالى: ? قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ?. {يونس - 101} وكقوله: ? فلينظر الإنسان إلى طعامه ? (عبس – 24) وكقوله:? فلينظر الإنسان مم خلق ? (الطارق – 5) وكقوله تعالى: ? انظروا إلى ثمره إذا أثمر ? (الأنعام – 99). ومن دلائل التوحيد العقلية في القرآن قوله تعالى: ? لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ?. (الأنبياء – 22)

وهذا باب عظيم وقد كان لأئمة السلف به عناية ولذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه:

(التفكر ساعة خير من قيام ليلة) اهـ. (كما تقدم) وقال وهب بن منبه: (ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم، ولا فهم إلا علم، ولا علم امرؤ قط إلا عمل) اهـ. () وقال عامر بن عبد قيس: (سمعتُ غير واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: إن ضياء الإيمان أو نور الإيمان التفكر) اهـ. ()

وسُألت أم الدرداء عن أكثر- وفي رواية عن أفضل - عمل أبي الدرداء رضي الله عنه فقالت: (التفكُّرُ والاعتبار) اهـ ()

وهذا أمر يطول ذكره ومرجعه إلى النظر العقلي فيما في الكون من دقيق الصنعة وعجيب التقدير، فإنه دليل واضح على حكمة الخالق، وقدرته وأن ذلك صنع من ليس كمثله شيء، ومن بيده كل شيء، وعنده كل شيء سبحانه لا إله غيره.

والمقصود أن إعمال العقل، والنظر في إثبات التوحيد من الأعمال التي يحبها الله، ومما يعين على تثبيت الإيمان وزيادته.

وكذلك فإن دلائل العقل قد يستعان بها في تقرير صدق النبي صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن عقائد المؤمنين، ومحاجة الملحدين، وفي الترجيح بين المختلفين، وغير ذلك مما يحتاج فيه إلى دليل النقل والعقل. هذا مع أن أدلةَ العقل تابعةٌ للوحي خاضعةٌ له، إذ هي - في الحقيقة - لا تُنَافي ما صحَّ نقلا ومعنى منه. كما قد بينه الأئمة ...

وقد حكى الله تعالى مقالة منكري البعث، كما حكى مجادلة الأنبياء لأقوامهم، المنكرين للتوحيد، وذكر بعض شبههم إلا أنه يذكر الشبهة موجزة، ويكرُّ عليها بألطف جواب وأحسنه.

ولذا ترى جميع أهل الإيمان ينتفعون بالقرآن مع سماعهم وقراءتهم لتلك الاعتراضات ولا يُدخِل سماعُهُم لها الشكَّ إلى قلوبهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير