والجواب: أنّ التشبه كما قلت ما كان فيه قصد الفعل فهو على وزن تفعّل، أما ما سوى ذلك فلا يعد تشبّها، نعم سمّة مشابهة، لوقوعه اتّفاقا، أمّا تشبّها فلا. أما كون الكفّار اختصّوا في زماننا هذا بالاحتفال بيوم الميلاد فدون اثبات ذلك خرط القتاد، فإنّ الاحتفال بمثل هذا اليوم كما قلت في مقدّمة كلامي لا يختص بجنس دون جنس، وقد يكون في بعض الأزمنة مختص بهم أما الآن فقد اصبح منتشرا بين أفراد جميع الأمم كحال كرة الطّائرة كانت مختصّة بالكفّار أولا ثم انتشرت فلا اختصاص لها بأحد الآن، وقد ذكرت على ذلك مثلا البنطال الذي جوّزته اللجنة الدائمة للإفتاء لأنّه لم يعد مختصّا بأحد، فيتنزّل هذا على مسألتنا هذه فلو سلّمنا بكونها كانت مختصّة باليهود أو النصارى وليست من شعائر دينهم فقد أصبحت الآن منشرة في جميع أصقاع الأرض.
وأنا لا أدري لماذا نعمل عقولنا ونجهد مداركنا في تحريم هذه الأمور، فإن لم يكن عيدا محرّما فهو بدعة محدثة وإن لم يكن بدعة محدثة فهو تشبّه بالكفّار وإن لم يكن تشبّها فهو مشابها بهم، وإن لم يكن مشابهة بالكفّار فمخالفتهم واجبة، وإن لم تنجع مسألة المخالفة فتحريمها من باب سدّ الذريعة، حتّى في قضيّة اليوبيل يحاول البعض الصاقها بالمعتقدات اليهوديّة كقول الشيخ عفا الله عنه: إن اليوبيل: عيد نزول الوصايا العشر على موسى عليه السلام فوق جبل سيناء) انظر "عيد اليوبيل!
كما إنني على يقين أن ذلك لا يصح عن موسى عليه السّلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لما جاء المدينة وجد اليهود يعظمون يوم عاشورا ويصومونه فسألهم عنه فقالوا هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من والرذائل فقال صلى الله عليه وسلم نحن أحق منكم بموسى فصامه وأمر بصيامه تقريرا لتعظيمه وتأكيدا وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه وأمته أحق بموسى من اليهود فإذا صامه موسى شكرا لله كنا أحق أن نقتدي به من اليهود، وكذلك يقال في عيد اليوبيل لو صحّت نسبته إلى موسى عليه السلام ما يقال في صيام يوم عاشورا.
وأنا أسألك بالله ما دخل اليوبيل الذي تعمله بعض الشّركات في مثل هذا، فالمعلوم أن اليوبيل قد يكون بعد مضيّ 25 عاما فيطلق عليه يوبيل فضّي أو50 عاما فيسمى يوبيل ذهبي، هذا كلّ ما في الأمر، ولا أرى داعيا لتشكيل أزمة بيننا في ربط كل ما يجري في مجتمعاتنا باليهود والنصارى، وأنا أكاد أجزم أن لليوبيل في تسميته عشرات الأسباب عند العلماء، فمنهم من يقول ومنهم من يقول .. ولكنّ الشيخ انتقى انتقاءا هذا السبب ليكون أدعى لمنعه وإكبات ودحر العاملين به.
فالشرع الإسلاميّ دين مبناه على الرّأفة والرّحمة والتّيسير، والأصل في العادات الإباحة، ما لم يأت نصّ قاض بحرمتها، أو دلالة مستفيضة على منعها، أماّ سلوك مثل هذا المنهج في معالجة القضايا والنّوازل، وسوق جميع القضايا الأصوليّة وإعمالها لمنع وتحريم هذه الأمور فلا أؤيّدك فيه أخيّ!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 05 - 03, 05:26 م]ـ
أخي الكريم الفاضل: السيف الصقيل ... بارك الله فيك وسامحك ..
أرجو أن تكون دقيقاً في النسبة.
فإنَّ أكثر وأغلب ما رددت به لم يكن من كلامي، بل كلام الشيخ سمير المالكي الذي نقلته فقط.
وعموماً .. سوف أردُّ عليك بما أوردته على كلام الشيخ؛ لأني مقتنع به.
ولكن ليس الآن بل بعد يومين، إذ الشغل يمنعني.
ونسأل الله التوفيق.
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[15 - 05 - 03, 05:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
وبعد
اعتذر للاخوة في هذه المداخلة لكني فقط احببت التنبيه الى الواقع في بلاد الكفر ان اعياد الميلاد انما يقوم بها المائلون الى التخنث والليونة اما صناديدهم فانهم يضحكون ممن يقيم هذه الاحتفالات.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[15 - 05 - 03, 05:29 م]ـ
من أسخف ما سمعته من أحد الدعاة! المشهورين جداً، قوله بجواز إحياء الشخص ليوم ميلاده مستدلاً بأنّ النبي (عليه الصلاة والسلام) حثّ على صيام الإثنين لأنّ "ذاك يوم ولدتُ فيه".
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[15 - 05 - 03, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أخي أبي عمر شكرا على التواصل ونحن بانتظارك فلا تبخل علينا بعلمك وفهمك
ودمتم لأخيكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 05 - 03, 01:18 ص]ـ
من باب إثراء الموضوع
فقد وقفت على هذا الكلام للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
فأحببت أن أنقله.
س: فضيلة الشيخ:
ما حكم الإسلام في الموالد سواء كانت موالد لمشايخ أو للنبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
تكلم الشيخ رحمه الله تعالى عن حكم مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبين أنه لا يجوز، وتكلم عن بعض الكفريات في بعض أبيات قصيدة البردة للبوصيري
ثم قال:
أما الاحتفال بمولد الإنسان، فهذا ليس احتفالا دينيا، وإنما هو احتفال عادي، ومع ذلك نرى أن لا يفعل، لأنه قد يتخذ ذريعة إلى الاحتفال التعبدي وهو الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: إذا كنت احتفل بمولد ابني وهو ليس شيئا بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم فاحتفالي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم من باب أولى، وهذا الاحتفال أيضا فيه تشبه بالنصارى، فهو ليس من سنن المسلمين، ومن تشبه بقوم فهو منهم، ولهذا نرى الكفَّ عن الاحتفال بالمولد مطلقا، سواء كان ذلك للتعبد أو لغير التعبد. أ. هـ
لقاءات الباب المفتوح
(3/ 438) ط دار البصيرة
والسادس والستون في المفردة
¥