تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثاً: الحاشية أَفضل موقع لعَزو المصادر، والمراجِع؛ المتعلِّقة بالآيات، والأحاديث، والكتب، وأَقوال العلماء؛ خاصّة فيمن عملُه قائمٌ على التّخريج؛ فهو المسرح - الّذي من خلاله - يظهر فيه المخرِّج مهارته وبراعته.

رابعاً: وجود الحاشية للكتاب تجعل المتن مستقلاًّ؛ لِمَا له من أهمّيّة؛ لأنّ المتن هو أهم ما يبحث عنه القارئ.

خامساً: من خلال الحاشية يستطيع المؤَلِّف أثناء كتابة المتن أن يشرح شيئاً - ما - ليس له علاقة بالموضوع؛ لكنّ المؤلّف يرى أنّ القارئ لا بدّ له من الاطّلاع عليها؛ فيضعها في الحاشية؛ حتّى لا تُعكِّر صفْو الموضوع.

سادساً: يستطيع المؤلّف أنْ يضيف أَيّ شيء حتّى لو كان الكتاب في مرحلة ما قبل الأخيرة الّتي يذهب بعدها إلى دار النّشر للطّباعة.

سابعاً - وباختصار -: تُعدُّ الحاشية مسرحاً كبيراً واسعاً من حقّ المؤلّف أن يصنع فيه ما يراه مناسباً، دون غضاضة أَو فضاضة.

كلمة أخيرة: لكن ليس من اللاّئق أن تصبح الحاشية أكبر حجماً من المتن؛ وذلك لعدَّة أسباب؛ منها:

1 - : أنّ الأَصل والأهمَّ في الكتاب هو المتنُ وليس الحاشيةَ.

2 - : تضخيم الحاشية من شأْنِه أن يصيب القارئ بالملل والكلل ‍‍! ولأنّ خطّ الحاشية

- عادة - يكون أصغرَ من خطّ المتن.

المؤَلَّف ينقسم حجمه إلى أقسام ثلاثة:

الحجم الكبير: وهو الّذي ينبغي أن يكون مجلّداً، أَو سِفْراً؛ فيسمّى: مجلّداً

والحجم الوسط: وهو الّذي يكون غلافاً، ويسمّى: كتاباً.

والحجم الصّغير: وهو الّذي لا يزيد حجم ورقته عن (15سم)، ويسمّى: رسالةً.

وليعلم الأخُ أنّ هذه المصطلحات ما أنزل الله بها من آيات؛ لكنّها من الأمور الدّارجات في عالم دور النّشر للمطبوعات.

عمل الفهارس للكتاب:

أنا أقول: كلُّ كتاب - حتى لو كان كُتَيِّبَاً - لا يوجَدُ فيه فِهرسٌ؛ فهو كتاب ناقصٌ،ولا يخْدُم القارئ بالشّكل المطلوب.

فالقارئ - حسْب الأصول - ينظرُ أوّلَ ما ينظر إلى المقدِّمة، وإلى الفِهرسِ، وَأَنا شخصيّاً أفعل هذا؛ لأَنّني أتعرّف على الكتَاب من خلالِهِمَا.

أمّا طريقة عمل الفهارس؛ فهي كالتّالي:

- إحضار (بطاقات) بيضاءَ.

- تكتب الأحرف الأبجديّة على البطاقات بخطّ كبير؛ هكذا:

البطاقة الأولى حرف الهمزة (أ) ثمّ تضع تحته كلّ طرف حديثِيّ يبدأ بالهمزة

البطاقة الثّانية: حرف الباء (ب)، ثمّ تضع تحته كلّ طرف حديثي يبدأ بالباء.

البطاقة الثّالثة: حرف التّاء (ت)، ثمّ تضع تحته كلَّ طرف حديثي يبدأ بالتّاء.

وهكذا إلى آخر حرف من الحروف الأبجدية.

وفِهرس التّراجم، والرّواة على أُصول البطاقات.

وَأمّا فِهرسُ الموضوعات؛ فليس على حسب البطاقات؛ لأنّها شبه مستحيلة ‍! لكن عملها يكون حسب محتويات الكتاب:

فالكتاب إن كان حديثيّاً فيمكن أن تستخدم فيه أسلوب أهل الحديث.

وَأمّا إن كان الكتاب فقهيّاً؛ فتستخدم فيه أُسلوب أهل الفقه.

وأخيراً إن كان الكتَاب عقائديّاً؛ فتنظر إلى أسلوب كتب العقائد.

وهذا أمر يسير؛ لا حاجة بنا إلى ضرب الأمثلة، فيمكنك أن تنظر في أيّ مرجع من المراجع الحديثيّة، أو الفقهيّة، أو العقديّة؛ ثمّ تعمل الكتاب على نسقه.

يتبعُ - إن شاء الله -.

(علامات التّرقيم)

أخي الطّالبُ!

علامات التّرقيم - من وجهة نظري - هي من أهم المراحل الّتي يمرّ بها الكتاب؛ خاصّة بعد جمع مادّته؛ ومرجِعه ومصدرِه.

ومن منطلق الخبرة في هذا الفنّ أقول: إنّ الكتَاب الّذي يكون خِلْواً من هذه (العلامات) - عند المقارنة والمقابلة -؛ لا يمكِن أن يكون صالحاً

- تماماً - للقراءة والقرّاء، أو الفهم والاطّلاع!

وقبل التّعرّف إلى (علاَمات التّرقيم) ومواضعِها؛ يجب أنْ نقرّر ما يلي:

أوّلاً: تعدّ (علاماتُ التّرقيم) فنّاً قائماً بذاته؛ أو: هي علم قائم بذاته؛ وإن كان علماً مُستحدثاً من غير المسلمين - فسبحان ربّ العالمين -!!

ثانياً: إنّ (علاماتِ التّرقيم) رموزٌ اجتهاديّة؛ ليس لها قواعدُ تضبِطها، أو منهجيّة تحكمها.

ثالثاً: لهَا أهمّيّة كبرى في عالم التّأليف، خاصّة في عالَم التّحقيق والتّعليق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير