تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن حبان في الثقات: كان أحد أئمة الدنيا، صاحب حديث وفقه، ودين وورع ومعرفة بالأدب وأيام الناس. جمع وصنف واختار، وذب عن الحديث ونصره وقمع من خالفه. قال الذهبي: ولم يتفق وقوع رواية لأبي عبيد في الكتب الستة. وعلق على ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني بقوله: (وذلك من الأدلة الكثيرة على أنهم لم يخرجوا لجميع رواة الحديث الثقات).

وأبو عبيد واسع الثقافة متعدد الاختصاصات فشارك كل قوم في عملهم، ورضيه الجميع كما قال الحاكم، ولذلك جاءت مؤلفاته في نواحي متعددة من العلم. وأشهرها كتابه (غريب الحديث)، وقد مكث في تصنيفه أربعين سنة، وكتاب الغريب المصنف في اللغة، وكتاب الأمثال، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الأموال، وهو من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده، وقد انتقد الخطيب البغدادي هذا الكتاب بقوله: (إن أضعف كتب أبي عبيد كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثاً وخمسون أصلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجيء يحدث بحديثين يجمعهما من حديث الشام ويتكلم من ألفاظهما)، ووجه انتقاد الخطيب على كتاب الأموال، أنه لم يحصر الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب الذي يبحثه، ومن المعلوم أن أبا عبيد قليل الرواية للحديث كما قال الحربي، وإلا فإنه قد امتدح هذا الكتاب في نفس ترجمة أبي عبيد وذلك بقوله: (وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده).

منهج أبي عبيد في كتاب الأموال:

يشمل هذا الكتاب مجموعة من المباحث الفقهية المتعلقة بالأموال وجباية موارد الدولة الإسلامية، والوجوه الشرعية لنفقاتها.

وقد قسمه إلى ثمانية كتب، والكتاب ينقسم إلى مجموعة من الأبواب، وقد مهد لهذه الكتب ببعض المباحث التي تعتبر بمثابة مدخل أو مقدمة إلى موضوعات الكتاب، مثل حق الإمام على الرعية، وحق الرعية على الإمام، وصنوف الأموال التي يليها الأئمة للرعية.

وموضوعات الكتاب الرئيسية هي:

1 - كتاب الفيء ووجوهه وسبله.

2 - كتاب سنن الفيء والخمس، والصدقة، وهي الأموال التي تليها الأئمة للرعية.

3 - كتاب فتوح الأرضين صلحاً وسننها.

4 - كتاب فتوح الأرضين صلحاً وأحكامها وسننها وهي من الفيء.

6 - كتاب مخارج الفيء في إقطاعها وأحيائها وحماها ومياهها.

7 - كتاب الخمس وأحكمه وسننه.

8 - كتاب الصدقة وأحكامه وسننها.

ويلاحظ أن بين بعض هذه الكتب تداخلاً في العناوين، ومن الممكن ضم بعضها إلى بعض، وطريقة أبي عبيد في تنسيق المادة العلمية أن يضع عنوان الكتاب أو الباب ثم يبدأ بعده بسرد الأحاديث والآثار عن الصحابة والخلفاء الراشدين بأسانيدها، ويعقب على الأخبار بإيضاح مدلولها، ويشرح ما فيها من الغريب، ويورد مذاهب الفقهاء في القضية موضوع البحث، ويستدل لهم ويرد عليهم حتى يقرر المسألة ويقطع فيها برأي محدد، وبعض الأحيان يقدم بعد وضع اسم الكتاب أو الباب الحكم الذي يذهب إليه، ثم يورد الأدلة على ذلك الحكم من القرآن ومن السنة، وبقضايات الخلفاء الراشدين والصحابة، وبقضايا عمر بن عبد العزيز، وبأقوال العلماء وفتاواهم ويبين وجوه الأدلة ويعللها، ويتعقب الأقوال، ويرجح بعضها، وينقد الأسانيد ويبين عللها، ويستعمل النظر ويرجع له لكنه يقدم النص عليه، ويحافظ على نصوص الأحاديث والآثار، فإذا شك في كلمة قال: أو شبهها، وإذا كان الشك منه قال: شك أبو عبيد، وإذا كان من غيره يسميه، وإذا كان النص طويلاً فإنه يقتصر على موضع الشاهد ويشير إلى أنه اقتصر على جز منه بقوله. ثم ذكر حديثاً طويلاً، وإذا لم يورد الكلام بنصه يوضح بذلك بقوله: كلام هذا معناه. ويرجع إلى بعض الوثائق والسجلات، وبعض الأحاديث والأقوال يمليها من حفظه ويبين ذلك، ويتعذر عنها إذا نسيها، وهذا يدل على مبلغ تقدمه في التصنيف، ودقته في نقل الأقوال والأحاديث.

وأسانيده التي روى عن طريقها الأحاديث النبوية، والآثار عن الصحابة والخلفاء الراشدين، مثل أسانيد غيره من الفقهاء وأصحاب السير تحتاج إلى دراسة وتدقيق لمعرفة أحوال رجالها، ومدى اتصالها من عدمه، لأن غالب أسانيد الفقهاء وأصحاب السير مرسلة وموقوفة ومعضلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير