تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وابن شبة في تاريخه للمدينة لم ينهج نهج المحدثين الذي أرخوا للمدن بتراجم علمائها والواردين عليها، كما فعل بحشل في تاريخ واسط، والسهم، في تاريخ جرجان، وأبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور، والبغدادي في تاريخ بغداد، وإنما أرخ للمدينة تاريخاً عمرانياً وسياسياً، وتأتي أهمية المعلومات التي ذكرها في كتابه عن الخطط العمرانية للمدينة وتسجيل الأحداث الأولى في تاريخ الدولة الإسلامية بكونها أقدم نصوص وصلت إلينا في هذه الموضوعات.

منهج كتابة التاريخ الإسلامي، للدكتور محمد بن صامل السلمي، ص490


### فتوح البلدان ###

المؤلف:

هو أبو جعفر أحمد بن يحيي بن جابر بن داود البلاذري، ولد في أواخر القرن الثاني الهجري، ولقب البلاذري، قيل خاص به كما يظهر من قول ابن النديم، وقيل أن هذا اللقب عرف به جده جابر بن داوود كما يظهر من نص ذكره ياقوت في معجم الأدباء نقلاً عن الجهشياري، ولهذا قال يا قوت: (ولا أدري أيهما شرب البلاذر، أحمد بن يحيي، أو جابر بن داوود. وما ذكره الجهشياري يدل على أن الذي شرب البلاذر جده).

وقد نشأ البلاذري في بغداد في أول حياته، ثم رحل عنها في طلب العلم، وزار كثيراً من البلدان، ونقل ياقوت الحموي عن ابن عساكر في تاريخ دمشق أنه زار دمشق وسمع بها هشام بن عمار، كما دخل حمص وسمع بها محمد بن مصفى، وأنطاكية وسمع بها محمد بن عبد الرحمن ابن سهم، وترجم له ابن حجر في لسان الميزان، وذكر من شيوخه، ابن سعد، والدولابي، وعفان، وعلي بن المديني، ومن الذي رووا عنه محمد بن خلف المعروف بوكيع القاضي، ويعقوب بن نعيم، وأحمد بن عمار، ويحيي بن النديم.

والبلاذري كان أحد النقلة من اللسان الفارسي كما يروي ابن النديم، ومما ترجم إلى اللغة العربية كتاب (عهد أردشير) الذي نظمه شعراً. وكانت وفاته سنة 279هـ.

ونقل ياقوت عن ابن عساكر أنه قال: وبلغني أن البلاذري كان أديباً راوية، له كتب جياد، ومدح المأمون بمدائح، وجالس المتوكل، ومات في أيام المعتمد، ووسوس في آخر عمره. وقال ياقوت: وهذا الذي ذكره ابن عساكر هو من كلام المرزباني في معجم الشعراء.

وقال عنه ياقوت: كان عالماً فاضلاً شاعراً، راوية نسابة متقناً، وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان. وأورد نماذج من هجائه.

أما ابن حجر فإنه لم يورد شيئاً من أقوال علماء الجرح والتعديل في توثيقه، واكتفى بنقل كلام ابن عساكر أعلاه. والبلاذري ليس له رواية في الكتب الستة، ولذا لم يعتن علماء الجرح والتعديل في البحث عن عدالته.

ومن خلال ما ذكره في كتابه (فتوح البلدان) يتضح أنه يميل لبني العباس، فإننا نجد أنه إذا ذكر خليفة منهم فإنه يلقبه بالخليفة أو بأمير المؤمنين، ويترضى عليه، أما إذا ذكر أحداً من خلفاء بني أمية فإنه يذكره باسمه المجرد ولا تترحم عليه، ما عدا عمر بن عبد العزيز، ولم يفعل هذا مع معاوية رضي الله عنه وهو صحابي، كما أنه قد وصف الدولة العباسية بقوله: (ولما جاءت الدولة المباركة).

مؤلفاته:

أورد ابن النديم قائمة بأسماء كتبه ونقلها عنه ياقوت وهي كتاب البلدان الصغير، كتاب البلدان الكبير ولم يتمه. كتاب الأخبار والأنساب، وعند ياقوت كتاب جمل نسب الأشراف ووصفه بأنه كتاب الفتوح.

والذي وصل إلينا من كتبه كتاب: أنساب الأشراف، وهو كتاب كبير شامل للأخبار والأنساب ومخطوطته تقع في 2464 صفحة، وقد طبع منه خمسة أجزاء والباقي لا زال مخطوطاً.

فتوح البلدان:

والكتاب الثاني الذي وصل إلينا من كتب البلاذري هو كتاب: فتوح البلدان، وهو كتاب شامل لفتوح البلدان في مشرق الدولة الإسلامية وفي مغربها، وإن كان لم يفصل كثيراً في فتح الأندلس كما فصل في فتح العراق والشام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير