تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 07 - 03, 06:32 ص]ـ

الأخ المبجل ابن عبدالبر، أحسن الله إليك

وما أشرت إليه من قصة العالم شاهدٌ حسنٌ، يكمل نقص الموضوع، فبوركت ـــــــــــــــــــــــــ

الأخ المكرم الناصح، سدده الرحمن

ما تفضَّلتَ به توجيهٌ وجيه، خصوصاً أنَّ مقام هذا الجهبذ في العلم والذكاء معلوم، وإن كنتُ إلى قولٍ سواهُ لأمْيَلُ ـــــــــــــــــــــــ

ومما يذكر في ذكاء ابن داوُد هذا، وألمعيّته:

ما ذكره الخطيب عن القاضي أبي الحسن الخرزي الداودي، قال:

لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي؛ استصغروه عن ذلك، فدسُّوا إليه رجلاً، وقالوا له: (سله عن حد السكر، ما هو)؟

فأتاه الرجل، فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسانُ سكرانَ؟

فقال محمد: (إذا عزَبَتْ عنه الهُمُوم، وباحَ بِسِرِّه المَكْتُوم).

فاستُحسِنَ ذلك منه، وعُلِمَ موضِعُه من العِلم.

كما ذكر ـ أيضاً ـ عن عبيد الله بن عبد الكريم قال: كان محمد بن داود خصماً لأبي العباس بن سريج القاضي، [شيخ الشافعية]، وكانا يتناظران، ويترادَّان في الكتب. فلما بلغ ابنَ سريجٍ موتُ محمد بن داود، نحَّى مخادَّه ومشاوره، وجلس للتعزية، وقال: ما آسى إلاّ على ترابٍ أكل لسان محمد بن داوُد.

ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[08 - 01 - 04, 06:12 ص]ـ

وهذا كلام مررت عليه لابن القيم رحمه الله ومنذ أن قرأته تذكرت ما كتب شيخنا الفاضل .. النجدي المناضل .. فأحببت أن يزيد الموضوع بهاءً -إلى بهائه-وحسبك بابن القيم فقيهاً ..

يقول رحمه الله تعالى: 'يحرم عليه-أي على المفتي- إذا جاءته مسألة فيها تحايل على إسقاط واجب أو تحليل محرم، أو مكر، أو خداع أن يعين المستفتي فيها، ويرشده إلى مطلوبه، أو يفتيه بالظاهر الذي يتوصل به إلى مقصوده؛

بل ينبغي له أن يكون بصيراً بمكر الناس وخداعهم وأحوالهم، ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم، بل يكون حذراً فطناً فقيهاً بأحوال الناس وأمورهم،

يؤازره فقهه في الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ و أزاع،

وكم من مسألة ظاهرها جميل، وباطنها مكر وخداع وظلم!

فالغر ينظر إلى ظاهرها ويقضي بجوازه، وذو البصيرة ينفذ إلى مقصدها وباطنها،

فالأول يروج عليه زغل المسائل كما يروج على الجاهل بالنقد زغل الدراهم،

والثاني يخرج زيفها كما يخرج الناقد زيف النقوذ،

وكم من باطل يخرجه الرجل بحسن لفظه وتنميقه وإبرازه في صورة حق! وكم من حق يخرجه بتهجينه وسوء تعبيره في صورة باطل!

ومن له أدنى فطنة وخبرة لا يخفى عليه ذلك' [إعلام الموقعين، 4/ 229].

ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 04 - 04, 06:27 م]ـ

بارك الله فيك شيخنا الفاضل.

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 11:42 م]ـ

جزاكما الله خيراً، وبارك في علمكما،،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

ولابن خلدون ـ رحمه الله ـ في مقدمته كلامٌ غاية في النفاسة، يلزم طالب العلم الرجوع إليه، ومما يناسب موضوع " سياسة العلم "، ويؤسس لهذا الفن، أنه:

عقَدَ فصلاً في " أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم "، قال فيه ـ والعهدة عليه ـ:

(وهذا لما قدمناه من أنَّ كل أمر تُحمل عليه الكافة فلا بد له من العصبية، وفي الحديث الصحيح كما مر "ما بعث الله نبياً إلا في منعة من قومه"، وإذا كان هذا في الأنبياء وهم أولى الناس بخرق العوائد، فما ظنك بغيرهم ألا تخرق له العادة في الغلب بغير عصبية.

ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء، فإن كثيراً من المنتحلين للعبادة وسلوك طرق الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجورمن الأمراء داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه، والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله، فيكثر أتباعهم والمتشبثون بهم من الغوغاء والدهماء، ويعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك، وأكثرهم يهلكون في تلك السبيل مأزورين غير مأجورين، لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم، وإنما أمر به حيث تكون القدرة عليه، قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه". وأحوال الملوك والدول راسخة قوية لا يزحزحها ويهدم بناءها إلا المطالبة القوية التي من ورائها عصبية القبائل والعشائر كما قدمناه.

وهكذا كان حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم إلى الله بالعشائر والعصائب، وهم المؤيدون من الله بالكون كله لو شاء، لكنه إنما أجرى الأمور على مستقر العادة، والله حكيم عليم.

فإذا ذهب أحد من الناس هذا المذهب وكان فيه محقاً قصر به الانفراد عن العصبية، فطاح في هوة الهلاك.

وأما إن كان من الملبسين بذلك في طلب الرئاسة، فأجدر أن تعوقه العوائق وتنقطع به المهالك، لأنه أمر الله لا يتم إلا برضاه وإعانته والإخلاص له والنصيحة للمسلمين، ولا يشك في ذلك مسلم، ولا يرتاب فيه ذو بصيرة) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير