تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ([الأحزاب 70 - 71].

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار.

وبعد فقد أكثر الناس قديماً وحديثاً من تعظيم ليلة النصف من شعبان وتفضيلها على سائر الليالي والإكثار فيها من الطاعات والعبادات ومنهم من جمع وألّف فيها وفي فضلها معتمدين في ذلك علي أحاديث إما واهية أو موضوعة، ومنهم من أحدث فيها من البدع مالا يعلمه إلا الله تعالى كصلاة الرغائب، وإيقاد السرج

في المساجد وغيره.

فاستعنت بالله سبحانه وتعالى في جمع الأحاديث التي جاءت في فضائل ليلة النصف من شعبان لتبيين ضعفها كي لا يغتر بها عوام الناس، وبدأت بحديث النزول فجمعت طرقه وبينت علله وكلام أهل العلم فيه في هذا البحث وسميته (اللآلئ الحسان في تخريج حديث النزول والمغفرة في ليلة النصف من شعبان).

اسأل الله تعالى أن ينفع به الأمة الإسلامية، ولا أنسى في هذا المقام أن أتقدم بالشكر إلى شيخنا وقدوتنا الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري حفظه الله تعالى على تعليمه لنا السنة النبوية الصحيحة وعما أظهره من منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، فجزاه الله خيرا.

) و صلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (

أبو عبد الله الأثري

ذكر الدليل على ضعف حديث النزول والمغفرة في ليلة النصف من شعبان

عن معاذ بن جبل ? عن النبي ? أنه قال: ((يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن)).

(حديث منكر)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ج1ص356)، وابن حبّان في صحيحه (ج12ص481)، والطبراني في المعجم الكبير (ج2ص108)، وفي المعجم الأوسط (ج7ص397)، وفي مسند الشاميين (ج1ص129)، والبيهقي في شعب الإيمان (ج7ص415)، وفي فضائل الأوقات (ص119)، وأبو نعيم في الحليه (ج5ص191)، والشجري في الأمالي (ج2ص100)، والدارقطني في النزول (ص158)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج54ص97) من طريق أبي خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل به.

قلت: وهذا سنده ضعيف فيه مكحول الشامي وهو مدلس وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث. (1)

قال الذهبي في السير (ج5ص156): (روى أيضاً عن طائفة من قدماء التابعين، وما أحسبه لقيهم، كأبي مسلم الخولاني، ومسروق، ومالك بن يخامر).

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ج1ص356)، وابن حبان في صحيحه (ج12ص481)، والطبراني في المعجم الكبير (ج2ص108)، وفي المعجم الأوسط (ج7ص397)، وفي مسند الشاميين (ج1ص129)، والبيهقي في شعب الإيمان (ج7ص415)، وفي فضائل الأوقات (ص119)، وأبو نعيم في الحليه (ج5ص191)، والشجري في الأمالي (ج2ص100)، والدارقطني في النزول (ص158)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج54ص97) من طريق أبي خليد عتبه بن حماد عن أبن ثوبان عن مكحول عن مالك بن يخامر عنه به.

قلت: وهذا سنده ضعيف وله علتان:

الأولى: الانقطاع بين أبن ثوبان ومكحول. (2)

الثانية: مكحول الشامي مدلس كما تقدم.

قال ابن أبي حاتم في العلل (ج2ص173) (سألت أبي عن حديث رواه أبو خليد القاري عن الأوزاعي عن مكحول وعن أبن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله? (يطلع الله تبارك وتعالى ليلةالنصف من شعبا ن الى خلقه) قال أبي هذا حديث منكر بهذا الإسناد). أهـ

1) انظر تعريف أهل التقديس لابن حجر (ص113)، والإتحاف للأنصاري (ص49)، وقصيدة المدلسين للمقدسي (ص65)

2) أنظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص129).

وقال الدارقطني في العلل (ج6ص51) (يروى عن مكحول وأختلف عليه فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القاري عن الأوزاعي عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل، الى أن قال عن أبي خليد عن ابن ثوبان عن أبيه عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل كلاهما غير محفوظ). أهـ

وللحديث شواهد من حديث علي بن أبي طالب، وعائشة، وعبد الله بن عمرو،

وأبي موسى الأشعري، وأبي بكر، وأبي هريرة، وعوف بن مالك، وأبي ثعلبه الخشني، وأبي أمامه رضي الله عنهم أجمعين.

1 - أما حديث علي بن أبى طالب ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير