و قد ألف السيوطى رسالة سماها ((اعلام الاريب بحدوث بدعة المحاريب)) ذكر فيما ما رواه البزار في مسنده عن عبدالله بن مسعود أنه كره الصلاة في المحراب، و قال: انما كانت للكنائس فلا تشبهوا بأهل الكتاب، و ذكر حديثاً مرسلا رواه ابن أبى شيبة في مصنفه عن موسى الجهنى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لاتزال هذه الامة أو قال أمتى بخير، ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى ... يعنى محاريب.
و ليس علماء الاثار متفقين في تحديد التاريخ الذي بدأ فيه استعمال المحاريب في المساجد، ولكن أكثرهم يعتقد أن ذلك كان في عسر الوليد بن عبدالملك.
على أن هناك مساجد متأخرة لا محراب فيها. من ذلك الجامع القديم الذي بني لضريح الشيخ صفى الدين بأردبيل في القرنين السادس عشر و السابع عشر،
و الذي يحدد اتجاه القبلة فيه مدخله فقط و أكبر الظن أيضاً أن جامع أبى دلف بسامراً لم يكن له أى محراب.
و بعض الجوامع لها عدة محاريب كالجامع الطولونى، فإن له ستة محاريب، و يبدوا لى أن الدافع الى هذه التعدد، هو تعدد المذاهب، و يعزز هذا الرأى ما أثبته ابن كثير في كتابه: ((البداية و النهاية)) من أن الصاحب تقى الدين بن مراجل ناظر الجامع الاموى بدمشق عمل فيه محرابين: للحنفية و الحنابلة (سنة 764 هـ)
فالمحاريب معتبرة موطناً من مواطن الابداع في الفن، و مجالا للتفنن في صور الجمال الزخرفي فقد كان مثلا في تجويف المحراب الكبير في الجامع الطولونى كسوة من ألواح من الرخام الملون فوقها نطاق من الفسيفساء المذهبه.
و في سنة (438 هـ) أمر الخليفة المستنصر بالله بعمل منطقة من الفضة في صدر المحراب الكبير في جامع عمرو، و جعل لعموديه أطواقاً من فضة.
و في سنة (442 هـ) عملت للامام في جامع عمرو في زمن الصيف مقصورة خشبية و محراب من خشب الساج منقوش بعمودين من الصندل، على أن ترفع هذه المقصورة في الشتاء، اذا صلى الامام في المقصورة الكبيرة كما ذكر المقريزى في خططه.
و في سنة (519 هـ) أمر الخليفة الامر بأحكام الله أن يعمل للجامع الازهر محراب من الخشب فعمل، و هو محراب مزخرف بالنقوش بطرفيه عمودان رشيقان، و عظمه من خشب (قرو) تركى، و تجويفه من قلق، و تواشيحه من خشب جميز، و الحشوات من خشب نبق، و يعلوه لوح مكتوب فيه بالخط الكوفي
((بسم الله الرحمن الرحيم)): حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين)). ((ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا)).
ثم أدخلت في عمارة المساجد المقصورة لتحجب الامام عن بقية المصلين و أول من اتخذها هو عثمان بن عفان رضى الله عنه في مسجد المدينة حيث بني حول مصلاه مقصورة من لبن و فيها كوة ينظر الناس فيها الى الامام، اتخذها لما طعن عمر، و ذلك ليتقى بها الاشرار.
6ـ حكم المحراب المستعمل في المساجد والمذبح في الكنائس (مجلة المنار 32 278).
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[19 - 02 - 04, 06:05 م]ـ
تتمة:
7ـ فتوى اللجنة الدائمة في المحاريب 6/ 252.
8ـ كراهيه المحاريب فى المساجد و ادله ذلك ابن حزم المحلي بالاثار 3/ 158.
9ـ حكم اتخاذ المحاريب لإبن عثيمين فتاوى الدعوة 1/ 20.
10ـ الصلاه الى المحاريب المنصوبه بالاقطار الكبيره جائزه، و الانحراف الكثير غير مطلوب. الونشريسي (المعيار المعرب 1/ 117.).
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[20 - 02 - 04, 12:05 ص]ـ
بيّض الله وجهك وجزاك الله خيراً
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[23 - 02 - 04, 03:06 ص]ـ
تتمة:
11ـ النهى عن قيام الامام فوق مقام المامومين و كراهه قيامه فى المحراب (التهانوي اعلاء السنن 5/ 115)
12ـ يباح اتخاذ المحراب (المرداوي الانصاف 2/ 298).
13ـ زخرفه المحراب و المسجد، و التفلى فى المسجد (ابن النحاس تنبيه الغافلين1/ 272).
14ـ المحراب فى المسجد (ابن حنبل واسحاق: مسائل احمد و اسحاق1/ 355 - 357)
15 ـ النهى عن الصلاه فى الطاقه (المحراب) لانه يشبه فعل اهل الكتاب (ابن تيمية اقتضاء الصراط 1/ 349)
ـ[الغواص]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:04 ص]ـ
لدي سؤال بارك الله فيكم
هل من صور توضح محاريب النصارى حتى نعرف كيف نخالفها؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 05, 12:54 م]ـ
16 - حكم المحراب ليحيى الحجوري تقديم الشيخ مقبل
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:44 م]ـ
أكرر سؤالي خاصة لمن عاش من المسلمين في الخارج فرأوا محاريب النصارى ...
هل من صور توضح محاريب النصارى حتى نعرف كيف نخالفها؟
ـ[الغواص]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:40 م]ـ
ما زال السؤال معلقا!!
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[11 - 05 - 09, 01:19 ص]ـ
ما زال السؤال معلقا!!
هل من مفيد؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 05 - 09, 02:13 م]ـ
اليك مايهمك في موضوعك:
4ـ قال ابن عثيمين في المجلد الثاني من الممتع: وقد اختلف العلماء رحمهم الله في اتِّخاذ المِحراب؛ هل هو سُنَّة؛ أم مستحبٌّ؛ أم مباح (1)؟ والصَّحيح أنَّه مستحبٌّ، أي: لم تَرِدْ به السُّنَّة، لكن النُّصوص الشَّرعيَّة تدلُّ على استحبابه؛ لما فيه من المصالح الكثيرة، ومنها بيان القِبْلة للجاهل.
.
قلت:في كلام الشيخ -رحمه الله- نظر، يقول الشيخ الألباني -رحمه الله-:
حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهض إلى المسجد فدخل المحراب [يعني موضع المحراب] ثم رفع يديه بالتكبير ثم وضع يمينه على يسراه على صدره. (ضعيف)
وإذا ثبت أن المحاريب من عادة النصارى في كنائسهم فينبغي حينئذ صرف النظر عن المحاريب بالكلية واستبداله بشيء آخر يتفق عليه مثل وضع عمود عند موقف الإمام فإن له أصلا في السنة. فقد أخرج الطبراني عن جابر بن أسامة الجهني قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في السوق فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يريد قالوا يخط لقومك مسجدا فرجعت فإذا قوم قيام فقلت مالكم قالوا خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا وغرز في القبلة خشبة أقامها فيها. واسناده حسن أو قريب من الحسن. (السلسلة الضعيفة 1/ 643)
¥