تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القول بما لم يسبق القول به]

ـ[أبوحبيب2]ــــــــ[29 - 02 - 04, 02:10 ص]ـ

[القول بما لم يسبق القول به]

السؤال:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن قوله إذا لم يقل به أحد من السلف لا يؤخذ به (أو قريباً من هذا القول).

أحياناً يحدث أن طالب العلم يقول قولاً، لم يقل به أحد من قبل، فهل إذا فرح الطالب بذلك، خاصة إذا قال الشيخ له: إن إستنباطه هذا جيد في محله، أم أن عليه ألا يسر بذلك؛ لأنه أتى بشيء لم ينقل عن السلف ولا من بعدهم، وجزاكم الله خيراً؟.

الجواب:

أما قول الإنسان بقول لم يسبق إليه، فإن كان ذلك في مجال الأحكام الفقهية العملية، فلا يجوز إحداث قول لم يسبق إليه الإنسان؛ لأنه لو كان خيراً لسبقونا إليه، ولأنه يعني ضلال الأمة عن هذا العمل الصالح طيلة قرون، ولذلك قال أحمد -رحمه الله-: لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام.

أما في المجالات النظرية –ولو كانت شرعية- فلا يظهر المنع من ذلك، أعني بهذا استنباط فائدة جديدة من آية كريمة مثلاً، أو من حديث شريف، أو الجمع بين نصين - ظاهرهما التعارض- على وجه لم يدون في كتب التفسير والشروح .. ونحو ذلك.

ومثله: الاستدلال لقول، أو مذهب، أو اجتهاد بأدلة جديدة لم يسقها السابقون، وكتب أهل العلم طافحة بمثل ذلك، ففي مصنفات الشاطبي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وغيرهم من ذلك الشيء الكثير.

ومثل ذلك في كتب أهل التفسير المتأخرين والمتقدمين.

لكن قد يقول الشيخ لتلميذه: هذا قول جيد لم تسبق إليه، ولا يعني أنه قول حادث، لكن يعني أنه لم يسبق إليه أحد من الطلاب مثلاً، أو لم يطلع الشيخ على من قال به، وهو يدل على حدة ذهن الطالب وقوة عارضته، وفرح الطالب بذلك هو من الفرح بفضل الله ورحمته (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) [يونس: 58] وتشجيع الشيخ طلابه هدي نبوي كريم كما قال - صلى الله عليه وسلم – لأبيّ بن كعب: (والله ليهنك العلم أبالمنذر) أخرجه مسلم (810)، والله أعلم.

أخوكم

سلمان بن فهد العودة

16/ 10/1424هـ

المصدر:

http://islamtoday.net/qprint.cfm?artid=35735

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير