تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المعنى ثم جمهور العلماء وهو من باب العدل والميزان الذي أنزل الله وأمر بالاعتبار به فهذا كله مما يعرف به دلالة النصوص على التحليل والتحريم فأما ما انتفى فيه ذلك كله فهنا يستدل بعدم ذكره بإيجاب أو تحريم .......

أخيراً لا آخراً:

لكي أضع زبدة هذا الرد بين يدي القاري الكريم أقول:

يجب أن نعلم أن قول الرسول? [من قال حين يسمع النداء] هي تنبيه بالأعلى على الأدنى، فإنه إذا كان يأمر السامعين للأذان أن يقولوا مثل ما يقول المؤذن ثم يدعون فإنه من باب أول أن يأمر المؤذن بذلك، والحال أن المؤذن صادر منه القول بداية فلا يدخل في الترديد لأن المقصود النطق بألفاظ الأذان وقد فعل، فبقي مالم يفعل، وهو الصلاة على الرسول? بعد الأذان كما في صحيح مسلم (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول , ثم صلوا علي) وسؤال الوسيلة والفضيلة لرسول الله? كما في البخاري (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) والدعا العام بعد الأذان كما عند أبي داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة) فيصبح الحديث منبهاً ومذكراً من يغفل عن متابعة الأذان وأن الأجر المترتب على سؤال الوسيلة والفضيلة لرسول الله لا يكون إلا لمن قال مثل ما يقول المؤذن ولم يغفل وهل يذكر من هو منشغلٌ بالأذان، أو أن يقال غفل المؤذن فلم يردد وهو يؤذن كيف يكون - وهو رافع صوته بكلمات الحق - مشنفة الآذان ومدوية في السماء، إذاً القيد في قوله? [حين يسمع] للتحضيض والتحفيز للمؤمنين وليس المقصود به إخراج المؤذن من أن يكون في عموم حديث الطبراني وأصله في الصحيحين (سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها عبد في الدنيا إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة) كقوله تعالى عن قتل الأنبياء {وقتلهم الأنبياء بغير حق} فهل يعقل أن هناك نبي يقتل بحق؟!! أم أن هذا الوصف ذكر لبين واقع وحال بني إسرائيل وتعاملهم مع الأنبياء وأن القتل لا يمكن أن يكون بحق ويمتنع ذلك امتناعاً مطلقاً، إذا ً العلة في سنية سؤال الوسيلة والفضيلة لرسول الله? ليس السماع للأذان فحسب بل صدور هذا الذكر من مسلم في وقته المشروع فيكون سبباً لمشروعية ذكر آخر وهو سؤال الوسيلة والفضيلة لرسول الله?، وعلى هذا يخرج الحديث من سمع ولم يردد، وتشاغل بما له منه بد، حيث ينقسم السامعين للأذان علي قسمين:

1 - سامع متابع مردد للأذان قاصدً السماع عبادةً لله.

2 - مستمع لاهي القلب متشاغل عن الذكر بما هو دونه.

على هذا التقسيم يفيد التقييد بقول الرسول? [حين يسمع النداء] إخراج اللاهي غير المتابع للذكر، وهنا يقفل الباب على من يحاول أن يقول بسنية الدعاء بالوسيلة و ..... بعد سماع ألفاظ الأذان، سواءً عقب الأذان مباشرة، أو بعده بزمن كبير، وسواءً أذن للصلاة، أو قيلت ألفاظ الأذان هكذا من غير صلاة، تعليماً للصغار أو لمن لا يعرف الأذان مثلاً، أو قيلت ترنما بها وحسن صياغتها، أو قيلت لأي شيء غير الأذان والإعلام بدخول الوقت، فالقيد يخرج هذه الحالات، التي لم يشرع فيها سؤال الوسيلة .... لأن الرسول? قال حين يسمع النداء وفي حديث أنس ? (إذا أذن المؤذن فقال الرجل اللهم ....... الحديث.

فالمقصود المؤذن المعلم بدخول الوقت لا من سلف ذكرهم.

وهنا يتبين لنا تبيناً لا مرية فيه أن القيد المذكور خرج مخرج الغالب، فالغالب في الأذان أن لا يكون إلا ليسمع فهو حكاية حال وواقع، مؤذن يؤذن وسامعين يتنوعون كما ذكرت، إن لم يكن الواقع كله كذلك، ولم يأتي القيد ليخرج المؤذن الصادع بكلمات الحق المواضب على ذلك ابتغاء ما عند الله تعالى فنجازيه ونكافئه بحرمانه فضيلة الدعاء وأجره بقولنا لا يشملك اللفظ وإن فعلت فهذه بدعة وإن كان منك الإصرار فأنت مبتدع.

ختاماً:

لقد أوتي رسول الله? جوامع الكلم يتخير منه ما يشاء ويرد ما يشاء ومن بدع المؤذن إذا دعا بعد أذانه لحجة أن الرسول? قال: [حين يسمع] ولم يقل من أذن فقد أخطأ حيث يشير ذلك من طرف خفي إلى الحديث في بلاغة الرسول? شعرنا أم لم نشعر وهل نسي رسول الله? أن ينبه على ذلك، ويخرج المؤذن من لفظ العموم {وما كان ربك نسياً} إن الجمود على النصوص بهذا الشكل، وعدم مراعاة النصوص الأخرى وعللها ليس بأحسن حال من تحميلها مالا تحتمل، فالأول منهج الظاهرية والثاني منهج المؤلة وأهل السنة والجماعة وسط بي طرفين وفضيلة بين رذيلتين، فينبغي أن نبحث عن العلة وهل هي سماع صوت المؤذن فحسب أو سماع الصوت وقول الذكر؟!! فإن كانت الأولى – ولا أظن - فحق ما قال الشيخ بارك الله فيه وإن كانت الثانية فخطأ ما قال الشيخ وفقه الله، وهذا ما أدين الله به.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

كتبه / عبدالعزيز بن صالح الجربوع

18/ 4/1422هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير