انزل الله بها قرآنا لقطع العناد ومكابرة نصارى – نجران – قال تعالى (ان مثلعيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكن من الممترين، فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين)
ولقد ارعب (النصارى)
فلم يباهلوا
فصار ذلك هزيمة منكرة لاعداء
الله.
وقال تعالى (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى اذا راوا مايوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا)
قال ابن عساكر- رحمه الله -: (وهذه مباهلة للمشركين الذين يزعمون انهم على هدى فيما هم فيه كماذكر تعالى مباهلة اليهود في في قوله (قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء الله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين) أي ادعوا بالموت على المبطل منا او منكم ان كنتم تدعون انكم على الحق فانه لا يضركم الدعاء، فنكلوا عن ذلك).
وعلى مقتضى هذا الاصل
الذي يقتضي
ان الممتنع
عن المباهلة
يعتبر مبطلا مهزوما غير عالما انه على الحق!.
ثالثا:
المباهلة
يدعى اليها في الامور
الكبيرة
والصغيرة
لبيان الحق من الباطل فيما اشكل
وهذه امثلة لها واقوال لاهل العلم حولها غير ما سبق
عن مسورق بن الاجدع –رحمه الله – قال:
قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه -: (من شاء لا عنته " أي باهلته ": لا نزلت سورة النساء القصرى بعد) اربعة اشهر وعشر
وعن عطاء بن ابي رباح – رحمه الله – ان عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- انه كان
يقول: (من شاء لاعنته عند الحجر الاسود ان الله لم يذكر في القرآن جدا ولا جدة ان هم الا الاآبا، ثم تلا: (واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاقويعقوب)
وعن ابن عباس – رضي الله عنه – انه
قال: لوددت اني والذين يخالفوني في الجد تلاعنا: اينا اسوأ قولا
وقال ابن عباس –رضي الله عنه – ايضا:
من شاء باهلته
ان الظهار ليس من الامة، انما قال الله (من نسائهم)
وقال العلامة المفسر عكرمة القرشي مولى ابن عباس – رضي الله عنه – في قوله تعالى ((ومن يقنت منك لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما)) قال رضي الله عنه
من شاء باهلتها نها نزلت في ازواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وممن طلب المباهلة الشعبي
وكذلك الاوزاعي
وايضا شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال عن بعض خصومه: (وطلبت مباهلة بعضهم) وقال عن بعضهم: وبينت مادخلوا فيه من "القرمطة" حتى اطهرت مباهلتهم.
وقد طلبها ابن القيم من المعطلة
وذكرذلك
في مقدمة
نونيته.
وقال –رحمه الله- والمناظرة اذا انتهت الى هذا الحد لم يبق فيها فائدة، وينبغي العدول الى ما امرالله به رسوله صلى الله عليه وسلم من المباهلة، وذكر آية أل عمران
وقال – رحمه الله- في قصة وفد نجران:
ومنها ان السنة في مجادلة اهل الباطل اذا قامت عليهم حجة الله ولم يرجعوا بل اصروا على العناد يدعوهم الى المباهلة،
وقد امر الله سبحانه بذلك رسوله
ولم يقل: ان ذلك ليس لامتك من بعدك، ودعا اليها ابن عمه، عبد الله ابن عباس –رضي الله عنه – لمن انكر عليه بعض مسائل الفروع
ولم ينكر عليها الصحابة،
ودعا اليها الاوزاعي سفيان الثوري
في مسالة رفع اليدين ولم ينكر عليه ذلك،
وهذا من تمام الحجة.
وتامل قوله انها سنة
في مجادلة اهل الباطل،
وقوله: انها للأمة
من بعده صلى الله عليه وسلم
وقال ابن حجر بعدذكر قصة وفد نجران وما فيها من الفوائد قال: (وفيها مشروعية مباهلة المخالف أذا أصر بعد ظهور الحجة وقد دعا ابن عباس – رضي الله عنه – الى ذلك ثم الاوزاعي، ووقعذلك لجماعة من العلماء ومما عرف بالتجربة ان من باهل وكان مبطلا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة ثم قال: ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين انتهى المقصود من كلامه.
¥