[كيف نفرق بين أنواع القياس]
ـ[العيدان]ــــــــ[09 - 03 - 06, 06:06 م]ـ
بسم الله
الحمد لله رب العالمين
لا يخفى على كل ذي لب حاجة طالب العلم إلى القياس و تمييز أنواعه بعضها من بعض،
فكيف نفرق بين قياس العلة و الدلالة ..
لأن التقريق من خلال التعريف أمر ميسور، و لكن المشكلة في التفريق من حيث التطبيق العملي
فمثلاً قول القائل: في أن المغمى عليه يقضي إذا أفاق
" لأنه مسلم عرض له ما يمنع من انعقاد صومه فلزمه قضضاؤه، كالحيض "
و قوله في موضع آخر: " و لأن شهادة غير العدول غير مقبولة؛ و الحرية من شروط العدالة، كالإسلام "
و قوله: " و،ها صلاة مسنونة خروج وقتها مسقط لها كالوتر و الكسوف "
آمل الإرشاد
ـ[العيدان]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:28 م]ـ
هل من مفيد فيثيبه الله
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 01:15 ص]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=101528
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
القياس يا أخي _ بارك الله فيك _ ينقسم بعدة اعتبارات:
1 / ينقسم باعتبار الصحة والفساد قسمين: صحيح وفاسد.
2 / وينقسم باعتبار موافقة الفرع للأصل ومخالفته له في العلة والحكم قسمين: قياس طرد وقياس عكس.
3 / وينقسم باعتبار قوته قسمين: قياس جلي وقياس خفي.
4 / وينقسم باعتبار الوصف الجامع بين الأصل والفرع ثلاثة أقسام: قياس علة وقياس دلالة العلة وقياس في معنى الأصل، وهذا هو القسم الذي تسأل عنه _ بارك الله فيك _ فأزيده توضيحاً ليسهل فهمه:
قياس العلة هو القياس الذي يكون الجمع فيه بين الأصل والفرع هو نفس العلة وهذا أقوى أنواع القياس لأن القياس أساساً مبني على التعليل ولذا إذا لم توجد علة فلا قياس.
مثاله: قياس النبيذ على الخمر بعلة الإسكار أو قياس الأرز على البر في كونه ربوياً بعلة الطعم عند الشافعي ورواية عن أحمد أو الاقتيات والادخار عند مالك أو الكيل مع الجنس عند الحنفية و أحمد في المشهور عنه.
فنلاحظ هنا أن الجامع بين الأصل والفرع هو علة تحريم الأصل نفسها.وسمي قياس علة للتصريح فيه بالعلة.
أما قياس دلالة العلة ويسمى (برهان الدلالة) ويسمى أيضاً (قياس الدلالة) فالوصف الجامع بين الأصل والفرع فيه هو دليل يدل على العلة وليس هو العلة نفسها وقد يقال (معلول العلة) فنستدل بمعلول العلة على العلة ثم نستدل بالعلة على معلولها الآخر، وهذا الدليل قد يكون لازماً من لوازمها وقد يكون أثراً لها وقد يكون حكماً من أحكامها وأوضح لك ذلك بالأمثلة:
1 / ما يكون الوصف الجامع لازماً من لوازم العلة مثل قياس النبيذ على الخمر لوجود الرائحة التي تفوح منه وهذه الرائحة ملازمة للسكر الذي هو العلة، ويلتحق بهذا الشروط فإن الشرط دليل على الجزاء فيلزم من وجوده وجود الجزاء؛ لأن الجزاء لازمه، ووجود الملزوم يستلزم وجود اللازم، ولا يلزم من عدمه عدم الجزاء، وإن وقع هذا الشرط بين علة ومعلول فإن كان الحكم معللاً بعلل صح ذلك وجاز أن يكون الجزاء أعم من الشرط مثل أن تقول: إن كان هذا مرتداً فهو حلال الدم فإن حل الدم أعم من حله بالردة فقد يحل دمه بكونه زانياً محصناً او قاتلاً متعمداً إلا ان يقال ان حكم العلة المعينة ينتفى بانتفائها، وإن ثبت الحكم بعلة أخرى فهو حكم آخر وأما حكم العلة المعينة فمحال أن ينفى مع زوالها وحينئذ فيعود التلازم من الطرفين ويلزم من وجود كل واحد من الشرط والجزاء وجود الآخر ومن عدمه عدمه، وهذا له ارتباط بمسألة التعليل بعلتين وهي مسألة مشهورة لا حاجة إلى بيانها هنا.
2 / ما يكون الوصف الجامع أثراً من آثار العلة مثل قياس القتل بالمثقل على القتل بالمخفف في وجوب القصاص بكون كل منهما يأثم فاعله بالقتل، والإثم أثر من آثار العلة وليس هو العلة.
3 / ما يكون الوصف الجامع بينهما حكماً من أحكام العلة مثل قياس قطع أيدي الجماعة إذا قطعوا يد شخص قصاصاً على قتل الجماعة بالواحد قصاصاً لأن كلا منهما تجب فيه الدية على الجميع إذا اشتركوا فكذا القصاص ووجوب الدية حكم من أحكام العلة وليس هو العلة ذاتها.
وأما القياس في معنى الأصل فهو القياس الذي يجمع فيه بين الأصل والفرع بنفي وجود فارق بينهما:
مثاله: قياس البول في إناء ثم صبه في الماء الدائم على البول فيه فلا فرق بينهما.
وهنا أذكر لك الفرق بين قياس العلة ودلالة العلة لتستطيع تطبيقها على الأمثلة:
1 - قياس العلة الجامع فيه هو العلة نفسها وقياس الدلالة الجامع فيه دليل العلة وليس العلة نفسها.
2 - قياس الدلالة يجوز أن يكون العدم فيه علة و جزءاً من علة؛ لأن عدم الوصف قد يكون دليلاً على و صف و جودي يقتضي الحكم، وأما قياس العلة فلا يكون العدم فيه علة تامة لكن يكون جزءاً من العلة التامة و شرطاً للعلة المقتضية التى ليست بتامة
3 - قياس الدلالة أعم من قياس العلة وإن كان قياس العلة أشرف لأنه يفيد السبب العلمي والعيني وقياس الدلالة إنما يفيد السبب العلمي.
4 - قياس الدلالة قياس تعليل وتمثيل بين الفرع والأصل وأما قياس العلة فهو قياس تعليل فقط وأما القياس بمعنى الأصل فهو قياس تمثيل فقط وهو نفي الفارق.
لعلي فيما ذكرته أكون قد بسطت المسألة والله الموفق