تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مساوئ البوفيهات المفتوحة]

ـ[علي تميم]ــــــــ[21 - 03 - 06, 09:57 م]ـ

مساوئ ما يسمى "البوفيهات المفتوحة"

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد انتشرت عادة دخيلة علينا و هي ما يسمى:"إقامة البوفيهات المفتوحة"و أحببت أن أبين بعض ما فيها من مساوئ، فمنها:

1 - أن هذه العادة عادة غربية بحتة، و لو قدر للإنسان أن يرى مائدة غربية من هذا النوع لرآها متفقة تماما مع الموائد التي تقام عندنا إلا بالأشياء المحرمة في ديننا، فطريقة تنظيم السفرة و "الطاولات" و الكراسي و أدوات الأكل، حتى أنك ترى ما يسمى بـ"الشوكة"، وتوضع الشموع .. إلى آخره، مع أن المصابيح- بحمد الله تعالى- قد ملأت المكان، و لو وضع إنسان بوفيهاً مفتوحا على الأرض بدون "طاولات" لسخر منه، لأن العادة الغربية تمنع ذلك.

عن عَبْدِاللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلا تَلْبَسْهَا" أخرجه الإمام أحمد و مسلم، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى تعليقاً على هذا الحديث [المسند 10/ 19]: (وهذا الحديث يدل بالنص على حرمة التشبه بالكفار في اللبس و في الهيئة و المظهر، كالحديث الآخر الصحيح:"من تشبه بقوم فهو منهم" .. ولم يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في تحريم التشبه بالكفار حتى جئنا في هذه العصور المتأخرة فنبتت في المسلمين نابتة ذليلة مستعبدة، هجيرها وديدنها التشبه بالكفار في كل شيء، و الاستخدام لهم و الاستعباد، ثم وجدوا من الملتصقين بالعلم المنتسبين له من يزين لهم أمرهم وهون عليهم أمر التشبه بالكفار في اللباس و الهيئة و المظهر و الخلق و كل شيء، حتى صرنا في أمة ليس لها من مظهر الإسلام إلا مظهر الصلاة و الصيام و الحج، على ما أدخلوا فيه من بدع بل من ألوان التشبه بالكفار أيضا) أهـ كلامه رحمه الله تعالى.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمقَالَ:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ" قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ:" فَمَنْ" أخرجه البخاري.

2 - من آداب الطعام عند المسلمين تقديم الطعام للضيف، لا أن الضيف يخدم نفسه، و هذا العادة الكريمة ورثوها من نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره في سورة الذاريات: " {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ} أي أدناه منهم {قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} تلطف في العبارة وعرض حسن، وهذه الآية انتظمت فيها آداب الضيافة ... {فقربه إليهم} لم يضعه وقال: اقتربوا بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعه بصيغة الجزم بل قال: {أَلا تَأْكُلُونَ} أهـ. ونص على ذلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسيره.

3 - أنه ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الأكل على المناضد-الطاولات- و هذا ثابت عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري رحمه الله تعالى عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ: "لَمْ يَأْكُلْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري: قَوْله: (" وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ " قَالَ اِبْن بَطَّال: تَرْكه عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام الأكْلَ عَلَى الْخِوَان وَأَكْلَ الْمُرَقَّق إِنَّمَا هُوَ لِدَفْعِ طَيِّبَات الدُّنْيَا اِخْتِيَارًا لِطَيِّبَاتِ الْحَيَاة الدَّائِمَة , وَالْمَال إِنَّمَا يُرْغَب فِيهِ لِيُسْتَعَانَ بِهِ عَلَى الآخِرَة فَلَمْ يَحْتَجْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَال مِنْ هَذَا الْوَجْه. وَحَاصِله أَنَّ الْخَبَر لا يَدُلّ عَلَى تَفْضِيل الْفَقْر عَلَى الْغِنَى، بَلْ يَدُلّ عَلَى فَضْل الْقَنَاعَة وَالْكَفَاف وَعَدَم التَّبَسُّط فِي مَلاذّ الدُّنْيَا ... ) أهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير