فتأويل الكلام إذا: والله أعلم من كل خلقه بما وضعت ثم رجع جل ذكره إلى الخبر عن قولها وأنها قالت - اعتذارا إلى ربها مما كانت نذرت في حملها فحررته لخدمة ربها -: {وليس الذكر كالأنثى} لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها وأن الأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدس والقيام بخدمة الكنيسة لما يعتريها من الحيض والنفاس.
وفي [جزء 3 - صفحة 552]
و {الأبرار} جمع بر وهم الذين بروا الله تبارك وتعالى بطاعتهم إياه وخدمتهم له حتى أرضوه فرضي عنهم.
وفي [جزء 10 - صفحة 411]
{ومنهم مقتصد} وهو غير المبالغ في طاعة ربه وغير المجتهد فيما ألزمه من خدمة ربه حتى يكون عمله في ذلك قصدا {ومنهم سابق بالخيرات} وهو المبرز الذي قد تقدم المجتهدين في خدمة ربه وأداء ما لزمه من فرائضه فسبقهم بصالح الأعمال وهي الخيرات التي قال الله جل ثناؤه {بإذن الله} يقول: بتوفيق الله إياه لذلك]
وفي تفسير القرطبي [جزء 3 - صفحة 50]
وروي أن الأعشى لما توجه غلى المدينة ليسلم فلقيه بعض المشركين في الطريق فقالوا له: أين تذهب؟ فأخبرهم بأنه يريد محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: لا تصل إليه فإنه يأمرك بالصلاة فقال: إن خدمة الرب واجبة فقالوا: إنه يأمرك بإعطاء المال إلى الفقراء فقال: اصطناع المعروف واجب فقيل له: إنه ينهى عن الزني فقال: هو فحش وقبيح في العقل وقد صرت شيخا فلا أحتاج إليه فقيل له: إنه ينهى عن شرب الخمر فقال: أما هذا فإني لا أصبر عليه! فرجع وقال: أشرب الخمر سنة ثم أرجع إليه فلم يصل إلى منزله حتى سقط عن البعير فأنكسرت عنقه فمات.
وفي تاج العروس [جزء 1 - صفحة 2103]
والعابد: الخادِمُ قيل إنه مجاز.اهـ.
قلت ولعل قول الأعشى (إن خدمة الرب واجبة) يؤيده.
وخلاصة القول إن هذه اللفظة لايراد منها المعنى المتبادر إلى الذهن بل المراد منها العبادة، ولم أر في كلام السلف استعمالا لها، وفوق كل ذي علم عليم، وهي ترد كثيرا في كلام الصوفية.
وقد جاءت في حديث موضوع ولفظه:
" من قضى لأخيه حاجة فكأنما خدم الله عمره "
قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء [جزء 2 - صفحة 178]
أخرجه البخاري في التاريخ والطبراني والخرائطي كلاهما في مكارم الأخلاق من حديث أنس بسند ضعيف مرسلا
وقال العلامة الألباني في الجامع موضوع حديث رقم 5792
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:31 ص]ـ
ألا تكون من الفاظ أهل الكتاب الدارجة عندهم فيسوغ لنا استخدامها ما لم يكن فيها مخالفة لشرعنا؟
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 06:15 م]ـ
قلتَ جزاكم الله خيرا
فقد استشكل أحد الإخوة الفضلاء إيراد ابن القيم رحمه الله لفظ الخدمة من المخلوق للخالق وقد أشكل علي أيضا
ولم تبين لنا وجه الإشكال، فليتك تبين لنا ما الإشكال في ذلك، فإني قد قرأت ما تفضلت بإيراده ولم يتبين لي فيه إشكال
ـ[السدوسي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 07:38 م]ـ
أخي الفاضل عبدالرحمن:
مادام الأمر جائز لغة فلا بأس وقد يكون كما ذكرت غفر الله لك.
ـ[السدوسي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 07:42 م]ـ
أخي الفاضل: (أبو عمر الطباطبي)
الإشكال - غفر الله لك - أن من يخدم بحاجة إلى الخدمة والله غني عن العالمين.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 08:26 م]ـ
اخي الكريم السدوسي شكر الله لك اهتمامك وتوضيحك للإشكال
أخي الكريم ما ذكرته من الإشكال لا يلزم فيما أفهم ويمكن أن نقول أن الذي يخدم هو السيد، والله سبحانه وتعالى هو السيد، فالخدمة لا تعني حاجة من يخدم،
وقد قال الله تعالى "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا" ولم يكن في هذا وأضرابة دليلا على الحاجة إلى الاقتراض، وإنما ينزل الكلام بحسب ما يليق بمن يتعلق الكلام به