تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والدليل على ذلك هو ماحدث للصحابي الجليل عدي بن أبي أبي حاتم الذي تعذر عليه فهم مراد الله عز وجل من قوله تعالى: (كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبض من الخيط الأسود من الفجر) [البقرة:187] وللوقوف على هذه المسألة (انظر تفسير ابن جرير2/ 172)

و أكثر من ذلك هو أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقعون في الضيق والحرج لما يتعذر عليهم فهم المراد الصحيح من بعض الآيات، وذلك ما أشار إليه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رواية عنه؛ قال: (لما نزلت هذه الآية: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) [الأنعام:82] شق ذلك على الناس، فقالوا: يارسول الله، وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: ((إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: (إن الشرك لظلم عظيم) [لقمان: 13] إنما هو الشرك)).

هذه الرواية أخرجها أحمد في مسنده (1/ 387، ح 3589)، والبخاري في صحيحه (3/ 190، 4629)، كتاب التفسير باب (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، وسعيد بن منصور في سننه (5/ 32، ح887)، والترمذي في سننه (1/ 73، ح 307)، كتب التفسير، باب ومن سورة الأنعام، والنسائي في تفسيره (1/ 474، ح 186)، وابن جرير في تفسيره (7/ 256)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 73، ح212) وابن أبي حاتم في تفسيره 4/ 1333، ح7542) ...... وغيرهم.

ومن ثم يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد نفذ الأمر الإلهي الذي هو التبليغ والبيان، القائل: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) [النحل:44]، وقوله: [وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) [النحل:64]، وقوله: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة) [النحل:89].

ولهذا لو كان لسان العرب كافيا في فهم المراد من كتاب الله عز وجل، لما أمر الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالتبليغ والبيان.

وذلك ما أشار إليه ابن قتيبة في كتابه: المسائل والأجوبه في الحديث والتفسير، (ص: 48 - 49) حيث قال: [والعرب لا تستوي في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب، والمتشابه، لبعضها الفضل في ذلك على بعض، والدليل عليه قول الله جل وعز: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) [آل عمران: 7] ........ ثم قال: وكذلك هي -يعني العرب- في الغريب ليست كلها تستوي في العلم به ...... ) والله أعلم. وشكراً.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 02:46 م]ـ

رقم الفتوى: 59195

عنوان الفتوى: التفسير والمفسرون

تاريخ الفتوى: 12 محرم 1426

السؤال

من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفسر جل القرآن ولم يفعل ذلك صحابته الكرام و اليوم نرى تفاسير لجل القرآن قد تتعارض في كثير الأحيان قد تصل إلى القول في الغيبيات وفي تفسير الحروف التي في أوائل السور والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار فما حكم هذا الكم الهائل من التفاسير التي تضرب بعضها بعض والرسول صلى الله عليه و سلم يقول مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الله تعالى أنزل كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم ليتلوه المسلمون ويتدبروا معانيه ويعملوا بمحكمه ويؤمنوا بمتشابهه، كما قال تعالى: الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ {البقرة: 121}. وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ {ص: 29}.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه لأصحابه ويفسر لهم ما احتاجوا إليه من تفسيره، كما أمره الله تعالى بقوله: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ {النحل 44}.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يشجع أصحابه على فهم القرآن، ويدعو لهم بالتفقه في الدين، وعلم التفسير والتأويل. ففي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب رضي الله عنه: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير