(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ..... الاّية) النساء 59
فائدة من الشيخ:
الطب عبارة عن تجريب لأدوية نفعت في علاج مرض معين، فهكذا يمكن أن يجرب الاستشفاء ببعض اّيات القراّن من أمراض معينة بشرط أن لا ينسب ذلك إلى الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم وأن لا يقطع بها، بل تكون من باب التجريب وقد تجدي أو لا تجدي، و لا يقال عن هذا إنها من البدع؛ لأننا لم ننسبها إلى الشرع المطهر.
مثال:
ذكر الشيخ أن مما جرب أن قراءة قوله تعالى (رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين) أربعين مرة في سجدة بنية الشفاء من العقم يأتي بنتيجة، وذكر الشيخ أنه أخبر اثنين بهذا، فاتصلا به وبشراه بأنهم قد شفوا ولله الحمد.
فهذه مفاتيح لتدبر القراّن بالإضافة إلى الاستعداد الفطري للمرء والموهبة والذكاء ونحو ذلك.
ثالثا:تطبيق عملي على ثلاث اّيات كريمات من القراّن الكريم:
الاّية الأولى:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة 260
فوائد من الاّية
1 - لا بد على المفسر أن يستحضر قبل تفسيرها أن إبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن وهو إمام الحنفاء وهو خير البشر بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، فإذا تقرر هذا انقطع إثبات الشك لإبراهيم عليه السلام، وهذا ما أدركه سلف الأمة.
2 - استدل بعض العلماء على رفعة نبينا صلى الله عليه وسلم بهذه الاّية، وذلك لأن إبرهيم عليه السلام قد طلب أن يرى اّيات ربه، بينما نبينا صلى الله عليه وسلم أراه الله إياها دون طلب منه، فقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء 1
ولكن يشكل على هذا القول قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام 75
والجمع أن يقال إن إبراهيم عليه السلام طلب رؤية اّيات فأراه الله إياها، وأراه الله اّيات دون طلب منه، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يطلب شيئا.
3 - في هذه الاّية دليل على مقصد قراّني وهو (إدراك المحسوسات أعظم تأثيرا في النفس من إدراك المدلولات)
الاّية الثانية:
لْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة 5
فوائد من الاّية
1 - إباحة الطيبات على المسلمين، فليس من الإسلام تحريم الطيبات، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطيبات فكان يحب الدباء وكان يأكل اللحم ويفضل كتف الشاة ..... إلخ
2 - العفة شرط في الكتابية التي يتزوجها المسلم.
3 - إذا أسلم الزوجان الكافران في وقت واحد أبقي على زواجهما، أما إن أسلم الزوج قبل زوجته الكتابية فالزواج على ما هو عليه؛ لإباحة زواجه من كتابية، أما إن أسلمت الزوجة قبل زوجها فإنها تفارقه ورج الشيخ أنها تعود إليه إن أسلم قبل انقضاء العدة، وهكذا الحال إن أسلم الزوج قبل زوجته الكافرة غير الكتابية.
4 - ليس معنى إباحة الزواج من أهل الكتاب أن دينهم حق، كما قالت بعض نساء أهل الكتاب لو كنا على باطل لما تزوج المسلمون منا، فختم الله تعالى الاّية بقوله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
الاّية الثالثة
¥