لطائفٌ في القرآنِ الكريم
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[18 - 06 - 08, 04:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إّنها لطائف .. نُصادفها أثناء قراءتِنا للقرآن الكريم ..
تعجبنا بلاغتها .. فهيّا بنا نجمعها ..
:: اللطيفة الأولى::
قال تعالى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الآيات 4، 5 من سورة الشرح]
تعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)).
قَوْله: (مَعَ الْعُسْر يُسْرًا قَالَ اِبْن عُيَيْنَةَ: أَيْ إِنَّ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْر يُسْرًا آخَر، كَقَوْلِهِ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)
وَهَذَا مَصِير مِنْ اِبْن عُيَيْنَةَ إِلَى اِتِّبَاع النُّحَاة فِي قَوْلهمْ إِنَّ النَّكِرَة إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَة كَانَتْ غَيْر الْأُولَى، وَمَوْقِع التَّشْبِيه أَنَّهُ كَمَا ثَبَتَ لِلْمُؤْمِنِينَ تَعَدُّد الْحُسْنَى كَذَا ثَبَتَ لَهُمْ تَعَدُّد الْيُسْر، أَوْ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْمُرَاد بِأَحَدِ الْيُسْرَيْنِ الظَّفَر وَبِالْآخَرِ الثَّوَاب فَلَا بُدّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدهمَا ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)).
(1) تفسير السعدي لسورة الشرح.
(2) فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج: 14، ص 125.
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 07:48 م]ـ
هل الاقتصار على اللطائف البلاغية فقط؟
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[18 - 06 - 08, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل الاقتصار على اللطائف البلاغية فقط؟
لا .. من أي نوعٍ كانت فلا بأس ... فإن في عرضها أمامنا الفائدة الجّمّة ..
بارك الله فيكم
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[18 - 06 - 08, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: اللطيفة الثّانية::
قال تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)} [الآيات من سورة النّور]
والسّؤال هُنا:
لماذا خُصّ الرّجل باللعنة، وخصّت المرأة بالغضب؟!
- فخصها بالغضب، كما أن الغالب أن الرجل لا يتجشّم فضيحة أهله ورميها بالزنى إلا وهو صادق معذور، وهي تعلم صدقه فيما رماها به. ولهذا كانت الخامسة في حقها أن غضب الله عليها. والمغضوب عليه هو الذي يعلم الحق ثم يحيد عنه (1).
- ثم الرجل يدعو على نفسه باللعن إن كان من الكاذبين، واللعن: هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، ولا شك أنه والحال هذه يكون وعيداً شديداً، إذا دعا على نفسه وهو كاذب بهذا اللعن فقد عرض نفسه للعقوبة. المرأة اختير لها الغضب، أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [النور:9] وغضب الله تعالى هو ما تشدد عقوبته، فإن الله تعالى إذا غضب فقد يعاقب من غضب عليه عاجلاً، وقد يؤخر عقوبته آجلاً -يعني في الدار الآخرة- هذا هو الصحيح في اختيار الغضب، والغضب أشد من اللعن؛ لأنه يسبب دخول النار والعياذ بالله، واللعن والغضب كلاهما يسبب العذاب. وبدئ بالرجل لأنه أقوى جانباً؛ وذلك لأنه غالباً ليس بمتهم، ولا غرض له في أن يلاعن امرأته؛ لأنه إذا أبغضها فلا حاجة له إلى أن يقذف وبإمكانه أن يطلقها ويخلي سبيلها، فلا حاجة له إلى أن يلاعن وهو كاذب، فالقرائن تدل على صدقه، كما في قصة هلال، حيث إن امرأته ولدت مولوداً شبيهاً بذلك الرجل الذي قذفت به، فدلت القرائن على أنه أقرب إلى الحق وإلى الصدق، وكذلك في قصة امرأة هلال أنها تلكأت عند اليمين
¥