تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القراءة من المصحف في الصلاة. (مبحث مقتطع من الكتاب الجامع المتحف في أحكام المصحف).]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 03:25 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:

فهذا مبحث في القراءة من المصحف في الصلاة، قمت باقتطاعه، وكتابته من الكتاب الجامع (المتحف في أحكام المصحف) للشيخ الدكتور صالح بن محمد الرشيد وفقه الله تعالى.

قال-غفر الله له- في الكتاب المذكور:

القراءة من المصحف في الصلاة

مذاهب العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة.

إن المتتبع لأقوال أهل العلم في هذه المسألة يتحصل له فيها مذهبان رئيسان في الجملة: أحدهما: الترخيص؛ وثانيهما: الحظر.

ثم إن المرخصين قد اختلفوا في محل ذلك الترخيص، فمنهم من أطلق ليتناول الفرض والنفل،وحال الإمامة وحال الانفراد، وحال الاضطرار وحال الاختيار، ومنهم من أناط الحكم بحال الانفراد، ومنهم من فرّق بين حال الحافظ وحال غير الحافظ، فرخص للأول دون الثاني، لئلا يكون كالمعتمد على غيره في صلاته.

وأما القائلون بالحظر، فقد اختلفوا أيضا في درجة ذلك الحظر، فمنهم من وصفه بالكراهة ولم يفسد به الصلاة، ومنهم من وصفه بالحرمة وقطع معه بفساد الصلاة.

وسبب اختلافهم - والله أعلم – تعارض الآثار في هذا الباب على ما سيجري بيانه وإيضاحه.

وهاك التفصيل بعد الإجمال:

*المجوزون:

ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بجواز القراءة من المصحف في الصلاة على اختلاف بينهم في كون الجواز على إطلاقه، أم أن ذلك يكون مرهونا بحال الاضطرار إليه، بأن لم يكن معه من القرآن ما يردده ويكتفي به.

والجمهور أيضا على القول بوجوب القراءة في المصحف إذا عجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب، وكان يحسنها فيه. (1)

أما غير العاجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب، فقد جوز له فريق من أهل العلم القراءة من المصحف في صلاته مطلقا من غير كراهة، سواء كان القارئ حافظا أو غير حافظ، احتاج إلى حمله ووضعه وتقليب أوراقه، أم كان منشورا أمامه، وسواء كانت الصلاة فرضا أم نفلا، وهذا هو المذهب عند الشافعية (2) والحنابلة (3) ... قالوا: لأن القراءة عبادة والنظر في المصحف عبادة أخرى، فإذا انضمت إحدى العبادتين إلى الأخرى، فليس في الشرع ما يمنع من ذلك، لا سيما أنه قد روي عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أنها كانت تقرأ بالمصحف في صلاتها في رمضان، وفي غيره.

وروي عنها أنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في رمضان بالمصحف.

ولأن القراءة من المصحف في الصلاة في قيام رمضان مروية عن أنس، وجمع من التابعين، كابن سيرين، وعطاء والحسن البصري وعائشة بنت طلحة (4).

ولأن الزهري حين سئل عن الرجل يصلي لنفسه، أو يؤم قوما هل يقرأ في المصحف؟

قال: " نعم، لم يزل الناس يفعلون ذلك منذ كان الإسلام ".

وفي لفظ: " كان خيارنا يقرؤون في المصاحف " (5).

وعن عطاء: " أنه كان لا يرى بأسا أن يؤم الرجل القوم بالمصحف " (6).وهو إحدى الروايات عنه.

وعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: " لا أرى بالقراءة من المصحف في رمضان بأسا " (7).

قالوا: ولأن القراءة في المصحف وحمله وتقليب أوراقه أحيانا عمل يسير لمصلحة الصلاة، ولا يشعر الإعراض (8).

وذهب فريق من أهل العلم إلى تقييد القول بجواز قراءة المصلي من المصحف في صلاته في حال الاضطرار، وهو إحدى الروايات عن الحسن البصري، وبه قال الإمام مالك فيما رواه عنه ابن وهب قال: سمعت مالكا وسئل عمن يؤم الناس في رمضان في المصحف فقال: " لا بأس بذلك إذا اضطروا إلى ذلك " (9)؛ وهو رواية عن الإمام أحمد نقلها علي بن سعيد وصالح (10)، وحكاها إسحاق بن منصور الكوسج عن أحمد أيضا في مسائله قال: قلت: " هل يؤم في المصحف في شهر رمضان؟ قال: ما يعجبني إلا أن يضطروا إلى ذلك فلا بأس " (11).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير