تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مشروعية صندوف الزكاة *في الجزائر*]

ـ[سمير زمال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 03:46 م]ـ

يعتبر

قيام هيئة رسمية تتولى تحصيل الزكاة وتوزيعها على مستحقيها فريضة من فرائض الشرع وضرورة من ضرورات الواقع، و إذا أردنا سندا لذلك فإننا نجده فيما يلي:

في القرآن الكريم:

- قول الله تعالى: ? خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم? [التوبة: 103].

فقد جاء الأمر الإلهي للني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بصفته حاكما للمسلمين، وهو خطاب لكل من تولى أمر المسلمين من بعده، وهذا ما فهمه الصديق أبو بكر، فقد حارب مانعي الزكاة بعد وفاة النبي ? وعدهم من المرتدين.

-قوله تعالى: ?إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم? [التوبة:60]

فجعل "العاملين عليها" وهم جباة الزكاة من بين مصارفها، دليل على أنه منصب قار في الدولة الإسلامية، لا يزول بوفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

في السنة النبوية الشريفة:

- تعيينه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جباة بعث بهم لمختلف الأمصار لجمع الزكاة.

- قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يوصي معاذا بن جبل حين أرسله إلى اليمن: ((أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)) [أخرجه الجماعة].

من فتاوى الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:

- عن سهل بن أبي صالح عن أبيه قال: (اجتمع عندي نفقة فيها صدقة -يعني بلغت نصاب الزكاة- فسألت سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري أن أقسمها أو أدفعها إلى السلطان؟ فأمروني جميعا أن أدفعها إلى السلطان، ما اختلف علي منهم أحد).

- و في رواية: (فقلت لهم: هذا السلطان يفعل ما ترون "كان هذا في عهد بني أمية" فأدفع إليهم زكاتي؟ فقالوا كلهم: نعم فادفعها).

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (ادفعوا صدقاتكم إلى من ولاه الله أمركم، فمن بر فلنفسه ومن أثم فعليها).

- وعن المغيرة بن شعبة أنه قال لمولى له -وهو على أمواله بالطائف-: (كيف تصنع في صدقة مالي؟ قال: منها ما أتصدق به ومنها ما أدفعه للسلطان. قال: وفيم أنت من ذلك؟ -أنكر عليه أن يفرقها بنفسه-).

فهذه الأدلة كلها تجعل الزكاة أمرا إلهيا، يكلف الحاكم بالإشراف على تنفيذه، وقد جسد في بلدنا بما يعرف بـ"صندوق الزكاة".

وفي الواقع أدلة أخرى:

-فإن كثيرا من الناس قد تموت ضمائرهم أو يصيبها السقم والهزال فلا ضمان لحق الفقير إذا ترك لمثل هؤلاء.

- في أخذ الفقير حقه من الدولة لا من الشخص الغني حفظ لكرامته، وصيانة لماء وجهه أن يراق بالسؤال، ورعاية لمشاعره أن يجرحها المن والأذى.

- إن ترك هذا الأمر للأفراد يجعل التوزيع فوضى فقد ينتبه أكثر من غني لإعطاء فقير واحد، على حين يغفل عن آخرين، وربما كانوا أشد منه فقرا.

دور "صندوق الزكاة" في محاربة الفقر وتنمية المجتمع:

الفقر آفة اجتماعية تخلف آثارا وخيمة على البنية الاجتماعية، ويتجسد ذلك في مظاهر الانحراف والأمراض والآفات الاجتماعية من سرقة ومخدرات -هروبا من الواقع المرير الذي يعيشه الفقير- وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار وفقدان الأمن وينعكس سلبا على التنمية الاجتماعية.

ومن ثم كانت الزكاة إحدى الركائز المهمة في محاربة آفة الفقر والتسول، ودعم التنمية الاجتماعية، ضمن منظومة اقتصادية متكاملة، تبدأ بالحث على العمل ونبذ "العجز والكسل" وتنتهي بإعانة المدين دفعا "لغلبة الدين وقهر الرجال".

ولا يمكن للزكاة أن تقوم بهذا الدور المهم إذا كانت مجرد دريهمات تعطى متناثرة بين الفقراء، يفوز بها بعضهم ويغفل عن الكثير منهم، وربما ضفر بها محترفو التسول وحرم منها ?الذين لا يسألون الناس إلحافا، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير