[ياأهل التجويد ((كيف يجوز أن نتكلف إخفاء حرف أنزله الله بلسان العرب))؟؟]
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:19 م]ـ
قد يُقبل من أحكام التجويد المحدثة ما يؤيِّده شرع الله في عمومه مثل الإظهار
لأن حرفًا أصليًّا أنزله الله تعالى في كتابه لا بدَّ من التلفُّظ به بقدر استطاعة المسلم
وموافقته للغة قومه العربية الفصيحة،
وقد تُقبل القلقلة الصغرى لإظهار الحرف الساكن الذي لا يظهر إلا بها بشرط ألا يُبدل السكون بحركة أخرى مثل الكسرة
كما يفعل كثير من القراء عند لفظ (قَدْ) و (أبْواب) و (إبْراهيم) فهذا تنطُّع منكر قد يصل إلى التحريف والتبديل عياذًا بالله.
وإن من مكايد الشيطان ومصايده صَدُّ المسلم عن تدبر آيات القرآن الكريم
(وهو فرض من فرائض الله)
بما دون ذلك من النوافل فضلًا عن شقشقة معلِّم هذا البرنامج
(وما يماثله من البرامج في هذه الإذاعة وما دونها من الإذاعات)
وتشدُّقه وتفيهقه وتنطعه بالمصطلحات المحدثة
مثل: الاستعلاء والاستفال والانطباق والانفتاح والرَّوم والإشمام ونحوها.
وإذا جاز تكلف القلقلة لإظهار حرفٍ أنزله الله بلسان العربِ
فكيف يجوز تكلف إخفاء حرف أنزله الله بلسان العرب قوم رسوله؟
لا عجب، فالتكلف والتقليد (بلا دليل) يُبعدان العبد عن الشرع والعقل
فيُلزِم نفسه وغيره بعبادة الله بما لم يشرعه تقرّبًا إليه بالغلو والابتداع
والإسراف والانشغال بذلك عن هدى الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم؛
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29]،
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر من علامات الساعة
(كثرة القرّاء وقلّة الفقهاء)؛
ونرى اليوم كثرة الحرص على تحفيظ القرآن وتجويده وندرة العمل على تدبره،
وحتى يضمن الشيطان صرف طلاب العلم عن التّدبّر إلى الحفظ والتّجويد
سوّل لبعض الدّعاة إلى الله صرف اهتمامهم إلى سرعة الحفظ
(بين سبعة وعشرين يومًا وستّين يومًا).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهَى أصحابه رضي الله عنهم عن قراءة القرآن
في أقل من سبع (كما عند البخاريِّ) وثلاث (كما عند غيره)
خشية من عدم تدبّره حقّ تدبره فكيف بالتّنافس على سرعة حفظه؟
وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم من شباب يحقر الناس قراءتهم عند قراءتهم ولكنّ
(قراءتهم للقرآن لا تتجاوز تراقيهم)
لأنهم لا يفقهون ما يقرؤون وبالتالي لا يعملون به بل بأهوائهم
فيميلون عن السنة ويخرجون على الجماعة والإمامة.
وذكر ابن تيمية رحمه الله من أصناف من يُسيء سماع القرآن
[ومثلهم من يسيء تلاوته]
قوم يسمعونه ولا يفقهونه [وأنَّى لهم العمل به بل تبليغه]
مستدلًا بقول الله تعالى:
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء} [البقرة: 171].
(مجموع الفتاوى ج 16 ص8 - 12).
منقووول/ للشيخ سعد الحصين
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:59 م]ـ
سبحان الله ....
صحيح أحكام التجويد محدثة لكنها أحدثت لأجل تقويم النطق و تصحيح المخارج التي قل بل ندر أن تجد السلامة فيها في زماننا هذا و قد اعوجت الألسنة و شاع اللحن.
يعني هذا الاخفاء و الاظهار و الادغام و غيرها مما استحدثه العارفون بعلوم اللغة و القراءات من مصطلحات،هي الأصل في اللسان العربي الفصيح،و لا ينكر عاقل فائدتها في معالجة عيوب النطق و ضبط المخارج و الحروف بل قد أصبح تعلم أحكام التجويد ضرورة ملحة لاتقان القراءة و تجويد القرآن باعطاء كل حرف حقه و مستحقه مثله مثل علم النحو، و لا يكفي التلقي سماعا و مشافهة لوحدهما.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 06 - 08, 07:55 م]ـ
أشكر مرور الاخت الكريمة
وأود أن أنقل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله16/ 50:
(ولا يجعل همَّته فيما حُجب به أكثر النَّاس من العلوم عن حقائق القرآن:
إمَّا بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها
والنُّطق بالمدِّ الطّويل والقصير والمتوسط، أو غير ذلك؛
فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرَّبِّ من كلامه
وكذلك شغل النطق ب (أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت).
وقال العلامة العثيمين رحمه الله في كتاب العلم السؤال70:
لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ"بسم الله الرحمن الرحيم"يمدّ ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله ـ عز وجل ـ في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.
¥