ولد صالح يدعو له لم يقل أو ولد صالح يصوم له أو يصلي له أو يقرأ له أو يتصدق له بل قال ولد صالح يدعو له فعدل عن ذكر الأعمال إلى الدعاء مع أن السياق سياق الحديث في ذكر الأعمال فعدوله عن ذكر الأعمال مع أنه مقتضى السياق يدل على أن الدعاء أفضل من جعل ثواب الأعمال للميت وعلى هذا فإني أنصح أخواني أن يجعلوا الأعمال الصالحة لأنفسهم لأنهم هم محتاجون إلى هذه الأعمال وأن يتفضلوا على إخوانهم الأموات بالدعاء فإن هذا هو الأفضل والأجدى والأنفع وأما قول السائل وهل يسمع الميت يعني قراءة الحي أو قراءة أو دعاؤه له أو ما أشبه ذلك فهذه مسألة اختلف العلماء فيها فمنهم من قال إن الميت في قبره لا يسمع شيئاً مما يقال عنده حتى السلام عليه لا يسمعه ولا يرده وضعفوا الحديث الذي فيه أن الرجل إذا وقف على قبر الرجل فسلم عليه وهو يعرفه في الدنيا فإن الله يرد عليه روحه فيرد عليه السلام مع أن عبد البر صحح هذا الحديث حكاه عنه ابن القيم في كتاب الروح وأقره أقول من العلماء من قال إن الميت لا يسمع شيئاً إلا ما دلت السنة عليه مثل وقوف النبي عليه الصلاة والسلام على القتلى المشركين الذين قتلوا في بدر وألقوا في قليب هناك وقف عليهم فجعل يدعوهم بآبائهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي حقا قالوا يا رسول الله قالوا كيف تكلِّمُ قوماً قد جيفوا فقال ما أنتم بأسمع مما أقول منهم فأخبر أنهم يسمعون قال ولكنهم لا يجيبون وكذلك ما ورد في الحديث الصحيح أن الميت إذا دفن وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان يسألان عن ربه ونبيه ودينه فقال إنه حتى ليسمع قرع نعالهم قالوا فما جاءت به السنة فإنه يجب القول بمقتضاه وأما ما لم تأت به السنة فالأصل أن الموتى لا يسمعون ولكن في الاستدلال بهذا نظر لأن قوله إنك لا تسمع الموتى يعني بذلك موتى القلوب الذين قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يخرج إلى المقابر يدعو أهل المقابر لدينه وإنما كان يدعو قوماً مشركين لكنهم والعياذ بالله موتى القلوب لا يسمعون هذا هو معنى الآية وعلى هذا فنقول إن ما ورد به السنة من سماع الموتى يجب علينا الإيمان به وما لم تأت به السنة فموقفنا فيه الوقوف ونقول الله أعلم ولكن الدعاء للميت هو الذي شرعه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله أو ولد صالح يدعو له وكذلك قول المؤمنين الذين جاءوا من بعد الصحابة يقولون (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) فهذا هو المشروع في حق الأموات أن ندعو الله لهم بالمغفرة والرحمة وما ينفعهم من الدعاء.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1127.shtml
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 08, 09:12 م]ـ
هذا كتاب الايات البينات للالباني رحمه الله
ـ[سمير زمال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 09:49 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وأحسن الله إليكم
وأدام مثل هذه النقاشات المفيدة الطيبة
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 08, 02:23 م]ـ
هذا كتاب الايات البينات للالباني رحمه الله
أخي يزيد الرابط لا يعمل عندي
لم اتمكن من تنزيل الملف
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:18 م]ـ
ولكن في الاستدلال بهذا نظر لأن قوله إنك لا تسمع الموتى يعني بذلك موتى القلوب الذين قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يخرج إلى المقابر يدعو أهل المقابر لدينه وإنما كان يدعو قوماً مشركين لكنهم والعياذ بالله موتى القلوب لا يسمعون هذا هو معنى الآية
أرى أن في هذا الكلام فيه نظر مع تقديري واحترامي للمفتي الكريم وذلك من وجوه:
1 - المعنى من الآية ماذكره المفتي، إلا أنها نص قاطع في عدم سماع الموتى
ولا أرى أحد ينازع في ان المشبه به لا بد أن يتفق على صوابه حتى تقوم به الحجة
2 - أن معنى الآية تعريض بالكفار بأنهم مثل الموتى سواء لا يسمعون ولا يستجيبون وقدقال الله عزو جل (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون)
ومعنى ذلك إثبات عدم سماع الموتى وهو استدلال صحيح لا غبار عليه.
3 - أن الله عزو جل قد بين في آية أخرى محددة أكثر مع أن السياق ايضا تعريض بالكفر فقال سبحانه
وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير
4 - التفريق بين سماع أهل القبور وإسماعهم لا وجه له لأنه إذا عطلت إحدى الحاستين (النطق (ايصال الكلام) أو السمع) فالنتيجة واحدة وهي أن المراد اسماعه لن يسمع قطعا
5 - أما ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن يخرج ليدعو أهل المقابر وهو دليل على أن المراد في الآية ليس إلا موتى القلوب؛ فهو استدلال - لعمري - غريب من فضيلته ولا أقول ذلك قدحا أو لمزا معاذ الله إنما فهما وبحثا وتحقيقا،وذلك أن الآية بالمعنى الذي ذكره في معرض تشبيه لا معرض تكليف!! وهو واضح من سياقها.
6 - لو كان معنى الآية أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يسمع الكفار - موتى القلوب - بخلاف الموتى وأصحاب القبور، لنبه على ذلك سبحانه فإنه أدعى لذمهم
وذلك كقوله سبحانه (أولئك كالأنعام بل هم أضل)
الخلاصة أن الصورة (والحكم) في المشبه به أقوى وأوضح من المشبه وهذا واضح جلي في إقامة الحجج وتقريرها، فعندما يقول سبحانه إنك لا تسمع الموتى فحتى عندما يقصد بذلك الكفار فإن نفي السمع عن المشبه به (الموتى) هو آكد وأوضح فيه من المشبه (الكفار) وهذا واضح ولله الحمد
هذا والله تعالى أعلم
¥