واعتبره الشيخ الألباني من بدع يوم الجمعة كما في الأجوبة النافعة (ص 67) فقال:" وإليك الآن ما وعدناك به من " بدع الجمعة " فأقول: "1 - التعبد بترك السفر يوم الجمعة،2 - اتخاذه يوم عطلة (الإحياء " 1/ 169) ".اهـ
فائدة: قَالَ مَالِكٌ: لَا يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يَمْنَعَ أَهْلَ الْأَسْوَاقِ مِنْ الْبَيْعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. المدونة (1/ 389)
القول الثاني: ومنهم من رأى أنه يوم يطالب فيه المسلمون بالتهيؤ لصلاة الجمعة وما تحتاجه من النظافة والتطيب والتكبير إلى المساجد، فناسب ذلك ترك العمل فيه، قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 411): حِكْمَةُ تَرْكِ التَّعْلِيم وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَشْغَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنَّهُ يَوْمُ عِيدِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا وَرَدَ وَيَوْمُ الْعِيدِ لَا يُنَاسِبُهُ أَنْ يُفْعَلَ فِيهِ الْأَشْغَالُ وَأَيْضًا فَالنَّاسُ مَأْمُورُونَ فِيهِ بِالتَّبْكِيرِ إلَى الْمَسْجِدِ مَعَ التَّهَيُّؤِ قَبْلَهُ بِالْغُسْلِ وَالتَّنْظِيفِ بِإِزَالَةِ الْأَوْسَاخِ وَجَمِيعِ مَا يُزَالُ لِلْفِطْرَةِ كَحَلْقِ الرَّأْسِ لِمَنْ اعْتَادَهُ وَشَقَّ عَلَيْهِ بَقَاءُ الشَّعْرِ فَإِنَّ الْحَلْقَ حِينَئِذٍ سُنَّةٌ وَكَنَتْفِ الْإِبْطِ وَقَصِّ الشَّارِبِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ وَقَصِّ الْأَظْفَارِ وَالتَّكَحُّلِ وَالتَّطَيُّبِ بِشَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِ الطِّيبِ وَأَفْضَلُهُ الْمِسْكُ مَعَ مَاءِ الْوَرْدِ وَلَا أَشُكُّ أَنَّ مَنْ خُوطِبَ بِفِعْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا مَعَ التَّبْكِيرِ بَعْدَهَا.
لَا يُنَاسِبُهُ شُغْلٌ فَكَانَ ذَلِكَ هُوَ حِكْمَةُ تَرْكِ سَائِرِ الْأَشْغَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ هَذَا فِيمَا قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ ". اهـ
وأيضا فالناس مأمورون فيه بالتكبير إلى المسجد مع التهيؤ قبله بالغسل والتنظيف بإزالة الأوساخ وجميع ما يزال للفطرة ولا شك أن من خوطب بفعل هذه الأشياء كلها مع التبكير بعدها، لا يناسبه شغل فكان ذلك هو حكمة ترك سائر الأشغال يوم الجمعة. قال صاحب مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل (5/ 242): قَالَ صَاحِبُ الطِّرَازِ وَتَرْكُهُ – يعني العمل يوم الجمعة - لِلِاشْتِغَالِ بِأَمْرِ الْجُمُعَةِ مِنْ دُخُولِ حَمَّامٍ وَتَنْظِيفِ ثِيَابٍ وَسَعْيٍ إلَى مَسْجِدٍ مِنْ بُعْدِ مَنْزِلٍ فَحَسَنٌ يُثَابُ عَلَيْهِ انْتَهَى.راجع أيضاً شرح مختصر خليل للخرشي (5/ 220)
وأجاز فقهاء المالكية ترك العمل فيه للاستراحة، قال صاحب التاج والإكليل لمختصر خليل (2/ 263): مَنْ تَرَكَ الْعَمَلَ اسْتِرَاحَةً فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَأَمَّا اسْتِنَانًا فَلَا خَيْرَ فِيهِ ... وراجع أيضاً مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل (5/ 242)،و شرح مختصر خليل للخرشي (5/ 220)
فبان مما ذكر أن اتخاذ يوم الجمعة يوم إجازة أو يوم عمل، ليس فيه نص ملزم، وعليه فإذا خلا تغيير إجازة نهاية الأسبوع من قصد الميل إلى الإجازة التي عند اليهود والنصارى، وكان الحامل عليه حقيقة هو حاجة البلد إلى ذلك التغيير فلا حرج فيه.
وفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك - الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً - وفقه الله تعالى حيثُ قال: (لم يكن المسلمون في عصورهم الأُولى يخصُّون يوماً يُترك العمل فيه , ولهذا عدَّ بعض العلماء العطلة يوم الجمعة نوعاً من التشبُّه بالكفار , لأنَّ من عادتهم ترك العمل في عيدهم الأسبوعي كالسبت لليهود , والأحد للنصارى , وقد سرى في العالم الإسلامي ترك العمل الرسمي وشبه الرسمي كالشركات في يوم الجمعة , وكان من الشبهات للتعطيل في يوم الجمعة أنَّ فيه تفرُّغاً لصلاة الجمعة , فلهذا صار عرفاً لا يُستنكر , ويُبعده عن صورة التشبه أنَّ يوم الجمعة هو عيد المسلمين الأسبوعي، فهو اليوم الذي هدى الله إليه هذه الأمة وأضلَّ عنه اليهود والنصارى، فلليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد , ولكن لَمَّا اشتدَّ داءُ التشبه في الأمة الإسلامية تنوَّعت طرقهم في التقرب إلى مناهج الأمم الكافرة، فمنهم من جعل عطلة الأسبوع السبت والأحد موافقة للدولة اليهودية والنصرانية، وهذا أقبح أنواع التشبه في هذه المسألة، ومنهم من جعل عطلة الأسبوع يومي الجمعة والسبت، ولا أظنُّ أحداً جعل عطلة الأسبوع ثلاثة أيام، ومنهم مَن كفاه في التشبه الموافقة في العدد , عدد أيام إجازة الأسبوع , فجعل إجازة الأسبوع يوم الخميس ويوم الجمعة، وهذا أهونها، وفي تطويل الإجازة مفاسد كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها، والله أعلم).
نُشرت هذه الفتوى في 19/ 11/1427هـ بموقع المسلم , رقم السؤال 13274
والحمد لله رب العالمين
رأفت الحامد العدني
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 01:15 ص]ـ
اتخاذه اجازة سنة ولا يجبر عليها
¥