ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 10 - 08, 09:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا، نقل طيب. فلتُضَف كلمة: "شيئا" إلى كلام الشيخ، فتكون الجملة: "فالقائل: بأن القرآن مخلوق حقيقة قوله إن شيئا من الله مخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا".
الظاهر أنّ المؤدى واحد والعلم عند الله تعالى.
الملاحظة الأخرى: قال الرافضي: "إن ابن تيمية وحده هو الذي فرق بين التوسل بالأنبياء والصالحين في حال حياتهم والتوسل بهم بعد موتهم" فأجاب الشيخ:" فإن منع الاستغاثة بالموتى والاستسقاء بهم هو إجماع الصحابة وآل البيت المتقدمين".
فالرافضي يتكلم عن التوسل الذي أجازه شيخ الإسلام في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهو غير الاستغاثة. قال شيخ الإسلام: "ولم يقل أحد أن التوسل بنبي هو استغاثة به" الفتاوي ج1 ص 103
وقال أيضا: "وقول القائل إن من توسل إلى الله بنبي فقال: أتوسل إليك برسولك فقد استغاث برسوله حقيقة في لغة العرب وجميع الأمم فقد كذب عليهم". ج1 ص 104.
والله أعلم
وأما كلمة الشيخ هنا فلا غبار عليها، ذلك أن هؤلاء الوثنيين يسمون دعاء غير الله، والاستغاثة بالأموات يسمونها توسلا وشفاعة وواسطة، فخاطبه الشيخ هنا بحقيقة هذا المسمى عنده.
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ في (المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة والرأي العام):
[إذا نظرت في جانب توحيد العبادة لفظ التوسل لفظ التوسل والوسيلة جاء في القرآن ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ? [المائدة:35] ?وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ? يعني الحاجة، إذا كانت لكم حاجة فابتغوها عند الله جل وعلا دون غيره، هذه الوسيلة استعملت أيضا في الدعاء يعني حاجة حي من حي آخر في الدعاء، كما قال عمر رَضِيَ اللهُ عنْهُ مرة: كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبينا والآن نتوسل بعم نبينا يا عباس قم فادع الله لنا فقام فدعا في الاستسقاء.
فلفظ التوسل له معنى شرعي، ثم بعد ذلك جُعل هذا اللفظ التوسل يشمل عبادة الأموات والاستغاثة بهم، سؤال الميت سواء أكان نبيا أو غيره، أو سؤال الجني أو سؤال الملك جعل ذلك ورغبة في الوسيلة ولم يجعلوه شركا لم يجعلوه بدعة، قالوا هذا توسل والتوسل أصله في الشريعة موجود؛ لكن الاصطلاح مختلف أو اللفظ في دلالته مختلفة كما هو معلوم] اهـ.
وقال في (شرح مسائل الجاهلية):
(فأهل الجاهلية عندهم علوم ولكنها مضادة لعلم الأنبياء، مضادة للعلم الذي أنزله الله جل وعلا، قال جل وعلا (فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ)، فعندهم علم ولكنه ليس بنافع، ولهذا من حاجّ أهل التوحيد في الأزمان المتأخرة، فإنما يحاجهم بشبه مثل الشبه التي كانت عند أهل الجاهلية وواجهوا بها رسول الله (، ومن أعظمها ما قال الشيخ رحمه الله تعالى في قوله تعالى ?مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى? [الزمر:3]. من أعظمها مسألة الشفاعة، طلب الزلفى إلى الله جل وعلا بأولئك الصالحين، فتجد أن منهم طائفة يقولون نحن لا نتوجه إلى الأولياء، إلى الصالحين، إلى الأنبياء، لأجل أنهم يستقلون بالنفع أو بدفع الضر، وإنما نتخذهم شفعاء عند الله جل وعلا؛ لأجل ما لهم من المقام الرفيع عند الله جل وعلا وهذا الأصل هو الذي يفعله المتأخرون، المشركون من هذه الأمة حيث إنهم يزعمون أنهم ما اتخذوا أولئك إلا واسطة، ويسمّون تلك الواسطة وذلك العمل يسمونه توسلا، والتوسل شيء واتخاذ الواسطة شيء آخر، عندهم شبه وحجج ولكنها داحضة كما قال الله جل وعلا ?وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ? [غافر:5]، وهم تارة يعبدون عبادة مستقلة؛ يعني بعضهم يتوجه إلى الأولياء، إلى الصالحين، إلى اللات، إلى العزى، يتوجهون لأجل أنهم عُبَّاد لهم منزلة عند الله، فيصرفون بعض العبادات لهم استقلالا، وتارة يتخذونهم واسطة) اهـ.
وقال في (شرح كشف الشبهات):
(قال الصنعاني في رسالته تطهير الاعتقاد، هذا الصنعاني وكذا الشوكاني في رسالته توحيد العبادة المعروفة قالوا فيما جابهوه في اليمن قالوا: إن الأسماء لا تغير الحقائق؛ يعني إن غيّر المشركون وعلماء المشركين الأسماء فإن الحقائق لا تتغير، إذا سمَّوْا طلب الشفاعة وطلب الزلفى توسلا فإن هذا لا يغير الحقيقة، إذا سموه سؤالا بهم كما قال الشيخ هنا عنهم (قالوا: وأطلب من الله بهم) فهذا لا يغير حقيقة الأمر وهو أنهم يطلبون من الله صحيح؛ ولكن متوسلين بشفاعة أولئك لا بذواتهم، فالتوسل بشفاعتهم: اشفع لي، واسأل الله لي، وأطلب من الله لي، واسال الله لي وأشباه ذلك، هذا كله هو طلب الزلفى، أو يتقرب إليهم ليشفعوا من دون التنصيص على الشفاعة، يقول: أنا أتقرب إليه أذبح صحيح الولي؛ ولكن أنا أقصد الذبح لله؛ لكن للولي حتى ينعطف قلب هذا العبد الصالح علي لأني ذبحت فيسأل الله لي.
فإذن مقصود من عبد غير الله، من عبد الأوثان، من عبد الأصنام، من عبد القبور، من عبد الأولياء، من عبد الموتى، مقصودهم أن يشفع أولئك لهم، ليس مقصود أولئك أن يتخذوا هذه أربابا أو آلهة استقلالا، ما هذا المقصود أحد ممن أشرك؛ ولكن هذا مقصود أولئك من أنهم يريدون القربى والزلفى) اهـ.
¥