تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- قال ابنُ كثيرٍ-رحمه الله تعالى -: (عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: نزلتْ في نِسَاءِ النَّبِيِّ خاصةً. قال عِكْرِمةُ: (مَنْ شاءَ بَاهَلْتُهُ؛ أنّها نزلتْ في شأنِ نِسَاءِ النَّبِيِّ. (قال ابنُ كثيرٍ): فإنْ كانَ المُرادُ أنَّهُنَّ كُنَّ سَببَ النُّزولِ دونَ غيرِهنَّ؛ فصحيحٌ. وإنْ أُريدَ أنَّهُنَّ المُرادُ فقط دونَ غيرِهنَّ؛ ففيهِ نَظَرٌ؛ فإنّه قد وردتْ أحاديثُ تَدُلُّ على أنَّ المُرادَ أعَمُّ مِنْ ذلكَ).

ثُمَّ ذكرَ ما يَدُلُّ على أنَّ عَلِيًّا، وفَاطِمَةَ، والحَسَنَ، والحُسَيْنَ، وآلَ عَلِيٍّ، وآلَ عقيلٍ وآلَ جَعْفَرٍ، وآلَ العَبَّاسِ؛ مِن آلِ بيتِ النَّبِيِّ. تفسير ابن كثير.

...

يتبع .....

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:08 م]ـ

[2]-:آيةُ المودة:?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى? [الشُّورَى:23]؛جاء في (صحيحِ البُخاريِّ):عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تعالى:?إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى?؟ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ r. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (عَجِلْتَ! إِنَّ النَّبِيَّ rلَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ؛ فَقَالَ: إِلاَّ أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ).

ويؤكِّدُ هذا أنَّ النَّبِيَّ r لا يسألُ أجرًا أبدًا، كما قال تعالى: ? قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ ? [ص: 86]، وقال تعالى: ? وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ? [يُوسُف: 104]، وقال تعالى: ? قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ ... ? [سَبَأ: 47]، وهكذا قال مثلَ قولِهِ جميعُ الأنبياءِ عليهم السَّلامُ، وهو أكملُهم r :

قال نُوحٌ؛:?وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ? [الشُّعَرَاء:109]

قال هُودٌ؛:?وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ? [الشُّعَرَاء: 127].

قال صَالِحٌ؛:?وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ? [الشُّعَرَاء: 145].

قال لُوطٌ؛: ?وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ? [الشُّعَرَاء: 164].

قال شُعَيْبٌ؛: ?وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ? [الشُّعَرَاء: 180].

والنَّبِيُّ r أكرمُ الأنبياءِ وأفضَلُهم، وهو أولَى بأن لا يسألَ أجرًا، وقولُ الله تعالى: ?إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى?. معنَى ? إِلاَّ ? هنا: إمّا أن تكونَ استثناءً مُتَّصلاً، وإما أن تكونَ استثناءً مُنقطِعًا، أي بمعنَى (لكن)، فيكون معنَى ?إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى?؛ أيْ: ولكن وُدُّوني في قرابتي، أنا قريبٌ منكُم، دعوني أدعو النَّاسَ.

وقد ثبتَ عَنِ النَّبِيِّ r أنه سألَ قُريشًا أنْ يتركوهُ يدعو إلى الله، فإنْ ظَهَرَ؛ كانَ لهم هذا، وإنْ قتلَهُ النَّاسُ؛ سلَموا مِن دَمِهِ.

ثُمَّ لو كانَ يُريدُ أجرًا لِقرابتِهِ؛ لقالَ: (لذي القُرْبَى) أو (لذوي القُرْبَى)؛ أما أن يقولَ: (في القُرْبَى)؛ فلا يَصِحُّ.

ثُمَّ إنَّ هذه الآيةَ مَكِّيَّةٌ، وكان عَلِيٌّ وقتَ نزولِها صغيرًا لمْ يتزوَجْ فَاطِمَةَ، ومِن ثَمَّ الحسَنُ والحُسَيْنُ لم يولدَا.

قال شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ:

(جميعُ ما في القُرآنِ مِنَ التَّوصِيَةِ بحقوقِ ذَوي قُرْبَى النَّبِيِّ r وذَوي قُرْبَى الإنسانِ؛ إنّما قيلَ فيها ? ذَوِي الْقُرْبَى ? [البَقَرَة: 177] ولمْ يقُلْ: (في القُرْبَى). ثُمَّ يُقالُ كذلكَ: ليسَ مُناسِبًا لشَأْنِ النُّبُوَّةِ طلبُ الأجْرِ وهو مودَّةُ ذوي قُرْبَاهُ؛ لأنَّ هذا مِن شِيمَةِ طالبي الدّنيا.

ثُمَّ إنَّ هذا القولَ يوجِبُ تُهْمَةَ النَّبِيِّ r) اهـ.

منهاج السنة 7/ 101

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير