ثُمَّ قال: (وزعمَ قومٌ أنَّ المرادَ بأُولي الأمرِ عَلِيٌّ والأئمّةُ المعصومونَ، ولو كان كذلكَ ما كان لقولهِ: ? فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ? معنًى، بل كان يقولُ: (ردوه إلى الإمامِ وأولي الأمر). وهذا قولٌ مهجورٌ مُخالِفٌ لما عليهِ الجمهورُ) اهـ.
...
[5]-: ?وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ? [النِّسَاء: 115]؛ قال ابنُ كَثيرٍ: (هذا مُلازِمٌ للصِّفَةِ الأولَى، ولكن قد تكونُ المُخالَفَةُ لنَصِّ الشَّارِعِ وقد تكونُ لِمَا اجتمعتْ عليهِ الأُمَّةُ المُحَمَّدِيَّةُ فيما عُلِمَ اتِّفاقُهم عليهِ تحقيقًا؛ فإنّهُ قد ضُمِنَتْ لهمُ العِصْمَةُ في اجْتِماعِهم مِنَ الخَطأِ، تشريفًا لهم وتعظيمًا لِنَبيِّهم).
قال الطَّبريُّ:
(يعنِي -جلَّ ثناؤهُ- بقولِهِ ?وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ ?:ومَنْ يُبايِنُ الرَّسُولَ مُحَمَّدًا مُعادِيًا له فيفارقه على العَداوةِ له مِن بعدِ ما تبيَّنَ له الهُدَى ... [وقوله]:? وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ ?؛ يقولُ: ويتّبعْ طريقًا غيرَ طريقِ أهلِ التّصديقِ ويسلكْ منهاجًا غير منهاجِهم، وذلكَ هو الكُفرُ بالله).
وقال القُرطُبِيُّ:
(هي عامّةٌ في كُلِّ مَن خالفَ طريقَ المُسلمينَ ... قال العلماءُ: في قولهِ تعالى ?وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ ?؛ دليلٌ على صِحَّةِ القولِ بالإجماعِ).
وقال البَغَويُّ: (طريق المؤمنينَ).
قلتُ: ولا شَكَّ ولا ريبَ أنَّ أئمّةَ أهلِ البيتِ كعَلِيٍّ، والعَبَّاسِ، والحَسَنِ، والحُسَيْنِ، وابنِ العِبَّاسِ، وعبدِ الله بنِ جَعْفَرٍ، وغيرِهم؛ منَ المؤمنينَ الذينَ أمرنا اللهُ -تباركَ وتعالَى- أنْ نَتَّبِعَ سبيلَهم مع غيرِهم كأبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثْمَانَ، وطَلحةَ، والزَّبيرِ، وابنِ الزُّبيْرِ، وابنِ عُمَرَ، وعَائشةَ وغيرهِم.
هذا؛ إذا اتّفقوا ولم يختلِفوا على أمرٍ ما مِن أمورِ الشَّرعِ، ولهذا؛ تُذكرُ هذه الآيةُ في كُتبِ (علمِ أُصولِ الفقهِ) كدليلٍ على حُجّيّةِ الإجماعِ.
...
[6]-: ?إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ? [الرَّعْد: 7]؛ قال ابنُ كَثيرٍ:
(عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: أيْ لِكُلِّ قومٍ دَاعٍ. وقال: يقولُ اللهُ تعالَى: أنتَ يا مُحَمَّدٌ مُنْذِرٌ وأنا هَادي كُلَّ قَومٍ. وكذا قال مُجَاهِدٌ وسَعيدٌ والضَّحَّاكُ وغيرُ واحِدٍ.
وعن مُجَاهدٍ:?وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ?:أيْ نَبِيٌّ. وعنِ ابنِ عَبَّاسٍ لمَّا نزلتْ:?إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ?؛قال: وضعَ رَسُولُ الله r يدَهُ على صدْرِهِ وقال: (أنا المُنْذِرُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ). وأومأَ بيدِهِ إلى مَنكَبِ عَلِيٍّ فقال: (أنتَ الهادي يا عَلِيٌّ بكَ يهتدي المهتدونَ مِن بعدي). ولكنه حديثٌ مُنْكَرٌ أخرجه الطبري في تفسيره وفيه الحسن العرني ضعيف جدا وفيه معاذ بن مسلم وهو مجهول.
...
يتبع .....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:10 م]ـ
[7]-: ?إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ? [المَائِدَة: 55 - 56]؛ ذكر في تفسيرِها حديثًا عن عَلِيٍّ t أنه كان رَاكعًا في الصَّلاةِ، فجاء فقيرٌ يَسألُ الصَّدَقَةَ، وقيل يَسألُ الزَّكَاةَ، فمَدَّ عَلِيٌّ يدَهُ وفيها خَاتمٌ، فأخذَ الفقيرُ الخاتمَ مِن يَدِ عَلِيٍّ t ، فأنزلَ اللهُ تباركَ وتعالى الآيةَ: ?إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ?. قالوا: ومَا أعطَى الزَّكَاةَ وهو رَاكِعٌ إلاَّ عَلِيٌّ، فصارَ هو الوَلِيُّ، فهو الخليفةُ. والردُّ من وجُوهٍ: -
¥