قلت: فحديث علي يقيد الحديث العام بأن الصلاة المنهي عنها بعد العصر هي التي دخلت في وقت النهي؛ وقد صح عن بلال مؤذن رسول الله قال: ((لم ينه عن الصلاة؛ إلا عند غروب الشمس)).
3 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصلوا عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها؛ فإنها تطلع وتغرب على قرن شيطان، وصلوا بين ذلك ما شئتم)). السلسلة الصحيحة (314).
قال الشيخ الألباني (1/ 625 - الصحيحة): [وفي هذين الحديثين – أي حديث علي وحديث أنس المتقدمين – دليل على أن ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد العصر مطلقاً – ولو كانت الشمس مرتفعة نقية – مخالف لصريح هذين الحديثين، وحجتهم في ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقاً؛ غير أن الحديثين المذكورين يقيدان تلك الأحاديث؛ فاعلمه]. اهـ.
قلت (أحمد سالم): وهذا الراجح – إن شاء الله – في الجمع بين الأحاديث، وسيظهر ذلك كما سيأتي.
[شبهة والرد عليه]:
(ضرب عمر رضي الله عنه كان لعدة أسباب وهي: عدم الفصل بين الفريضة والنافلة، مخافة الدخول في الوقت المنهي عنه)
4 - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر، فقام رجل يصلي بعدها فرآه عمر، فأخذ بردائه أو بثوبه، فقال له اجلس؛ فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحسن ابن الخطاب)). السلسلة الصحيحة (3173).
قال الشيخ الألباني (7/ 354 - 355): [والفائدة الأخرى: جواز التطوع بعد صلاة العصر؛ لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم عمر الرجل على الصلاة بعدها، مع أنه أنكر عليه ترك الفصل وصوبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فدل ذلك على جواز الصلاة بعد العصر دون الوصل]. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 65): [تنبيه: روى عبد الرزاق من حديث زيد بن خالد سبب ضرب عمر الناس على ذلك فقال: عن زيد بن خالد أن عمر رآه وهو خليفة ركع بعد العصر فضربه فذكر الحديث وفيه فقال عمر: ((يا زيد لولا أني أخشى أن يتخذهما الناس سلماً إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما))، فلعل عمر كان يرى أن النهى عن الصلاة بعد العصر إنما هو خشية إيقاع الصلاة عند غروب الشمس وهذا يوافق قول بن عمر الماضي وما نقلناه عن بن المنذر وغيره وقد روى يحيى بن بكير عن الليث عن أبي الأسود عن عروة عن تميم الداري نحو رواية زيد بن خالد وجواب عمر له وفيه: ((ولكني أخاف أن يأتي بعدكم قوم يصلون ما بين العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيها))، وهذا أيضا يدل لما قلناه والله أعلم]. انتهى.
5 - ((كان لا يدع ركعتين قبل الفجر، وركعتين بعد العصر)). السلسلة الصحيحة (3174).
قال الشيخ الألباني (7/ 528): [ولا دليل على نسخهما – أي الركعتين بعد العصر -، ولا على أنهما من خصوصياته]. انتهى.
6 - قال الشيخ الألباني (7/ 527): [وروى ابن أبي شيبة قبيل هذا بسند صحيح عن أشعث بن أبي الشعثاء قال: خرجت مع أبي (واسمه سليم بن أسود المحاربي) وعمرو بن ميمون والأسود بن يزيد وأبي وائل، فكانوا يصلون بعد العصر.
ثم روى مثله عن جمع آخر من السلف؛ منهم الزبير بن العوام، وابنه عبد الله رضي الله عنهما، وكذا علي رضي الله عنه، وأبو بردة بن أبي موسى]. انتهى.
[شبهة أخرى والرد عليها]: أن صلاة النبي بعد العصر هي سنة الظهر، وليست سنة العصر:
7 - [عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يصلي؟
فقالت: ((كان يصلي الهجير، ثم يصلي ركعتين، ثم يصلي العصر، ثم يصلي ركعتين)).
قلت: فقد كان عمر يضرب عليهما، وينهى عنهما؟!
فقالت: كان عمر رضي الله عنه يصليهما، وقد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما، ولكن قومك أهل اليمن قوم طَغَام، يصلون الظهر، ثم يصلون ما بين الظهر والعصر، ويصلون العصر، ثم يصلون ما بين العصر والمغرب، فضربهم عمر؛ وقد أحسن]. السلسلة الصحيحة (3488).
قال الشيخ الألباني (7/ 1427): [وفي قول عائشة الموقوف فائدة عزيزة لم يذكرها الحافظ في "فتح الباري"، وهي أن عمر رضي الله عنه لم ينه عن الركعتين بعد العصر إنكاراً لشرعيتهما، وإنما من باب سد الذريعة، وخشية أن يصلوها في وقت التحريم]. انتهى.
وأخيراً أقول لأبي عبيد المصري جزاك الله خيراً وأحسن إليك على إحياؤك لهذه السنة المهجورة، وأقول لإخواني يجب التريث قبل الإجابة، وأن يكون ردنا علمي، والله تعالى أعلم.
ـ[المعتز بالله النسري]ــــــــ[03 - 03 - 03, 08:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
اخواني بارك الله فيكم وجعل الجنة مثواكم,
اشكركم على الايضاح والشرح.
سؤالي هو, هل هناك سنة بعد العصر ام لا؟؟؟!!!
جزاكم الله خيرا
¥