[هل فاتت الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة في غزوة الخندق؟ ((للمذاكرة)).]
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:42 ص]ـ
جاء في الحديث الصحيح:
عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: ((مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا , كَمَا شَغَلُونَا عَنْ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ)). وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ ((شَغَلُونَا عَنْ الصَّلاةِ الْوُسْطَى - صَلاةِ الْعَصْرِ - ثُمَّ صَلاهَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ)).
وفي رواية:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ((حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْعَصْرِ , حَتَّى احْمَرَّتِ الشَّمْسُ أَوْ اصْفَرَّتْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: شَغَلُونَا عَنْ الصَّلاةِ الْوُسْطَى - صَلاةِ الْعَصْرِ - مَلأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً , أَوْ حَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً)).
وفي رواية:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ((أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ , وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: وَاَللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا. قَالَ: فَقُمْنَا إلَى بَطْحَانَ , فَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ , وَتَوَضَّأْنَا لَهَا , فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ. ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ)).
* الإشكال: هل فاتت الصلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكثر من مرة أم هي مرة واحدة ولكن تعبير الصحابي في القصة يختلف؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - 02 - 10, 12:09 م]ـ
لم يحصر ِ النّبي عليه الصلاة والسلام إلا مرَّة واحدة في الخندق!
فكيف يقال بتعدد الحادثة؟!
أو َ غير ذلك؟!
ـ[ saead] ــــــــ[12 - 02 - 10, 03:57 م]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم في إتحاف الكرام بشرح عمدة الأحكام:
((في الحديثين مسائل:
1 = رواية مسلم الأولى التي أشار إليها المصنف هي عنده بلفظ: ثم صلاها بين العشاءين، بين المغرب والعشاء
وسيأتي ما فيها من فوائد.
2 = الفرق بين الحديثين:
الحديث الأول فيه تعيين الغزوة التي حُبس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أداء صلاة العصر في وقتها
والثاني: لفظه عام " حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
الحديث الأول فيه النص على أن هذا الشّغل أو الحبس عن صلاة العصر استمر إلى غروب الشمس.
بينما الحديث الثاني على الشك " حتى احمرت الشمس، أو اصفرت ".
3 = هل بين الحديثين تعارض؟
ليس بين الحديثين تعارض أو تناقض، فالحديث الأول صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه لم يُصلُّوا العصر إلا بعد مغيب الشمس.
ويؤيده ما رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما صليتها! فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب. [وهذا الحديث سوف يُورده المصنف بعد خمسة أحاديث، وكان حقه التقديم] وهو الحديث رقم 61
أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فهو محمول على ما قارَب مغيب الشمس، وقد شكّ فيه راويه، والأول لم يشك فيه رواته.
وفي رواية ابن ماجه لحديث ابن مسعود، قال: حبس المشركون النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى غابت الشمس.
قال ابن دقيق العيد: وقوله: " حتى اصفرت الشمس " قد يتوهم منه مخالفة لما في الحديث الأول من صلاتها بين المغرب والعشاء، وليس كذلك، بل الحبس انتهى إلى هذا الوقت ولم تقع الصلاة إلا بعد المغرب، كما في الحديث الأول، وقد يكون ذلك الاشتغال بأسباب الصلاة أو غيرها، فما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتضٍ لجواز التأخير إلى ما بعد الغروب.
وقال الحافظ العراقي: وَمُقْتَضَى هَذَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ الْوَقْتُ بِالْكُلِّيَّةِ.))
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبو الهمام البرقاوي::::: تعدد الحادثة: أي أنه قد تكررت الحادثة في غزوة الخندق وهو محتمل.
جزاك الله خيرا أخي سعد على هذا النقل وبارك الله فيك.