تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَلْحَظٌ غَرِيبٌ استُنْبِطَ مِن نُقُولِ الإمَامِ المُفَسِّرِ أبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ عَن الإمَامِ النَّحْوِيِّ أبي زَكَرِيَّا الفَّرَّاءِ

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 11:42 م]ـ

مَلْحَظٌ غَرِيبٌ استُنْبِطَ مِن نُقُولِ

الإمَامِ المُفَسِّرِ أبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ عَن الإمَامِ النَّحْوِيِّ أبي زَكَرِيَّا الفَّرَّاءِ

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد اطلعت على رسالة الكتوراة الفائقة التي ألفها ونضد مبانيها الدكتور أحمد مكي الأنصاري وكانت عن "أبي زكريا الفراء ومذهبه في اللغة والنحو" ومما تضمنته من مباحث لطيفة وفوائد عالية منيفة مبحث خصصه في بيان علاقة بين الإمام أبي جعفر الطبري -صاحب التفسير الذي لم يسبق إليه ولم يلحق بمثله –والإمام الكوفي المجتهد النحوي أبي زكريا الفراء.

ومما بينه هنالك حقيقة أن الطبري ينقل عن الفراء دون عزو أحيانًا كثيرة ويزدري رأي الفراء دون ذكر أحيانًا كثيرة أخرى.

وهذا ما أكد شطره الأول ياقوت الحموي-صاحب معجم الأدباء- بالفعل لما تكلم عن الطبري وتفسيره فقال:" وذكر فيه مجموع الكلام والمعاني من كتاب علي بن حمزة الكسائي، ومن كتاب يحيى بن زياد الفراء، ومن كتاب أبي الحسن الأخفش، ومن كتاب أبي علي قطرب وغيرهم مما يقتضيه الكلام عند حاجته إليه، إذ كانوا هؤلاء هم المتكلمون في المعاني وعنهم يؤخذ معانيه وإعرابه، وربما لم يسمهم إذا ذكر شيئاً من كلامهم"اهـ

ولما رجعت إلى تفسير الطبري وجدت ذلك الرأي النظري حقيقة ماثلة أمام ناظري ليس بالكاذبة المفتراة ولا الخاطئة الممتراة.

ووجدت أن ما خطه الإمامالطبري وكان يخص الفراء لا يعدو أن يدخل تحت أربع حالات:

الحالة الأولى: أن يذكره باسمه عازيًا إليه:

وذلك كمثل صنيعه في ج3: 410، ج10: 341، 440.

وج12: 42، 433، 448، 563.

وج13: 56، 131، 132، 343.

وج14: 209، 535.

وج15: 43، 74، 382.

وج16: 58، 84.

وج17: 36، 214، 420، 618.

وج18: 243، 288، 397، 398، 404، 571، 585، 605.

وج19: 31، 317، 353، 446، 609.

وج20: 148، 256، 309، 371، 457.

وج21: 21، 68، 69، 143، 209، 313، 387، 447، 545، 618، 623، 626، وج22: 130، 171، 206، 295، 384، 422، 425، 446، 500، 526، 539.

وج23: 111، 180،544، 652.

وج24: 39، 55، 94، 115، 187، 213، 257، 353 [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)) 534، 605.

ويلاحظ في هذه النقول عدد من الأمور منها:

1) أنه في كثير منها يكون الفراء أحد رجال سلسلة سند، فيكون ذكر الفراء مرادًا لغيره.

2) أن النقل عن الفراء وذكره في الأجزاء المتأخرة أكثر منه في الأجزاء المتقدمة من التفسير كما هو جلي.

3) أن الطبري ينقل عن الفراء أحيانًا قليلة للاعتضاد والاحتجاج.

4) أن الطبري يكرر كثيرًا قوله (حدثت عن الفراء) و (قال الفراء) و (حدثني الثقة عن الفراء) دون أن يسند إليه سندًا سليمًا من الانقطاع والتعليق والإرسال.

الحالة الثانية: أنه يورد كلامه ذاكرًا إياه لينقضه:

وذلك في هذه المواضع: ج4: 312، ج15: 109، ج16: 115. وهذا كما لُحِظَ قليل.

الحالة الثالثة: يستفيد الطبري منه دون ذكر له ولا عزو لكتبه:

وهذا نذكر بعضه بنص الطبري مع إيراد تحقيق المحقق الشيخ محمود شاكر ليتبين القارئ حقيقة ذلك:

في ج1: 405 ذكر الكلام عن (ما) في قوله تعالى: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما). فعلق المحقق فقال:" أكثر هذا من كلام الفراء في معاني القرآن 1: 21 - 22، وذكر الوجهين السالفين جميعًا، وكلامه أبسط من كلام الطبري وأبين".

في ج1: 569 قال الطبري:" وقوله"وتكتموا الحق" خبرًا معطوفًا عليه، غيرَ جائز أن يعاد عليه ما عمل في قوله:"تلبسوا" من الحرف الجازم. وذلك هو المعنى الذي يسميه النحويون صَرْفًا".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير