تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{تنبيهُ الأنامِ لما في الأذانِ من أخطاءَ وأوهامْ} (مُذكّرة للِمُؤذّنينَ)

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 03:17 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

{تنبيهُ الأنامِ لما في الأذانِ من أخطاءَ وأوهامْ}

(الأَذَانُ)

الأذان شعيرةٌ من شعائرِ الإسلامِ التعبديَّة الظاهرةِ، المعلومةِ من الدينِ بالضَّرورةِ بالنصِّ وإجماعِ المسلمينً، ولهذا فالأذانُ من العلاماتِ الفارقةِ بَينَ بلادِ الإسلامِ وبلادِ الكُفرِ، وتورَاثَ الأجيالُ على مدِّ العصورِ من قديمٍ على فعلِه, كما حُكي الاتِّفاقُ على أنه لو اتفق أهلُ بلدٍ على ترْكه لقُوتلوا,

قال الشيخ الحنبلي مراد شكري في نونيته:

إن الأذان كما الإقامةِ لازمٌ ... أهل القرَى للخمس والبلدانِ

كما قد شُرع الأذانُ في السنةِ الأولَى مِن الهجرةِ, لذا أحببت وضع تنبيهات مهمَّة مقتبسةٍ من كلام العلماء المتقدمين والمعاصرين لما رأيت من العجب الكبير الذي يفعله المؤذنون, ثم ذكرتُ بعض الأحاديث الواردة في فضله, وإن لم أوافِ حق الأذان من مسائل وأقوايل الفقهاء وتعريفاتهم, لكن أردت بهذا العمل تذكير إخواني المؤذنين بتأذينهم الذي قد يوصل إلى البطلان.

(شُروطُ الأذانِ والمؤذِّن)

1_ أن يكون عالماً بدخولِ الوقتِ , فلا يصح الأذانُ قبلَه أو بعدَه, لأنَّ الأذانَ بمعنى الإعلام , أيْ: إعلامُ الناسِ أنَّ الوقتَ قد دخلَ. ولا بأسَ بالعمل (بالتقويمات) لأنها مبنيّةٌ على العلمِ والنظرِ, فتكون بمنزلةِ المخبر, ما لم يثْبتْ تقديمُها الأذانَ كما في بعض الدولِ. قال الشيخ الألباني –رحمه الله- بعد بيانه تفريط الناس في وقت أذانهم وربطهم بمواقيت ملزمة قد تكون خاطئة, وسببه "الجهل": لعل من كان يملك أذانه من المؤذنين، ومن كان من الحكام الغيورين على أحكام الدين يهتمون بالمؤذنين وتوجيههم أحكام دينهم وأذانهم، ويمكنونهم من أداء الأمانة التي أنيطت بهم، وهم يعلمون قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". الصحيحية (15/ 16).

2_ وجودُ النيَّة, فلا يصح من الصبيِّ غير المميّز, والمجنونِ والسكرانِ.

3_ أن يكونَ ذكراً, لأنه ليسَ على المرأةِ أن تُؤذن على الصَّحيح, لأنَّ ذلك لم يُعهد إسنادُه إليها ولا تَولّيها إياهُ زمنَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ولا في زمنِ الخلفَاءِ الراشدينَ -رضي الله عنهم-, وهو ليس من أعمَالها, وأذانهُا لا يُجزئُ عند الجمهور.

4_ أن يكون عدلاً أميناً, فقد ثبت "المؤذن مؤتمنٌ", ويكره أذان الفاسق غير المجاهر بفسقه عند شيخ الإسلام. كما أنّ الأولى أن يكون هناك مؤذنٌ راتبٌ مسئولٌ.

قال الشيخ الحنبلي مراد شكري جامعاً شروطه:

مِن مسلم ذكرٍ وعدلٍ عاقلٍ ... ومميّزٍ بل ناطقٍ بلسانِ

5_ عدم التطويل المفحش في الأذان والتمطيط والتلحين فلا نعلم له أصلاً، بل السنة أن يؤذن الأذان الشرعي بحيث يكون معتدلاً.قال الشيخ صالح الفوزان: ويستحبُ أن يتمهَّلّ بألفاظ الأذان من غير تمطيط ولا مد مفرط. اهـ ولا يستدل جوازه بقوله "أندى صوتا"

6_ الترتيب في الأذان، لأن المقصود منه يختل بعدم الترتيب وهو الإعلام , فإنه إذا لم يكن مرتبا لم يعلم أنه أذان ولأنه شرع في الأصل مرتبا, وعّلمه النبي - صلى الله عليه وسلم- أبا محذورة مرتباً, والترتيب أن يبدأ بالتكبير، ثم التَّشهُّد، ثم الحيعلة، ثم التَّكبير، ثم التَّوحيد، فلو نَكَّسَ لم يجزئ, ووجب الإعادة.

7_الموالاة, حيث إن كلَّ واحد منهما عبادة، فاشترطت الموالاة بين أجزائها كالوُضُوء، فلو كبَّر أربع تكبيرات ثم انصرف وتوضَّأ ثم أتى فأتمَّ الأذان، فإن هذا الأذان لا يصحُّ، بل يجب أن يَبْتَدِئَهُ من جديد. إلا إذا قَصُر الفصل كعارض فإنه لا يلزم الإعادة.

8_ وجوده من الشخص بذاته, فلا يصح من مسجّلٍ أو مذياع أو رجال يتناوبونه, لما في ذلك من المخالفات الشرعية الكثيرة, ومن البدع المحدثة, فالعبادات توقيفية, فلا يردّ خلفه فهو صدى تأذين وهو ما يعرف "الموحد". أمّا الأذان المسجل الذي يذكر بوقت الصلاة لا بأس به. أما إن كان أذانا شرعيا يُعرف به دخول الوقت، ويؤذن به لجميع الناس، ويكون بديلاً للمؤذن فلا يصح، وليس هو الأذان المطلوب شرعاً. وهذا قرار علمائنا المعاصرين والمجمع الفقهي الإسلامي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير