[طلب العلم و طلب الرزق]
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 08:32 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال بن الجوزي
اعلم أن التفاتك إلى نوع كسب تستغني به عن الأرذال أفضل من التزيد في علمك.
فلو عرفت ما ينقص به دينك لم تر فيما قد عزمت عليه زيادة، بل لعله كله مخاطرة بالنفس، و بذل الوجه طالما صين لمن لا يصلح إلتفات مثلك إلى مثله.
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 08:43 ص]ـ
قال سفيان الثوري:
كان المال فيما مضى يكره، فأما اليوم، فهو ترس المؤمن.
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 08:47 ص]ـ
قال بن الجوزي
في صيد الخاطر
أني علمت قلة صبر النفس على الكفاف و العزوف عن الفضول، فإن وجد ذلك منها في وقت لم يوجد على الدوام.
فالأولى للعالم أن يجتهد في طلب الغنى. و يبالغ في الكسب، و إن ضاع بذلك عليه كثير من زمان طلب العلم، فإنه يصون به عرضه.
و قد كان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت و خلف مالاً.
و خلف سفيان الثوري مالاً و قال: [لولاك لتمندلوا بي].
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 08:50 ص]ـ
قال سفيان الثوري
أحب أن يكون صاحب العلم في كفاية، فإن الآفات إليه أسرع، والألسنة إليه أسرع
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 08:55 ص]ـ
و عن أبي العباس السراج:سمعت إبراهيم بن بشار , حدثني علي بن الفضيل ,
سمعت أبي يقول لابن المبارك: أنت تأمرنا بالزهد و التقلل,
و البلغة و نراك تأتي بالبضاعة, كيف ذا؟
قال: يا أبا علي , إنما أفعل ذا لأصون وجهي و أكرم عرضي , و أستعين به على طاعة ربي.
قال: يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا
تاريخ الاسلام للذهبي (4\ 891)
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 09:02 ص]ـ
قال بن الجوزي
لا يزال الشيطان، يحرضه على الزهد، و يأمره بالترك، و يخوفه من طرقات الكسب، إظهاراً لنصحه و حفظ دينه. و في خفايا ذلك عجائب من مكره.
و ربما تكلم الشطان على لسان بعض المشايخ الذين يقتدي بهم التائب، فيقول له: اخرج من مالك و ادخل في زمرة الزهاد.
و متى لك غداء أو عشاء، فلست من أهل الزهد، فلا تنال مراتب العزم.
و ربما كرر عليه الأحاديث البعيدة عن الصحة الواردة على سبب و لمعنى.
فإذا أخرج ما في يده، و تعطل عن مكاسبه، عاد يعلق طعمه بصلة الإخوان. أو يحسن عنده صحبة السلطان، لأنه لا يقوى على طريق الزهد و الترك إلا أياماً، ثم يعود فيقاضى مطلوباته، فيقع في أقبح مما فر منه.
و يبذل أول السلع في التحصيل دينه و عرضه، و يصير متمندلا به، و يقف في مقام اليد السفلى.
و لو أنه نظر في سير الرجال و نبلائهم،
و تأمل صحاح الأحاديث، عن رؤسائهم،
لعلم أن الخليل عليه الصلاة و السلام كان كثير المال،
حتى ضاقت بلدته بمواشيه.
و كذلك لوط عليه الصلاة و السلام، [و كثير من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام]،
و الجم الغفير من الصحابة.
و إنما صبروا عند العدم،
و لم يمتنعوا من كسب ما يصلحهم،
و لا من تناول المباح عند الوجود.
و كان أبو بكر رضي الله عنه يخرج للتجارة و الرسول صلى الله عليه و سلم حي.
و كان أكثرهم يخرج فاضل ما يأخذ من بيت المال، و يسلم من ذل الحاجة إلى الأخوان.
و قد كان ابن عمر لا يرد شيئاً، و لا يسأله.
و إني تأملت على أكثر أهل الدين و العلم هذه الحال، ف
وجدت العلم شغلهم عن المكاسب في بداياتهم، فلما احتاجوا إلى قوم نفوسهم ذلوا، و هم أحق بالعز.
صيد الخاطر
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[01 - 03 - 10, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عضيدان]ــــــــ[01 - 03 - 10, 09:05 ص]ـ
وقال ايضا
و كان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يتاجرون. و من سادات التابعين سعيد بن المسيب، مات و خلف مالاً، و كان يحتكر الزيت.
و ما زال السلف على هذا.
ثم قد تعرض نوائب كالمرض يحتاج فيها إلى شيء من المال فلا يجد الإنسان بداً من الإحتيال في طلبه، فيبذل عرضه أو دينه.
ثم للنفس قوة بدنية عند وجود المال، و هو معدود عند االأطباء من الأدوية.
حكمة وضعها الواضع.
ثم نبغ أقوام طلبوا طريق الراحة فادعوا أنهم متوكلة و قالوا: نحن لا نمسك شيئاً، و لا نتزود لسفر، و رزق الأبدان يأتي.
و هذا على مضادة الشرع، فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن إضاعة المال.
و موسى عليه السلام لما سافر في طلب الخضر تزود.
و نبينا صلى الله عليه و سلم لما هاجر تزود.
و أبلغ من هذا قوله تعالى: و تزودوا فإن خير الزاد التقوى.
ثم يدعي هؤلاء المتصوفة بغض الدنيا، فلا يفهمون ما الذي ينبغي أن يبغض.
و يرون زيادة الطلب للمال حرصاً و شرهاً.
و في الجملة إنما إخترعوا بأرائهم طريقاً فيها شيء من الرهبانية إذا صدقوا و شيء من البهرجة إذا نصبوا شبك الصيد بالتزهد، فسموا ما يصل إليهم من الأرزاق فتوحاً
¥