تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحرير معنى الجلباب]

ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[15 - 02 - 09, 03:19 م]ـ

تحرير القول في معنى الجلباب:

ذكره النووي في شرح مسلم (ثمانية أقوال) في معنى الجلباب وأخذها منه الحافظ منه في (الفتح) و زاد بعضهم كما سيأتي إن شاء الله

قال النووي:

1 - قَالَ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ هُوَ ثَوْب أَقْصَر وَأَعْرَض مِنْ الْخِمَار وهو اختيار الزمشخري قال في (كشافه) ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها

2 - وَهِيَ الْمِقْنَعَة تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَة رَأْسهَا: وهو اختيار سعيد بن جبير

3 - وَقِيلَ: هُوَ ثَوْب وَاسِع دُون الرِّدَاء تُغَطِّي بِهِ صَدْرهَا، وَظَهْرهَا

وهو اختيار السندي في حاشيته على ابن ماجة: (ثَوْب تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَة رَأْسهَا وَصَدْرهَا وَظَهْرهَا إِذَا خَرَجَتْ) واختيار العيني في (شرح البخاري) (جلباب وهو خمار واسع كالملحفة تغطي به المرأة رأسها وصدرها)

4 - ، وَقِيلَ: هُوَ كَالْمَلَاءَةِ

وهو اختيار ابن رجب قال: ((الجلباب)): هي الملاءة المغطية للبدن كله، تلبس فوق الثياب، وتسميها العامة: الإزار، ومنه قول الله - عز وجل -: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} وهو اختيار البغوي في تفسيره والألباني

5 - وَالْمِلْحَفَة: وهو اختيار الجوهري نقله ابن كثير عنه.

6 - وَقِيلَ: هُوَ الْإِزَار، وهو اختيار ابن الأعرابي كما في حاشية العدوي المالكي

7 - وَقِيلَ: الْخِمَار: ذكره النووي وابن حجر وغيرهما

8 - وقيل: الرداء فوق الخمار. قاله ابن مسعود، وعبيدة، وقتادة، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعطاء الخراساني، وغير واحد .. (ابن كثير في تفسيره)

9 - وقال أبو حيان في (البحر): الجلباب: كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها،

10 - وقيل: كل ما تستتر به من كساء أو غيره

ذكره أبو حيان في تفسيره ونقل البقاعي أنه اختيار الخليل بن أحمد قال البقاعي في تفسيره: وقال حمزة الكرماني: قال الخليل: كل ما تستتر به من دثار وشعار وكساء فهو جلباب

11 - وقيل القميص: ذكره الملا علي القاري في (شرح المشكاة) عن الأبهري وذكره البقاعي في تفسيره

وقال البقاعي عن جميع المعاني المتقدمة في تفسيره: (والكل يصح إرادته هنا)

ثمرة الخلاف

بين البقاعي ثمرة الخلاف في معاني الجلباب فقال:

(فإن كان المراد القميص فإدناؤه إسباغه حتى يغطي يديها ورجليها،

وإن كان ما يغطي الرأس فادناؤه ستر وجهها وعنقها

، وإن كان المراد ما يغطي الثياب فادناؤه تطويله وتوسيعه بحيث يستر جميع بدنها وثيابها،

وإن كان المراد ما دون الملحفة فالمراد ستر الوجه واليدين)

وكما قال الملا علي القاري أن بعض هذه المعاني متقاربة.

وعندي أن الراجح والله أعلم: أن كل ما غطت به المرأة رأسها ونحرها وظهرها هو الجلباب، لأن آية (إدناء الجلباب) نزلت لتمييز الحرائر عن الإماء عند المفسرين، والإماء يكشفن شعورهن ونحورهن. ولذلك كان عمر يضرب الإماء بالدرة إذا غطت رأسها وقعنته، ولأن الله عز وجل قال ({يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جلابيبهن} فمن هنا للتبعيض قاله الزمخشري و أبو حيان. وذكر الزمخشري أن التبعيض يحتمل أمرين:

الأول: أن أن يتجلببن ببعض ما لهنّ من الجلاليب، والمراد أن لا تكون الحرة متبذلة في درع وخمار، كالأمة والماهنة [الخادمه] ولها جلبابان فصاعداً في بيتها.

والثاني: أن ترخي المرأة بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع حتى تتميز من الأمة)

قلت: والراجح هو الاحتمال الأول، لأن الوجه ليس بعورة على الصحيح والله أعلم.

وأما من قال أن الوجه عورة. فلها أن تظهر أسافل ثيابها.

قال ابن كثير: قال ابن مسعود: كالرداء والثياب. يعني: على ما كان يتعاناه نساء العرب، من المِقْنعة التي تُجَلِّل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكن إخفاؤه. [ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها، وما لا يمكن إخفاؤه.]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير