[إشكال حول رأي الشيخ محمد العثيمين في نظر المصلي حال القيام؟]
ـ[أبو إياس الرشيد]ــــــــ[02 - 04 - 09, 06:03 م]ـ
هذه المسألة فيها أقوال لأهل العلم ولكن أشكل عليَّ أن الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى في كتبه اختلف في اختياره القول الأقرب إلى الصواب:
ففي فتاوى نور على الدرب - (18/ 39) رجح النظر إلى موضع السجود
" النظر إلى موضع السجود هو قول أكثر أهل العلم ... وهذا أقرب الأقوال أن الإنسان ينظر إلى موضع سجوده راكعاً وقائماً وإلى موضع إشارته في حال الجلوس"
وفي الشرح الممتع على زاد المستقنع - (3/ 39) رجح النظر إلى ما هو أخشع له
"والأمر في هذا واسع، ينظر الإِنسان إلى ما هو أخشع له؛ إلا في الجلوس، فإنه يرمي ببصره إلى أصبعه حيث تكون الإِشارة كما وَرَدَ ذلك"
وفي تفسير القرآن - (4/ 102) رجح للإمام والمنفرد النظر إلى موضع السجود وللمأموم النظر إلى الإمام
"وقال بعض العلماء: إن الإمام والمنفرد ينظران إلى موضع السجود؛ وأما المأموم فينظر إلى إمامه ..... وهذا القول أقرب؛ ولا سيما إذا كان المأموم محتاجاً إلى ذلك، كما لو كان لا يسمع، فيريد أن ينظر إلى الإمام ليقتدي به، أو نحو ذلك."
فهل يمكن الجمع بين هذه الأقوال أم أن الشيخ تردد في اختيار القول الراجح وما هو القول الذي كان يقول به في آخر الأمر ...
وفقكم الله للعلم النافع والعمل الصالح ...
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:23 م]ـ
أظن أخي أبا إياس أنه لا تضارب بين هذه الأقوال عند الشيخ رحمه الله، وإليك وجه الجمع بينها، فأقول وبالله التوفيق:
إذا كان المصلي منفردا فالأولى أن ينظر إلى ما هو أخشع له، فإن كان الأخشع له النظر إلى موضع السجود نظر إلى موضع السجود، وإن كان الأخشع له أن ينظر إلى الكعبة مثلا نظر إلى الكعبة، وهذا القول ينسحب على الإمام أيضا لأنه في حكم المنفرد لكونه متقدما في الموضع على الجماعة.
وأما إن كان مأموما فينظر إلى ما هو أخشع له أيضا، ولا شك أنه إن كان مثلا في الصفوف الأولى من الحرم مثلا فإنه يتسنى أن يرمي ببصره إلى الكعبة، وقد يكون الأخشع له النظر إلى موضع السجود، وهذا يختلف من شخص إلى آخر، أما إذا كان محتاجا إلى النظر إلى الإمام كما لو كان بعيدا فخفي عليه الصوت، أو انقطعت الكهرباء مثلا فاحتاج إلى النظر لمتابعته فالمصلحة هنا في النظر إلى الإمام.
وقد رأيت الشيخ العلاّمة الإمام ابن عثيمين رحمه الله في الحرم قبل وفاته بسنوات، وهو يصلي قرب المقام وينظر إلى جهة الكعبة فاستشكلت ذلك وكان ذلك في بداية الطلب ـ ولا زلت في البداية ـ فأنكرت ذلك نفسي وقلت أليس الواجب النظر إلى موضع السجود، حتى وقفت على حديث ابن عباس رضي الله عنهما ((كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا، ولا يلوي عنقه خلف ظهره)) صحيح الجامع (1/ 894/5011)، وحديث الصحابي الذي رأى حركة لحية النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة من خلفه قبل القراءة فسأله فأخبره بدعاء الاستفتاح.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:48 م]ـ
الأحاديث الواردة في نظر المصلي إلى موضع السجود كلها ضعيفة.
وحديث ابن عباس الذي ذكره الأخ غندر لا يثبت، وقد أعله كبار الأئمة.
والرواية في النظر إلى سبابته أثناء الجلوس رواية شاذة.
وذكر بعض الفقهاء أنه ينظر حال الركوع بين قدميه، ولا أعلم له دليلاً لامرفوعاً ولا من قول صاحب.
وعندي عدد من الأدلة تبين أن السنة النظر إلى الأمام، وهذا مذهب البخاري.
ولعلي أورد الأدلة قريباً - يسر الله ذلك -
ـ[أبو إياس الرشيد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
الأخ المفضال أبو وائل غندر أشكر لك مرورك وتعليقك
ولكن لدي بعض الملحوظات كما يلي:
قولك: (إن كان الأخشع له (أي الإمام والمنفرد) أن ينظر إلى الكعبة مثلا نظر إلى الكعبة) يخالف ترجيح الشيخ في تفسير القرآن حيث رجح للإمام والمنفرد النظر إلى موضع السجود).
قولك: (وقد يكون الأخشع له النظر إلى موضع السجود) يخالف ترجيح الشيخ في تفسير القرآن حيث رجح للمأموم النظر إلى الإمام.
قولك: (أما إذا كان محتاجا إلى النظر إلى الإمام كما لو كان بعيدا فخفي عليه الصوت، أو انقطعت الكهرباء مثلا فاحتاج إلى النظر لمتابعته فالمصلحة هنا في النظر إلى الإمام) لم يذكر الشيخ هذا التقييد ولو كان يريده لذكره رحمه الله تعالى.
فما زال الإشكال باقياً
الأخ المفضال أبوعبدالله الحميدي شكر الله لك مرورك
ذكرت وفقك الله أن السنة النظر إلى الإمام ولكن أشكل عندي من كان في الصفوف المتأخرة لا يمكنه مشاهدة الإمام أو في جانبي الصف لا بد أن يلتفت فما هي السنة في حقهم؟
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:52 ص]ـ
حديث ابن عباس رضي الله عنهما ((كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا، ولا يلوي عنقه خلف ظهره)) صحيح الجامع (1/ 894/5011)،
هذا الحديث أنكره الإمام أحمد - رحمه الله - كما رواه الخلال عن الميموني عنه.
ولولا أنَّ هذا المنتدى خاصٌ بالدراسات الفقهية= لخرَّجْتُه تَخْرِيْجًا كامًلا - بحول الله تعالى وقوته -، لكن أُحيلُك إلى:
1) "زاد المعاد" (1/ 249 - 250) للإمام ابن القيم - رحمه الله -.
2) "الإرشادات" (ص84 - 86) للشيخ طارق بن عوض الله - وفقه الله -.
وفق الله الجميع.
¥