تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التوصيف الفقهي لمسألة الحكم على الإباضية]

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 08:21 م]ـ

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 08:23 م]ـ

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 08:25 م]ـ

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

خلاف أهل السنة والجماعة مع الإباضية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145790)

يتلخص مما في الرابط أعلاه أن الناس اختلفوا في الخوارج – غير غلاتهم – على ثلاث:

1/ أنهم على الكفر مقيمون (ودليلهم أنهم كفّروا المسلم فباؤوا بالكفر، وأن الحديث توعدهم بقتلٍ كقتل عاد، وبشّر قاتلهم وتوعّد قَتيلهم ... ).

2/ التوقف فيهم (تورعًا وإيثارا للسلامة).

3/ أنهم قوم ضُلّال بغاة لا كفار، وهو أصحهم.

مناقشة أدلة المخالفين:

أما حديث: ((الخوارج كلاب النار)) وفي رواية أخرى: ((أهل البدع كلاب النار)) فهو ضعيف، وعلى فرض صحته فهو مجمل وبيان حقيقة الخوارج المرادة ليست بهينة؛ لأنهم طوائف تزيد على العشرين، إن تحقق في بعضهم ففي البعض الآخر نظر.

أما قوله: ((هم شر الخلق والخليقة)) فتُأوّل على أنهم شر المسلمين، وكذلك الأمر بقتلهم وتوعّد قتيلهم لا يقتضي تكفيرا؛ فقد أمر الله عز وجل برجم الزاني وتوعد أهل الكبائر وليسوا بكفار إجماعا، أما تكفيرهم للمسلمين؛ فقد قالوه بتأويل ونوع شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات فأحرى التكفير، أما قوله: ((لأقتلنهم قتلَ عاد [وثمود])) فأراد قتلا عاما شاملا كما قال غير واحد، والله أعلم.

أما قوله: ((تخرج طائفة من أمتي)) ففيه تأويلان:

الأول: على أن "من" بمعنى "في" وهو جائز في اللغة كقوله تعالى في سورة فاطر: ?أروني ماذا خلقوا من الأرض? بمعنى: في الأرض، وتفسيره في حديث أبي سعيد في صحيح مسلم: ((يخرج في هذه الأمة – لا أقول منها)) الحديث، و"في" تقتضي الظرفية؛ أي داخل أمتي، عكس ما ذهب إليه جماعة كالقاضي عياض والسيوطي رحمهم الله؛ حيث جعلوا "في" تقتضي أنهم خارجون من الملة و"من" تقتضي أنهم منها، وكأني بهم قد قلبوا الآية؛ لأنه يكثر استعمال "في" للظرفية كقولك: زيد في الدار، أي داخلها، ويكثر استعمال "من" لابتداء الغاية كقولك: خرجت من البيت، أي منه إلى غيره، وأبْين من هذا قوله تعالى: ?يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ?، أي يعلم ما يلج من ظاهر الأرض إلى باطنها، وما يخرج من باطن الأرض إلى ظاهرها، والله أعلم بمراده.

الثاني: أن "من" هنا لبيان الجنس؛ أي تخرج طائفة هي من أمتي لا من غيرها؛ فلم ينف عنها الانتساب إلى أمته عليه الصلاة والسلام.

ويلزم على كلا التأويلين أن يكون معنى "أمتي" أمةَ الإجابة؛ أي المسلمين المصدقين برسالة محمد، وهو كذلك لأنه عُرْف الشّرع.

وفي قوله: ((يمرقون من الدين) قال الخطابي: بمعنى يخرجون عن طاعة الإمام.

أما تكفيرهم لبعض الصحابة والخلفاء الراشدين وتفسيقهم وخرق إجماعات الأمة فهو من أشدها عليهم مآلا، وأشكلها علينا تأويلا، ولا نجد لهم ما يردّ عنهم هذه الشُبَه التي تقتضي كفر مرتكبها إلا أن نقول: لم يكن انعقد الإجماع بعدُ على تعديل كل الصحابة رضوان الله عليهم.

أما قتالهم للمسلمين وقد قال: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)).

فالجواب: اقتتال الصحابة في الجمل وصفين على تأويل واجتهاد، فكذلك هؤلاء قاتلوا على تأويل واجتهاد، والحديث يُحمل على المقاتل دون تأويل أو أنه كفر دون كفر، قال ابن رشد (بداية المجتهد ونهاية المقتصد: 2/ 376): "لأن كل من قاتل على التأويل فليس بكافر بتة، أصله قتال الصحابة، وكذلك الكافر بالحقيقة هو المكذب لا المتأول". اهـ

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 08:27 م]ـ

دليل آخر على عدم تكفيرهم:

وهو قوله: ((لا يجتمع دينان في جزيرة العرب)) وفي رواية أخرى: ((لا يبقى دينان))، الحديث في الموطأ وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وفيه خبرٌ على ألَّا يبقى في جزيرة العرب حكمٌ لغير الإسلام، وأنتم تقولون أنهم كفار، وقد حكموا ولا يزالون في عُمان وهي من جزيرة العرب فدل على أنهم ليسوا بكفار.

فإن قيل: الحديث خاص بأهل الكتاب اليهودِ والنصارى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير