تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُكْتَبُ عَلَيْكُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ} ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftn4))

و المتأمل لهذا الأحاديث يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم علل تركه القيام بخشية أن تفترض عليهم الصلاة و ذكرت عائشة هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم في نوافل أخرى كنافلة الضحى حيث قالت: {إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل خشية أن يستن به الناس فيفرض عليهم وكان يحب ما خف على الناس} ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftn5))، ومثله أيضاً ما قالته عن الركعتين اللتين كان النبي يصليهما بعد العصر قالت: {وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّيهِمَا وَلَا يُصَلِّيهِمَا فِي الْمَسْجِدِ مَخَافَةَ أَنْ يُثَقِّلَ عَلَى أُمَّتِهِ وَكَانَ يُحِبُّ مَا يُخَفِّفُ عَنْهُمْ} ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftn6)) وقد فهم جمهور أهل العلم أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم هو ترك معلل بالخشية فلما أمنت الخشية بموت النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي انتفت علة ترك القيام جماعة فانتفى المعلول، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فعلّل صلى الله عليه وسلم عدم الخروج بخشية الافتراض، فعلم بذلك أن المقتضي للخروج قائم، وأنه لولا خوف الافتراض لخرج إليهم .. ثم قال: وخوف الافتراض قد زال بموته صلى الله عليه وسلم فانتفى المعارض (4) وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: {و لكني خشيت أن تفرض عليكم .. قال ابن حجر: وَفِي حَدِيث الْبَاب مِنْ الْفَوَائِد غَيْر مَا تَقَدَّمَ نَدْب قِيَام اللَّيْل وَلَا سِيَّمَا فِي رَمَضَان جَمَاعَة، لِأَنَّ الْخَشْيَة الْمَذْكُورَة أُمِنَتْ بَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِذَلِكَ جَمَعَهُمْ عُمَر بْن الْخَطَّاب عَلَى أُبَيِّ بْن كَعْب} ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftn7)) (5)، وقال ابن بطال القرطبي: وقد أخبر عليه السلام بالعلة التي منعته من الخروج إليهم، وهى خشية أن يفترض عليهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا، فلما أمن عمر أن تفترض عليهم في زمانه لانقطاع الوحي؛ أقام هذه السنة وأحياها، وذلك سنَةَ أربع عشرة من الهجرة في صدر خلافته (6)، أما الإمام النووي فقال: تَرَكَ صَلَاة التَّرَاوِيح، وَعَلَّلَ تَرْكهَا بِخَشْيَةِ اِفْتِرَاضهَا وَالْعَجْز عَنْهَا، وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَابهَا لِزَوَالِ الْعِلَّة الَّتِي خِيفَ مِنْهَا. (7)

و نكتفي بهذا القدر من النقل و إلا فإن هذا المعنى (أي أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم هو ترك معلل) موجود عند جمهور أهل العلم ومسطر في كتبهم ولو أردنا نقل كلام كل من قرر هذا المعنى لطال المقام بنا، فمن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتبهم.

إذاً تقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك قيام الليل لعلة فيسمى هذا الترك تركاً معللأ وعلته خشيته عليه الصلاة والسلام من أن يفترض قيام الليل على أصحابه، و كما هو معروف أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً فيقال حينئذ: أن الترك حكم معلل بالخشية فإذا انتفت الخشية انتفى الترك.

و هنا نقطة تلزم من يقول ببدعية صلاة التراويح جماعة ألا وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخر البيان عن وقته بل لم يبينه حسب قوله (من يقول بالبدعية) لأنه صلى الله عليه وسلم لما علل عدم خروجه لم يقل: إن فعلكم بدعة أو من رغب عن سنتي فليس مني ولكنه قال: {فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم} فهو لم يتكلم عن مشروعية الفعل بل تكلم عن المانع فانتبه.

ثم أن في القول الذي ينص على أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم هو ترك غير معلل تعطيل لكلامه صلى الله عليه وسلم،فإن كان الترك غير معلل فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم؟! أم النبي صلى الله عليه وسلم علل لهم تركه للبدعة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.

إذاً تبين بالنقل و العقل أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم قيام ليالي غير ليالي الأوتار هو ترك معلل، عليه يكون فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تجميع الناس على قارئ واحد من باب إحياء السنة لا البدعة خاصة وأن الجماعة واقعة قبل جمعه الناس ولكن كانت جماعات متفرقة.

[/ URL]([1]) متفق عليه.

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftnref1)([2]) متفق عليه.

([3]) رواه مسلم

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftnref3)([4]) رواه الستة إلا ابن ماجه

([5]) رواه عبد الرزاق في مصنفه برقم 4867 وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftnref5)([6]) رواه البخاري. (4) اقتضاء الصراط المستقيم ص284.

[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039154#_ftnref7"](5) فتح الباري (3/ 14).

(6) شرح صحيح البخاري (4/ 174)

(7) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (5/ 138)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير