كلاهما من طريق إسحاق بن إبراهيم عن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي قال قلنا نعم قال كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم شديد الحر في بعض طرق مكة إذ رآني رجل من قريش فقال أين تذهب يا ابن الخطاب قلت أريد هذا الرجل فقال يا ابن الخطاب قد دخل عليك هذا الأمر في منزلك وأنت تقول هكذا فقلت وما ذاك فقال إن أختك قد ذهبت إليه قال فرجعت مغتضبا حتى قرعت عليها الباب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم بعض من لا شيء له ضم الرجل والرجلين إلى الرجل ينفق عليه قال وكان ضم رجلين من أصحابه إلى زوج أختي قال فقرعت الباب فقيل لي من هذا قلت أنا عمر بن الخطاب وقد كانوا يقرؤون كتابا في أيديهم فلما سمعوا صوتي قاموا حتى اختبأوا في مكان وتركوا الكتاب فلما فتحت لي أختي الباب قلت أيا عدوة نفسها أصبوت قال وأرفع شيئا فأضرب به على رأسها فبكت المرأة وقالت لي يا ابن الخطاب إصنع ما كنت صانعا فقد أسلمت فذهبت فجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط الباب فقلت ما هذه الصحيفة ها هنا فقالت لي دعنا عنك يا ابن الخطاب فإنك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر وهذا لا يمسه إلا المطهرون فما زلت بها حتى أعطتنيها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم فلما قرأت الرحمن الرحيم تذكرت من أين اشتق ثم رجعت إلى نفسي فقرأت في الصحيفة سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم فكل ما مررت باسم من أسماء الله ذكرت الله فألقيت الصحيفة من يدي قال ثم أرجع إلى نفسي فأقرأ فيها سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم حتى بلغ آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فخرج القوم مبادرين فكبروا استبشارا بذلك ثم قالوا لي أبشر يا ابن الخطاب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الإثنين فقال اللهم أعز الدين بأحب هذين الرجلين إليك إما عمر بن الخطاب وإما أبو جهل بن هشام وأنا أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فقلت دلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم أين هو .. الحديث
قال البزار:
وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده عن عمر إلا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ولا نعلم يروى في قصة إسلام عمر إسناد أحسن من هذا الإسناد على أن الحنيني قد ذكرنا أنه خرج عن المدينة فكف واضطرب حديثه
ورواه ابن الجوزي في صفوة الصفوة ج: 1 ص: 269 عن أنس
فلينظر أصل إسناده
وأسامة بن زيد قال عنه الحافظ ضعيف من قبل حفظه في التقريب وترجمته في التهذيب ج 1 /ص 181
وتراوحت عباراتهم في وصفه من الضعف إلى الضعف الخفيف إلى اعتباره في الشواهد
قال أحمد أخشى أن لا يكون قوي في الحديث
وقال عثمان الدارمي عنه ليس به بأس
وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال بن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن أسامة بن زيد بن أسلم وعبد الله بن زيد بن أسلم أيهما أحب إليك قال أسامة أمثل
وقال النسائي ليس بالقوي
وقال بن عدي لم أجد له حديثا منكرا لا إسنادا ولا متنا وأرجو أنه صالح
وقال البخاري ضعف علي عبد الرحمن بن زيد وأما اخواه أسامة وعبد الله فذكر عنهما صلاحا
وقال بن الجارود وهو ممن يحتمل حديثه
وقال ابن سعد في الطبقات ج 5 /ص 413
وكان أثبت ولد أسلم في الحديث
أما إسحاق فقال عنه ابن حجر في التقريب: ضعيف
تهذيب التهذيب ج 1 /ص 194
ومثل من قبله تفاوتت عباراتهم وأخفهم فيه ابن عدي قال:
ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه
وقال بن حبان في الثقات كان يخطئ
وكان مالك يعظمه ويكرمه
وقال الحاكم أبو أحمد في حديثه بعض المناكير
وقال البزار كف بصره فاضطرب حديثه
وانظره أيضا في الضعفاء الكبير ج 1 /ص 97
فحال الاثنين قطعا يمنع الاحتجاج بالحديث عند الإنفراد أما في الشواهد فهما ممن يكتب حديثهم خاصة مع استقراء ابن عدي لأحاديثهما
==================
أثر ابن عباس
أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأبو نعيم (من) طريقه ومن طريق إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال سألت عمر عن إسلامه قال خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزومي فقلت له أرغبت عن دين آبائك إلى دين محمد قال قد فعل ذلك من هو أعظم عليك حقا مني قال قلت ومن هو قال أختك وختنك قال فانطلقت فوجدت الباب مغلقا وسمعت همهمة قال ففتح لي الباب فدخلت فقلت ما هذا الذي أسمع قالت ما سمعت شيئا فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأسها فقالت قد كان ذلك رغم أنفك قال فاستحييت حين رأيت الدم وقلت أروني الكتاب فذكر القصة بطولها
قال هذا الحافظ في الإصابة ج: 8 ص: 62
وهناك
فهذا شاهد آخر لكن إسناده ضعيف جدا.
وأبان ثقة وثقه الأئمة كما نقل ابن حجر في التقريب وترجمته في تهذيب التهذيب ج 1 /ص 82 وتهذيب الكمال ج 2 /ص 10
ومعرفة الثقات ج 1 /ص 198
لكن المصيبة في الراوي عنه فهو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك كما في التقريب وترجمته تجدها في تهذيب التهذيب ج 1 /ص 210
============
وأخيرا روى القصة ابن إسحق بلاغا كما في السيرة النبوية لابن هشام ج: 2 ص: 187
وبين ابن إسحاق والرواي مفاوز
وفيه: فقالت له يا أخي إنك نجس على شركك وإنه لا يمسها إلا الطاهر فقام عمر فاغتسل فأعطته الصحيفة وفيها طه فقرأها فلما قرأ منها صدرا قال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه
============
فالخلاصة أن الأثر مروي من طرق تنتهي لسيدنا عمر نفسه وأنس وابن عباس
واستنكرها الذهبي في الميزان وابن عبد البر كما في الإصابة وضعف أحد أسانيدها الدارقطني
لكن اختارها المقدسي وحسنها لشواهدها محقق الكتاب وجودها الزيلعي واعتبر شواهدها الكثيرة الإمام البيهقي
ولم أقف إلا على شاهدين لما ذكره البيهقي فلينظر إن كان فاتني شيء فإن عبارة البيهقي تفيد أكثر من ذلك.
لكن لابد من اعتبار ما نقله البيهقي أن الفقهاء السبعة على تحريم مس المصحف للمحدث
وهذا مبحث حديثي عن أثر عمر بن الخطاب
لكن صح أثر سلمان الفارسي وهو أقوى سندا وحجة واضحة في هذا الباب فتابع ..
¥