ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 09:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الإشكال الذي أورده الأخ السائل في مكانه, والجواب عليه قد ذكر مثله ابن الجزري. والإشكال قد سبقه إليه أبو شامه في كتابه (المرشد الوجيز) ص 178 قال أبو شامة: (وغاية مايبديه مدعي تواتر المشهور كإدغام أبي عمرو ونقل الحركةلورش وصلة الجمع وهاء الكناية لابن كثير أنه متواتر عن ذلك الإمام الذي نسبت القراءة إليه , بعد أن يجهد نفسه في استواء الطرفين والواسطة إلا أنه بقي عليه التواتر من ذلك الإمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كل فرد فرد من ذلك وهنالك تسكب العبرات, فإنها من ثم لم تنقل إلا آحاداً , إلا اليسير منها) اهـ
وأجاب عن هذا الإشكال الإمام ابن الجزري رحمه الله في منجد المقرئين ص (62) قال: (أوقفت عليه شيخنا الإمام واحد زمانه: شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب ببيرود الشافعي ـ (لم أجد له ترجمه أرجو الإفادة) ـ فقال لي: معذور أبو شامة حيث إن القراءات كالحديث مخرجها كمخرجه إذا كان مدارها على واحد كانت آحادية وخفي عليه أنها نسبت إلى ذلك الإمام اصطلاحاً وإلا فكل أهل بلده كانوا يقرؤنها أخذوها أمماً عن أمم ولو انفرد واحد بقراءة دون أهل بلده لم يوافقه على ذلك أحد بل كانوا يجتنبونها , ويأمرون باجتنابها)
قلت ـ ابن الجزري ـ: ومما يدل على هذا ماقال ابن مجاهد قال: قال لي قنبل قال لي القواس في سنة 237 هـ القَ هذا الرجل يعني البزي فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا يعني (وماهو بميت) مخففا ً وإنما يخفف من الميت من قد مات ومن لم يمت فهو مشدد. فلقيت البزي فأخبرته فقال لي: قد رجعت عنه ... )
قلت فكون ورش قرأ بهذه القراءة ليس معناه أنه أخذها من نافع فقط بل عرضها على نافع وإلا فهي قراءة مصر آنذاك ولو ذكر مشائخه في ذلك لرجعت إلى كونها آحاداً فهذه الحكمة من عدم ذكر شيوخه فيها لأنها قراءة بلده وهذا الذي جعلها متواتره.
وللعلم فإن قراءة ورش من أسهل القراءات لاسيما من طريق الأصبهاني ولم يصرح بها الشاطبي ولكن رواها باسهاب ابن الجزري في النشر وصاحب اتحاف فضلاء البشر الشهير بالبنا. وجمع طريق الأصبهاني الشيخ حسين خطاب رحمه الله شيخ القراء بدمشق باسم (اتحاف حرز الأماني برواية الأصبهاني) فنجد أنه يقصر المنفصل ولايمد صلة ميم الجمع ولو جاء بعدها همز ومثله مد البدل كـ آية و آلهة و آمنتم وأيضاً قصر شيء وهيئة وسوآت ومثله ترقيق الراءات وتفخيم اللامات فهو كباقي القراء خلافاً لطريق الأزرق عن ورش. وغيرها من الأحكام.
والله أعلم.
ولبحثك الذي ذكرت في القراءات الت اعترض عليه ابن جرير يمكنك مراجة رسالة ماجستير في هذا الموضوع لشيخنا: محمد عارف الهرري
بعنوان (القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة). وهي مطبوعة من قسم التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[12 - 10 - 03, 09:37 ص]ـ
هل أنت متأكد من لقبه
شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب ببيرود الشافعي
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 10:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل أبو مالك الحنبلي أشكر لك هذه الفوائد الطيبة، وخاصة لفتتك هذه:
(قلت فكون ورش قرأ بهذه القراءة ليس معناه أنه أخذها من نافع فقط بل عرضها على نافع وإلا فهي قراءة مصر آنذاك ولو ذكر مشائخه في ذلك لرجعت إلى كونها آحاداً فهذه الحكمة من عدم ذكر شيوخه فيها لأنها قراءة بلده وهذا الذي جعلها متواتره).
أما على ذكر الأصبهاني فالأمر كما ذكرت في النشر والإتحاف، ولقد وجدت على الإنترنت هذا النظم في طريق الأصبهاني، وهو: (القول المفيد فى قراءة الأصبهانى، لناظمه الفقير إلى ربه محمد بن محمد هلالى الإبيارى سنة 1331 هـ) فلعله ينفع المهتم، وهو على هذا الرابط:
http://www.tadjweed.com/mutoonmunfaridah.htm
وأشكرك جداً لدلالة على رسالة المجاستير هذه، وأرجو أن تتوفر لدينا قريباً، وبارك الله فيكم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[12 - 10 - 03, 05:38 م]ـ
الحقيقة أراني أتراجع عن رأيي، وقد أعجبني تطبيق مثال شعبة وحفص على ما عندنا هنا.
¥