• وفي بعضها أنه خارج الصلاة بعد أن أتي الحلقة وسلمَّ؛ كما عند ابن حبان وغيره.
• وهذا يحتاج إلى بحث من وجوه؛ كالنظر إلى صحتها كلها أو بعضها، والتوفيق بينها، هل هي حوادث متفرقة، وغير ذلك.
- قال أبوعمر السمرقندي غفر الله له وستر عليه:
الصوفية المساكين تركوا السنن واستعاضوا عنها بالمحدثات البدائع، لذا فإنهم يخترعون الأذكار من وحي شياطينهم ثم يلقنونها مريديهم.
ولو اشتغلوا بما ورد لكان لهم ولمعظميهم خيراً وأهدى سبيلاً.
• ولو أنكرت عليه لعدُّوك محجوباً عن أنوار المعرفة التي – زعموا – أنهم وصلوا إليها.
• والحق أنهم لم يصلوا إلاَّ إلى ظلمات الشياطين وأوليائهم.
فالحمدلله على نعمة التمسك بالسنن.
• وفي حال هؤلاء المساكين نقل ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان عن بعضهم شعراً واستحسنه قال: ((
ذهب الرجال وحال دون مجالهم ... زمرٌ من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم ... ساروا ولكن سيرة البطال
لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا ... كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا ... سبل الهدى بجهالة وضلال
عمروا ظواهرهم بأثواب التقى ... وحشوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت قال الله قال رسوله ... همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت قد قال الصحابة والأولى ... تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت قال الآل آل المصطفى ... صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت قال الشافعي وأحمد ... وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت قال صحابهم من بعدهم ... فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول قلبي قال لي عن سره ... عن سر سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي ... عن شاهدي عن واردي عن حالي عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي ... عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها ... ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا ... بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا ... شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم ... نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم ... وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو سنة ... صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل ... حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار والآثـ ... ـار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى ... من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها ... من مثلهم واخيبة الآمال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها ... فأتى بذا الشرك المحيط الغالي ... )) الخ.
• وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[10 - 01 - 04, 09:19 ص]ـ
كلام نافع ماتع
نفعنا الله بعلمك أيها الشيخ الفطن
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 04 - 04, 10:20 م]ـ
للإفادة ...
ـ[طالب النصح]ــــــــ[11 - 04 - 04, 12:54 ص]ـ
يا فضيلة الشيخ أبا عمر السمرقندي حفظك المولى ورعاك
هلا بينت لي وجه التعقب على المباركفوري ... في حكايته ما ذكره ابن حجر؟
وألا ترى - سلمك الله - أن القضية تحتاج إلى تفصيل من جهة تعيين الموضع الذي يجوز فيه إحداث ذكر غير مخالف للمأثور والموضع الذي لا يجوز بدلاً من اطلاق المنع!
وجزاك الله خيراً ...
وللحق الموضوع جدير بالبحث فجزاك الله خيراً على فتحك له وعرضك إياه ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 04 - 04, 08:50 م]ـ
- فضيلة الشيخ الكريم .. (النَصِح) ... وفقه الله تعالى وإيانا لمحابه
ابتداءاً .. جزاكم الله خيرا على ذي التنبيهات واللفتات المهمات.
- وأما وجه التعقُّب على المباركفوري رحمه الله: فلا تعقُّب ثَمَّ عليه رحمه الله.
لكن الأمر أنَّ بعض لمبتدعة أخذ كلام المباركفوري رحمه الله المتقدم والذي قال في آخره (قاله ابن حجر) فزعم أنَّ ابن حجر يقول بمشروعية إحداث ذكر في الصلاة غير مشروع = فكان الرد عليه بأنَّ كلام الحافظ موجود بنصه ولا يفهم منه ما فهمه ذاك المغرض.
فكلام الحافظ ابن حجر في الفتح – كما نقلت – أنه لم يقل ذاك القول ولا تبنَّاه؛ إنما غاية ما في الأمر أنه حكاه حكايةً، كما تقدَّم.
- والمباركفوري رحمه الله نفسه قد قال في أول الكلام: (والحديث اسْتُدِلَّ به).
فأدىَّ نفس المؤدَّى الذي أشرت إليه من كلام الحافظ!
والكلام الذي ذكرته عن المباركفوري في أصل الموضوع كان على التنزُّل للمعترض.
- أما ما تساءلتم عنه في قضية المسألة التي طرحتها أصلاً فالحق أني لا أعرف خلافاً معتبراً في مسألة مشروعية إحداث ذكر من أذكار الصلاة (والمواضبة عليه) – وليس ذاك إلاَّ لقصور علمي وقصر وقتي عن البحث في ذي المسألة.
ولعلكم وبقية الأخوة الأكارم تفيدوننا حول ذي المسائل مما وقفتم عليه، فمازالت فوائدكم تتحفنا كل يومٍ بالمزيد.
- لكن ... كنت أرمي في البحث السابق إلى أمرين:
الأول: إغلاق باب طلب الفضيلة أو الأفضلية بالأذكار المحدثة في اركان الصلاة عموماً؛ إذ إدراك الفضيلة إنما تتلقى عن طريق الوحي، وليس ثمة وحي!
إذ نحن في ذا التنبيه بين إحداث ذكر لا فضيلة فيه، وبين التقيد بذكر مسنون تحصل فيه الفضيلة من جهة الاتباع ومن جهة الفضيلة المرتبة على نفس الذكر.
والأمر الآخر: أنَّ المرء لو اعتاد على دعاء لنفسه في مكان مشروع فيه الدعاء في الصلاة؛ كالسجود، وعقب التشهد = فلا يشرع له اتخاذ ذاك الدعاء أو التضرُّع ورداً يدعو الناس إليه ويرتِّب له فضيلة أو نحوها؛ كحال أهل الخرافة والبدعة.
- هذا ما يدور الآن بذهني، و العلم عند الله تعالى.
- وأنا بانتظار الإفادة منكم ومن بقية الأخوة، وبالله تعالى التوفيق.