[عينا]
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 01:43 ص]ـ
قال أبونصر الفارقي:
1) بنتم فما كحل الكرى ××××× لي بعد وشك البين عينا
2) ولقد غدا كلفي بكم ××××× أذنا علي لكم وكان عينا
3) فأسلت بعد فراقكم ××××× من ناظري بالدمع عينا
4) فحكت مدامعها الغزار ×××× من الغيوم الغر عينا
5) جادت على أثر شفى ×××× عينا لهم لم تلق عينا
6) من كل واضحة الترائب ×××× سهلة الخدين عينا
7) غراء تحسب وجهها ××××× للشمس حين تراه عينا
8) أمسيت في حبي لها ×××× عبدا أضام وكنت عينا
9) لا قر ركب بالركائب ××××× إذ بهن سرين عينا
10) غاظ الحسود لنا الوصال ×××فلا رعاه الله
[عينا]
11) فذممت حرفا عاينت ××××× عيناي في أولاه عينا
12) كانت تناصفنا بصافي ×××× الود لا ورقا وعينا
13) لهفي وقد أبصرت في ××××× ميزان ذاك الوصل عينا
14) كم من أخ فينا وعى ××××× مالم نكن فيه وعينا
15) ومصاحب صنفت في ×××× غدراته للعين عينا
فما هذه العيون؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 01 - 04, 02:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
للمساعدة
قال ابن فارس في مقايسس اللغة
عين العين والياء والنون أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على عُضوٍ به يُبْصَر ويُنظَر، ثم يشتقُّ منه، والأصلُ في جميعه ما ذكرنا.
قال الخليل: العين: النّاظرة لكلّ ذي بَصَر: والعين تجمع على أعيُن وعُيون وأعيان، قال الشاعر:
فقد أرُوعُ قلوبَ الغانياتِ به
حَتّى يَمِلْنَ بأجيادٍ وأعيانِ
وقال:
فقد قرَّ أعيانُ الشَّوامِتِ أنّهم
وربّما جمعوا أعيُنا على أعيناتٍ، قال:
بأعيُنات لم يخالطها قَذَى
وعَيْنُ القَلْب مثَل على معنى التشبيه. ومن أمثال العرب في العين قولهم: «لا أفعَلُه ما حَمَلتْ عيني الماء»، أي لا أفعله أبدًا، ويقولون: «عينٌ بها كلُّ داء» للكثير العيوب، ويقال: رجلٌ شديد جَفْنِ العين، إذا كان صبورًا على السَّهَر؛ ويقال: عِنْتُ الرّجلَ، إذا أصبتَه بعينك، فأنا أَعينُه عَيْنا، وهو مَعْيون، قال:
قد كان قوُمك يحسبونك (سيّدًا
وإخال أنّكَ) (3) سيّدٌ مَعيونُ
ورجل عَيُونٌ ومِعيانٌ: خبيث العين، والعائن: الذي يَعِين، ورأيت الشىء عِيانًا، أي معايَنة، ويقولون: لقيُته عَيْنَ عُنَّة، أي عِيانًا، وصنعت ذاك عَمَدْ عَيْنٍ، إذا تعمّدتَه؛ والأصل فيه العين الناظرة، أي إنّه صنع ذلك بعينِ كلّ مَن رآه ـــ وهو عَبْدُ عينٍ، أي يَخدُم ما دام مولاه يراه، ويقال للأمر يَضِحُ: «بيَّنَ الصُّبحُ لذي عَينَين».
ومن الباب العين: الذي تبعثُه يتجسَّس الخبرَ، كأنَّه شىءٌ تَرَى به ما يَغِيب عنك، ويقال: رأيتُهم أدنى عائنةٍ، أي قَبْلَ كلّ أحدٍ، يريد ـ والله أعلم ـــ قبل كلّ نَفْسٍ ناظرة؛ ويقال: اذهَبْ فاعتَنْ لنا، أي انظُرْ، ويقال: ما بها عَيَنٌ، متحركة الياء، تريد أحدًا له عين، فحركت الياء فرقا، قال:
ولا عَيَنًا إلاَّ نَعَامًا مشمّرًا
فأمَّا قولهم: اعتَانَ لنا منزًلا، أي ارتادَه، فإِنَّهم لم يفسِّروه، والمعنى أنّه نظر إلى المنازل بعينه ثم اختار.
ومن الباب: العين الجاريةُ النّابعة من عيون الماء، وإنّما سميت عينًا تشبيهًا لها بالعين النَّاظرةِ لصفائها ومائها؛ ويقال: قد عانَت الصّخرةُ، وذلك إذا كانَ بها صَدعٌ يخرج منه الماء، ويقال: حَفَر فأعْيَن وأعان.
ومن الباب العين: السَّحاب ما جاءَ من ناحية القبلة، وهذا مشبَّه بمشبَّه، لأنَّه شُبّه بعين الماء التي شبّهت بعين الإنسان؛ يقولون:
إذا نشأ السَّحاب من قِبَل العين فلا يَكاد يُخلف.
قال ابن الأعرابيّ: يقال هذا مطَر العين، ولا يقال مُطِرنا بالعَين. وعَين الشَّمس مشبه بعين الإنسان، قال الخليل: عين الشَّمس: صَيْخَدُها المستدير. ومن الباب ماءٌ عائن، أي سائل. ومن الباب عَيْنُ السّقاء، قال الخليل: يقال للسّقاء إذا بَلِي ورقَّ موضعٌ منه: قد تعيَّن؛ وهذا أيضًا من العَيْن، لأنه إذا رقّ قرُب من التخرُّق فصار السّقاء كأنّه يُنظر به، وأنشد ثعلب:
قالت سُليمَى قولةً لرِيدِها
ما لابنِ عمّي صادرًا عن شِيدها
بذات لوثٍ عينُها في جيدها
أراد قربةً قد تعيَّنت في جِيدها. ويقال سِقاء عَيَّنٌ، إذا كانت فيه كالعُيون، وهو الذي قد ذكرناه، وأنشد:
ما بالُ عينِي كالشَّعيب العَيَّنِ
وقالوا في قول الطرِمَّاح:
فأَخْضَلَ منها كلَّ بالٍ وعَيّنٍ
وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المتباطنِ
¥