[بعض الأسئلة عن الحج0]
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[10 - 01 - 04, 10:53 ص]ـ
[بعض الأسئلة عن الحج0]
سئل فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى- عن حكم الوقوف على الحجر الأسود وتعطيل الطواف، السؤال التالي:
بعض الحجّاج إذا جاء إلى الخط الذي وضِع علامة على ابتداء الطواف وقف طويلاً وحج على إخوانه أن يستمروا في الطواف0 فما حكم الوقوف على هذا الخط والدعاء الطويل؟
فأجاب- رحمه الله تعالى- الجواب التالي:
الوقوف عند هذا الخط لا يحتمل وقوفًا طويلاً؛ بل يستقبل الإنسان الحجر ويشير إليه ويكبر ويمشي، وليس هذا موقفًا يطال فيه الوقوف، لكني أرى بعض الناس يقفون ويقولون: نويت أن أطوف لله تعالى سبعة أشواط، طواف العمرة، أو تطوعًا، أو ما أشبه ذلك، وهذا يرجع إلى الخطأ في النية، وقد نبهنا عليه، وأن التكلم بالنية في العبادات بدعة، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه؛ فأنت تؤدي العبادة لله سبحانه وتعالى، وهو عالم بنيتك فلا يحتاج إلى أن تجهر بها0
كما سئل- رحمه الله تعالى- عن التمسّح بالكعبة، السؤال التالي:
في أثناء الطواف يشاهَد الناس يمسحون بجدار الكعبة وبكسوتها، وبالمقام والحجر، فما حكم ذلك العمل؟
فأجاب- رحمه الله تعالى- الجواب التالي:
هذا العمل يفعله الناس، يريدون به التقرب إلى الله عز وجل والتعبد له، وكل عمل تريد به التقرب إلى الله والتعبد له، وليس له أصل في الشرع فإنه بدعة، وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)) 0
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح سوى الركن اليماني والحجر الأسود0
وعليه فإذا مسح الإنسان أي ركن من أركان الكعبة أو جهة من جهاتها، غير الركن اليماني والحجر الأسود، فإنه يعتبر مبتدعًا، ولمَّا رأى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يمسح الركنين الشماليين، نهاه، فقال له معاوية رضي الله عنه: ليس شيء من البيت مهجورًا، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الركنين اليمانيين، يعني الركن اليماني والحجر الأسود، فرجع معاوية رضي الله عنه إلى قول ابن عباس لقوله تعالى: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) 0
ومن باب أولى في البدعة، ما يفعله بعض الناس من التمسّح بمقام إبراهيم، فإن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تمسّح في أي جهة من جهات المقام0 وكذلك ما يفعله بعض الناس من التمسح بزمزم، والتمسّح بأعمدة الرواق0 وكل ذلك مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فكله بدعة، وكل بدعة ضلالة0
وسئل – رحمه الله تعالى- أيضًا عن التمسّك بأستار الكعبة؛ السؤال التالي:
ما حكم الذين يتمسكون بأستار الكعبة ويدعون طويلاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى بالجواب التالي:
هؤلاء أيضًا عملهم لا أصل له في السنة، وهو بدعة ينبغي على طالب العلم أن يبيّن لهم هذا، وأنه لي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم0 وأما الالتزام بين الحجر الأسود وبين الكعبة، فهذا ورد عن الصحابة رضي الله عنهم فعْله، ولا بأس به، لكن مع المزاحمة والضيق كما يشاهد اليوم، فلا ينبغي للإنسان أن يفعل ما يتأذى به أو يؤذي به غيره، في أمر ليس من الواجبات0
وسئل عن صفة الالتزام بما يلي:
ما صفة هذا الالتزام بين الحجر الأسود والبيت؟
فأجاب: الالتزام وقوفٌ في هذا المكان وإلصاق؛ يلصق الإنسان يديه وذراعيه وخدّه على هذا الجدار0
وسئل- رحمه الله تعالى- السؤال التالي عن التبرك بالكعبة:
هل من خصائص مكة أو الكعبة التبرك بأحجارها أو آثارها؟
فأجاب- رحمه الله تعالى- الجواب التالي:
ليس من خصائص مكة أن يتبرك الإنسان بأشجارها وأحجاره؛، بل من خصائص مكة ألا تعضد، ولا يحش حشيشها، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، إلا الإذخر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم استثناه؛ لأنه يكون للبيوت، وقيون الحدادين، وكذلك اللحد في القبر فإنه تسد به شقوق اللبنات، وعلى هذا فنقول: إن حجارة الحرم أو مكة ليس فيها شيء يتبرك به، بالتمسح به، أو بنقله إلى البلاد، أو ما أشبه ذلك0
دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى – إعداد أبو أنس علي بن حسين أبو لوز (ص/42 - 44) 0