قلت: أما عدم رؤية الهيثمي الحديث عند أبي داود، فهو وهم منه رحمه الله فقد عزاه له في المجمع (8/ 366) حيث قال رحمه الله: "قلت: عند أبي داود طرف من آخره. رواه الطبراني في الأوسط. وقد روى أبو داود بعض هذا الحديث وسكت عليه فهو حسن إن شاء الله".
علة الحديث: (عروة بن سعيد)، في التقريب (ص 674 ت 4595): "مجهول". وضعف الألباني الحديث بسببه، في تحقيقه على السنة لابن أبي عاصم، وفي هذا التضعيف نظر لما له من متابعات يتقوى بها الحديث لم يذكرها الشيخ الألباني في تحقيقه ولعله لم يقف عليها وهي:
الأولى: أخرجها الطبراني في الكبير (8/ 311). قال الطبراني: (حدثنا الحسن بن جرير الصوري ثنا هشام بن خالد الدمشقي ثنا عبدربه بن صالح عن عروة بن رويم عن أبي مسكين عن طلحة). قال الهيثمي (9/ 365): "رواه الطبراني مرسلا، وعبدربه بن صالح لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا".
قلت: أبو مسكين الذي في سند الطبراني، ذكره الذهبي في المقتني (2/ 75) فقال: "أبو مسكين عن طلحة بن البراء وعنه عروة بن رويم". ولم أقف على من وثقه. وعبدربه بن صالح سكت عنه البخاري في التاريخ (6/ 79)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 44)، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 155)، وعزاه الحافظ لابن السكن في الإصابة (2/ 227).
الثانية: أخرجها ابن سعد في الطبقات (4/ 354)، وقال: اخبرني بنسب طلحة وقصته هذه هشام بن محمد بن السائب الكلبي. "أبو المنذر الإخباري النسابة العلامة. قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدث عنه، وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة". انظر الميزان (4/ 304).
الثالثة: أخرجها علي بن عبدالعزيز في مسنده، عزاها له الحافظ في الإصابة (2/ 227)، عن أبي نعيم حدثنا أبو بكر هو ابن عياش حدثني رجل من بني عم طلحة الحديث. قال الحافظ: (فذكره بإختصار). وعلة هذه المتابعة جهالة من يروي عنه ابن عياش.
الرابعة: قال الحافظ في الإصابة (2/ 227): "وروى أبو نعيم من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب عن طلحة بن البراء أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك".
قلت: أبو معشر اسمه نجيح السندي الهاشمي مولاهم المدني صاحب المغازي. "قال ابن معين: ليس بقوي، كان أميا ينتقى من حديثه المسند. وقال أحمد: كان بصيرا بالمغازي. وقال ابن مهدي: يعرف وينكر .. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. وقال البخاري وغيره: منكر الحديث".انظر الميزان (4/ 246): وأخرجه من طريق أبي معشر ابن أبي الدنيا في الأولياء (ح 74) وليس فيه ذكر الرفع.
فالحديث يتقوى بمجموع هذه الطرق والله أعلم.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[18 - 04 - 05, 11:17 م]ـ
فائدة أخرى
أثر منيب بن عبد الله بن أبي أمامة
(رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه أفتتح الصلاة، فسلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم انصرف).
إسناده لابأس به. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 491). (أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا عبدالله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن بن الصباح نا معن نا عبدالله بن مُنيب بن عبدالله بن أبي أمامة عن أبيه .. ).
علة الحديث: (منيب بن عبدالله)، قال الحافظ في التقريب (ص 974 ت 6967): "مقبول". وقال الذهبي في الكاشف (3/ 157): "وثق".
قال مقيده عفا الله عنه: لعل مقصود الحديث كناية عن رفع اليدين بالتحية للقبر الشريف. ويحتمل الرفع بالدعاء له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حيث صح ذلك من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عند زيارة القبور، وصح إتيان قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من فعل ابن عمر عند السفر والقدوم منه للسلام عليه وعلى صاحبيه رضي الله عنهما.
ـ[محمد بولحليب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:17 ص]ـ
قد أنكر الشيخ عبدالله القصير على أحد طلاب العلم رفع اليدين عند القبر للدعاء
ـ[أبومزنة]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:12 ص]ـ
لاقول لأحد مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم 0 ولعله لم يبلغه الحديث 0ومن حفظ حجة على من لم يحفظ 0 ولاأحد أشد حرصاً على حماية جناب التوحيد من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم0